كان متوجهاً على دراجته النارية للاطمئنان إلى والدته، حين هاجمته كلاب شاردة، حول الهروب منها، فاصطدم بحائط أحد المباني قبل أن يقع أرضاً ويفارق الحياة… هو محمد الاشقر ابن صور الذي كتبت نهايته بطريقة مأسوية على بعد أمتار من منزله في منطقة الحوش.
هجوم قاتل
عند الساعة الخامسة من فجر الأحد الماضي كان الموت بانتظار محمد (65 سنة)، وبحسب ما قالته زوجته زينب لـ”النهار” “اعتاد محمد على قصد منزل والدته في صور فجر كل يوم للاطمئنان إلى صحتها كونها عجوزاً طاعنة في السن، وفي ذلك اليوم المشؤوم خرج كعادته، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، إلى أن تفاجأنا بناطور أحد المباني المجاورة يطرق الباب سائلاً عما إذا كنا نعرف الرجل الذي غادر على دراجة، سارعنا إلى الخارج لنصدم بهول المصاب”، وأضافت “نقل محمد إلى مستشفى جبل عامل جسداً بلا روح حيث كانت إصابته بليغة، كسور في الجمجمة والأضلع”.
صدمة وعتب
ي الأمس رأيت كلباً في المنطقة، حاولت الانتقام منه إلا أنه هرب ليسارع نحو عشرة غيره إلى المكان، إذ لا يمكنني أن أصدق حتى اللحظة أن زوجي لفظ آخر أنفاسه بسببها، ولولا وجود كاميرات مراقبة في المكان لما كنا علمنا أنها السبب في موته”. وعما إن كان محمد يضع خوذة على رأسه عند وقوع الحادث، أجابت “لا”.
ماذا عن حلّ المشكلة؟
لم يصل خبر كارثة عائلة الاشقر الى رئيس بلدية البرج الشمالي علي ديب الذي أكد لـ”النهار” أن أحداً “لم يبلغني بالحادثة”، وعن الخطوات التي تتخذها البلدية لمعالجة الأمر، أجاب “طُرح علينا ان يتم وضع الكلاب في مكان ما مقابل بدل سنوي، ليس لدينا مشكلة في ذلك، لكن إن اقتصر حلّ المشكلة على بلدية البرج الشمالي من دون حلّها في البلدات المجاورة فإننا سنعود الى المربع الاول حيث ستتنقل الكلاب من بلدة الى أخرى، لذلك تحدثنا مع اتحاد البلديات كي يتم وضع خطة كاملة لقضاء صور على أن يغطي الاتحاد نفقة معالجة هذا الموضوع”، وعن عدد الكلاب المتواجدة، أجاب “عددها قليل في البرج والحوش وأطراف الضيعة”.
لوضع الخوذة
شاء القدر أن تكون نهاية محمد بهذه الطريقة المأسوية، لكن ربما لو كان يضع الخوذة على رأسه لما تعرض لكسور في جمجمته، وقد سبق أن شدّد الخبير في السلامة المرورية كامل إبرهيم في حديث لـ”النهار” على ضرورة وضعها لأنها كما قال: “شيء أساسي جداً لحماية رأس سائق الدراجة، لذلك شُدّد عليها في قانون السير الجديد، ومن لا يضع خوذة معرّض للموت بنسبة أكبر بكثير ممن يضعها، لأن أي ضربة على رأسه ستقتله، مع العلم أنه تنبغي مراعاة مواصفات الخوذة، لا الاعتماد على المقلّدة منها التي يجب منع بيعها في السوق”. إبرهيم شرح المادة 18 من قانون السير الجديد، رقم 243، التي تحظر على سائقي الدراجات الآلية والدراجات الهوائية ومرافقيهم، القيادة من دون اعتماد خوذة واقية تحدّد مواصفاتها بقرار يصدر عن وزير الداخلية والبلديات، مربوطة بإحكام تقيهم الصدمات أثناء القيادة.
أما المخالفة فتقع ضمن جدول مخالفات الفئة الثالثة وهي: عدم ارتداء الخوذة، عدم ربطها بإحكام، خوذة غير قانونية، في حين أنّ غرامتها تراوح ما بين 200 و350 ألف ليرة لبنانية. وعن ملاحقة قوى الأمن مخالفات الدراجات النارية، قال: “الأمر مرتبط بآلية عملهم، فيتمّ التشدد في مناطق أكثر من أخرى”، وختم مطالباً سائقي الدراجات النارية عدم الاستهتار بأرواحهم وارتداء الخوذة، كما طالب القوى الأمنية التشدّد بتطبيق القانون، “لا سيما بعد خسارتنا العديد من شبابنا على طرق لبنان، وأيّ حادث مكلف ليس فقط على الضحية، بل على شركائه في المأساة”
المصدر النهار