هيثم قاسم. يعمل شرطياً في بلدية صور، حيث تتركز خدمته عند التقاطع الواقع أمام المدرسة الجعفرية والآثار البحرية لمدينة صور.
ينزل هيثم إلى عمله عند كل صباح، والإبتسامة لا تفارق وجهه.
لقد اعتاد الجيران عليه. فهو أصبح بالنسبة لهم مكوناً أساسياً من مكونات المنطقة حيث يقتنون. يحبونه كحبهم لبيوتهم. فهو الآدمي الذي يشهد له الجميع نخوته وخدمته لجميع أهالي المنطقة. فعطاءاته لا تقف عند حدود واجبه المهني كشرطي سير، بل تجده لا يتوانى عن تقديم يد العون لكل مارّ يحمل بين يديه أكياس أثقلته بعد عودته من السوق التجاري. “عنِّك يا حجة” بلكنته الصورية يقولها بإلحاح للسيدة المسنة بهدف مساعدتها في حمل الأكياس. وها هو يساعد رجلاً كفيفاً في عبور الشارع الذي بات يكاد يخلو ممن يمد يد العون. وكثر يمرون من هذا المكان يومياً، ينادونه باسمه ويتبادلون البسمات ويرحلون. إنها عادات يومية تكاد تكون عادية لكنها تترك أثراً طيباً وتخلف محبة.
أن تكون انساناً هو أن تحدث هذا الفارق البسيط بين عملك كواجب مهني أو كخدمة إجتماعية وأخلاقية
المصدر رامي أمين