ضحية جديدة دفعت حياتها على طرق لبنان، هذه المرة كان الموت بانتظار الطفلة يارا قطيش في بلدة عنقون، حين كانت تسير مع والدتها على الطريق وإذ بالمصيبة تقع وتُدهس بسيارة كانت تمرّ في المكان، لتلفظ آخر أنفاسها متأثرة بإصابتها.
نهاية مأسوية
“عند نحو الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر أمس، تربّص الموت بالطفلة”، بحسب ما قاله أحد وجهاء بلدة عنقون لـ”النهار”، قبل أن يشرح “كانت يارا (7 سنوات) مع والدتها متوجهة سيراً على الأقدام إلى منزل جدّها في البلدة، وفجأة تفلت يدها وتبتعد قليلاً عنها، لتتفاجأ بها سيدةٌ تقود سيارتها، لم تستطع السيطرة على مركبتها على الرغم من أنها لم تكن تقود بسرعة كبيرة، صدمتها قبل أن تنقل إلى المستشفى ويعلن الأطباء وفاتها”. وأضاف: “تم توقيف السيدة وهي امرأة حامل، ونحن ننتظر أن ينتهي العزاء لمعرفة إن كانت عائلة الضحية ستدّعي عليها من عدمه”. وكانت كشافة الرسالة الاسلامية في عنقون نعت الضحية بالقول “بمزيد من الأسى واللوعة وتسليماً بقضاء الله وقدره تنعي إليكم كشافة الرسالة الإسلامية الفقيدة الغالية البرعمة يارا علي قطيش تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها الفسيح من جناته”.
لائحة تطول
في الأمس ووريت يارا في الثرى، بعدما سجلت اسمها بالدم على لائحة ضحايا الموت على طرق لبنان، منضمّة إلى قافلة كبيرة سبقتها بدفع حياتها ثمن حوادث السير، فقبل يومين كان الموت بانتظار الطفلة إسراء اسماعيل عندما كانت تلهو أمام بيتها في قرية البجعة – عين الذهب، وحين قررت اجتياز الشارع للتوجه إلى منزل الجيران، دهستها سيارة لتفارق على إثرها الحياة، كما خطف الموت على الطرق عدداً آخر من الاطفال هذه السنة، فالشهر الماضي كُتب على الطفل جواد العيدي (6 سنوات) أن يطبق عينيه للأبد بعدما دهسه والده من طريق الخطأ بشاحنته “البيك آب”، لتكون الفاجعة مضاعفة على الوالد، أولاً لفقدانه فلذة كبده، وثانياً لشعوره أنه كان السبب بمقتله. كذلك فارق ابن بلدة برقايل سمير عبيد (9 سنوات) الحياة عندما كان يلهو على دراجته الهوائية أمام منزله حين مرّ ابن الجيران مسرعاً بسيارته، لم يتنبّه له، فما كان منه إلا أن دهسه، وغيرهم ممن كُتب عليهم أن يلفظوا أنفاسهم وهم في بداية مشوارهم على الأرض.
المصدر : النهار-اسرار شبارو |