لقد مرّ ما يقارب الأربع سنوات منذ تقدمت “الجنوبيون الخضر” وبلدية زبقين بمقترح تصنيف وإعلان وادي زبقين محمية طبيعية لخصوصياته المختلفة وتنوعه البيولوجي الغني. بدأت الجمعية العمل على هذا المقترح منذ ٢٠١٣ لحماية الوادي الذي نظمت للتعريف بأهميته العديد من الانشطة من بينها تسعة مسيرات بيئية ولقاءات أهلية وزيارات مراقبة وتصنيف الانواع قبل أن تقدم اقتراحها للمجلس البلدي لزبقين الذي أقرّه وعملا سوياً في استكمال ملفه وتقديمه لوزارة البيئة. وقد تضمن الملف توكيلات اصحاب العقارات الخاصة في سابقة من نوعها، بالإضافة الى العقارات العامة.
إلا أن المشروع البيئيّ والتنمويّ الذي يبدأ بحماية الوادي الفريد والأخير من نوعه في جبل عامل والجنوب اصطدم بمشروع آخر تخريبيّ للوادي وللمنطقة. فقد ظهرت مساعٍ لشقّ طريق إسفلتيّ وسط الوادي على طول مجراه واجهناها مع بلدية زبقين بحملة واسعة نجحت بإبعاد التدميرعن الوادي. إلا ان المساعي على ما يبدو لم تنتهِ على الرغم من الوعود والالتزامات التي أخذناها من نواب المنطقة بحماية الوادي والمساعدة على إعلانه محمية وطنية.
إن أعمال الجرف الواسعة التي جرت حتى الآن في أراضي قرية الصالحاني شملت الطريق الفرعية التي تربطها برامية والتي لم تتكن تتجاوز الثلاثة أمتار قبل أن تجري توسعتها إلى ما يزيد العشرة أمتار. وأقيمت لها جدران دعم لما قيل سابقاً أنه “وصلة” بين رامية والصالحاني التي تنتهي الطريق فيها. إلا أن المتعهد واصل أعمال الجرف وإستحداث طريق في أحراج ووعر القرية بإتجاه الوادي ولمسافة تزيد عن الخمسة كيلومترات وهو ما يؤكد أن ثمة من يصر على مواصلة مشروع تدمير الوادي من خلال القضم البطيء وفرض أمر واقع.
إزاء ذلك نؤكد على التالي:
– إن أشغال الجرف التي وقعت في أراضي الصالحاني العقارية والتي قضت على مساحات من المناطق الحرجية تعد غير قانونية لعدم إستيفائها الشروط القانونية والتي نصت عليها القوانين والأحكام المتعلقة بالمشاريع ذات الأثر البيئي. وذلك لناحية عدم تقديم المتعهد لدراسة تقييم الأثر البيئي قبل المباشرة بالأشغال في مخالفة صريحة لأحكام الباب الرابع من قانون حماية البيئة 444 تاريخ 29 تموز 2002 ومواد مرسوم أصول تقييم الأثر البيئي رقم 8633 تاريخ 07/08/2012 .
– نتعجّب من الإصرار على شق هذه الطريق الكارثية على المنطقة وأهلها والذي سيؤدي للقضاء على مساحات برية واسعة وجرف الجبال على ضفتي الوادي الضيق والذي يشكل مجرى الجداول والسيول الموسمية النشطة .
– إننا نشدد على أن كل تسويق لمنفعة الطريق بحجة توفير دقائق على أهل بعض القرى هو واهٍ ويحمل الكثير من التدليس على الناس، كون الكلفة البيئية والصحية والاقتصادية والاجتماعية المتأتية من تدمير الوادي على المنطقة وأهاليها واستباحته للكسارات والمكبات فضلاً عن أثر ذلك في تدمير الذاكرة الحيوية والتراثية الفريدة للمنطقة هائل ولا يحتمل أي تساهل حياله.
– ننظر بعين القلق والاستغراب من تجاهل نواب المنطقة لهذا الملف ولوعودهم التي كانوا قطعوها بحماية الوادي وإلغاء مشروع الطريق. وندعوهم لتحمّل مسؤولياتهم في هذا الصدد واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإيقاف مشروع الطريق والعمل على إعلان الوادي محمية طبيعية الذي يشكل ذاكرة عاملة الطبيعية والتي المفترض أن يشكل حمايتها أولى أولوياتهم.
– نتوجه من وزارتي الزراعة والبيئة لإعتبار هذا البيان بمثابة إخبار حول الأشغال التي ألحقت أضراراً كبيرة في مناطق غنية بالحياة البرية والتنوع النباتي . وندعو الوزارتين للعمل على إتخاذ الإجراءات العاجلة للإيقاف النهائي لمشروع الطريق المخالف لقوانين حماية البيئة والثروة الحرجية على ما سبقت الإشارة وإلزام المتعهد بسحب آلياته من الموقع وتحميله نفقات تأهيل الضرر الذي ألحقه بالمساحات البرية والحرجية.
– نطالب وزارة البيئة بالمسارعة في البت بمشروع المحمية الطبيعية لوادي زيقين المقترح من قبل الجمعية وبلدية زبقين ونناشد الوزير فادي جريصاتي إتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الموقع الطبيعي المتميزوالفريد.
– تُثني الجمعية على موقف بلدية زبقين وأهل البلدة الرافضين لتمرير مشروع الطريق في أرضهم. كما وتُهيب الجمعية بكل الغيارى على الحياة البرية في لبنان والجمعيات البيئية وأهل المنطقة ببذل كل الجهود لإيقاف مشروع الطريق الإسفلتي والاستعداد لخوض معركة الإعلان عن الوادي محمية طبيعية وإيقاف كل المشاريع التخريبية في الوادي وتدعوهم وبلدية زبقين إلى وقفة إحتجاجية نهار الأحد الواقع في 21 تموز الجاري الساعة11 قبل الظهر في ساحة البلدة.
الجنوبيون الخضر
صور