بعدك على بالي، يا نسايم صور، يا شمسها الحلوة، يا رملها الذهبي، يا سنونو عم بيدور بين مراكب بحارة بلدي، يا حارة قديمة بقلبك بتدفيني، بين جامع وكنيسة، وامرأة عم تسقي زهور، و نحّات بيهمس بهالصخور… وأنا معي كيسي، وشو صغير كيسي ليحمل من صور، شوارع عتيقة وجمال الله المصوّر بفلا البيئة.
بعدك على بالي، غيرك ما حلالي، في مية عصفور بيدور، بس متلك ما حيلاقي، في مية بيت مهجور، بس انت المليانة، بحبّ وحرف ورسم ونثر، وناس طيبة ومقدامة..
بعدك على بالي وكيف ما القلب يحور، بترجعي قبالي، ولما الليل يدور، ويظلم و تكفهر السماء، بعتولي من هواء صور، ليرجع القلب يدق، وإرجع لحالي.
***
هائم بحبك، قلبي في أرضك، روحي في روحك، مجدي في عزك، انتفاضتي في عنفوانك، أفول عينيّ دواؤه لون شمسك، زلل قدماي ينتشله رملك، قلبي المتعب صفاؤه بحرك، طرب أذناي اسمك، حصن اقتداري صخرك، كل اعجاز في وصفك، كلك كلي وكلي كلك، ولم يذهب بعضي إلا عندما خفي عني ظلك.
أنا السمكة وأنت صيادي الماهر، كلما رماني الجزر بعيدًا، أعادتني صنارتك إلى حضنك، وأعادت سفن البحارة إلى شوقك، وأعادت لي صولاتك وجولاتك بوجه حصار الاسكندر.. فالصنارة تحول حربة اذا الموعد أنذر، وحصون قلبك الدافئ تحول قلاعًا اذا الغزو أبحر.. نحن شعبك وكل مدائن قلوبنا في بيتك.
حسن شرف الدين