ظهر أمس كان الموت بانتظار هاني في بحر صور، بعدما قصده كما قال قريبه الزميل عدنان طباجة لـ”النهار” مع شقيقيه وثلاثة من أصدقائه. وشرح: “كانوا جميعاً يجلسون على الشاطئ يتبادلون أطراف الحديث حين سمعوا نداء استغاثة من فتاة تغرق في البحر، سارع هاني بملابسه من أجل مد يد العون لها، وإذ بتيار البحر يجرفه، لتسارع بعدها فرق الانقاذ والإسعاف، لتنتشله وتحاول إنعاشه، كانت الروح لا تزال في جسده. نُقل إلى المستشفى اللبناني الإيطالي، حاول الأطباء كل ما في وسعهم ليبقى على قيد الحياة، لكنه لفظ آخر أنفاسه معلناً الرحيل وهو في العشرين من عمره”.
رمز الشجاعة
توضيح بلدية صور
وعن حادث غرق طباجة أكد رئيس بلدية صور حسن دبوق أن “طول شاطئ صور يصل إلى حوالي 6 كلم، يحتاج إلى أسطول بحري لمراقبته، لدينا شاطئ شعبي مفتوح بطول كلم واحد تحت رقابتنا، نشرف على إدارته ونظافته، يحتوي على 18 منقذاً بحرياً، وزوارق للإنقاذ، إضافة إلى وحدة إنقاذ مباشر بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، هذا عدا عن وضع إشارات يستدل بها المواطنون على الأماكن المحددة للسباحة لعدم تجاوزها، إضافة إلى لافتات تشير إلى حالة البحر، لكن إلى الآن لم نفتتح الموسم السياحي، كما أن طباجة غرق خارج الشاطئ الشعبي”. وطالب دبوق المواطنين بـ”التقيّد بالتعليمات والإرشادات، وعدم المجازفة بالسباحة في المياه العميقة إن كانوا غير مدربين على ذلك”.
تعزية وزير التربية
وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب أجرى اتصالاً بعميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية البروفسور كميل حبيب، قدم له في خلاله التعزية بوفاة الطالب في الكلية هاني فارس طباجة الذي قضى غرقاً في بحر صور أثناء محاولته إنقاذ فتاة.
كما اتصل الوزير شهيب أيضا بوالد الضحية فارس طباجة وقدم له التعزية معبراً عن “شديد أسفه لاستشهاد هذا الشاب المندفع، الممتلئ إنسانية وعنفواناً، والذي ضحّى بنفسه من أجل الآخرين”. وتقدم بالتعزية أيضاً من “أهله ومن رفاقه في الجامعة”، طالباً من الله “أن يُسكنه فسيح جنانه، وأن يهَبَ أهله ومحبيه الصبر والعزاء”
المصدر النهار