نظمّت جمعية الجنوبيون الخضر وبلدية زبقين وقفة احتجاجية في البلدة على تواصل أعمال الجرف لشق طريق بإتجاه الوادي المقترح محمية طبيعية ودعماً لهذا المقترح، وكان لرئيس بلدية زبقين الحاج علي بزيع كلمة تحدّث فيها عن العمل المتواصل للبلدية مع الخضر لاعلان الوادي محمية طبيعية، وإصدار قرار بلدي بالإجماع بهذا الشأن. وأكمل بزيع انه “في الاونة الاخيرة تم تحويل كافة المستندات الى وزارة البيئة لاستكمال الاجراءات القانونية لكن الملف لازال في ادراج الوزارة تحت ذريعة أن الملف لم يكتمل بالتواقيع المطلوبة بعد ، ومع ذلك، تم استكمال التواقيع وطلب إعادة جدولة التوكيلات وتم ذلك، والى حد الآن لم نصل لاي نتيجة بعد علماً أنها إرادة البلدية والأهالي.” وتوجه بزيع مناشداً وزير البيئة فادي جريصاتي ليد يد المساعدة لاعلان الوادي محمية طبيعية وإصدار قرار بهذا الشأن. أما في ما يخص شق الطريق وسط الوادي، يقول بزيع أنه سوف يتم القضاء على التنوع البيولوجي الموجود اذا ما استكملت عملية الشق، وتساءل بزيع عن المصلحة وراء كل هذا التخريب، وأعلن من موقعه أنه لن يسمح بتمرير هذا المشروع في وادي زبقين معتمدا” على القانون، داعيا” المسؤولين بالتحلّي بالمسؤولية اتجاه هذا الارث الطبيعي والثقافي في الجنوب وجبل عامل.
وكان للجنوبيون الخضر بيان تلاه الناشط في الجمعية المهندس أحمد جمّول جاء فيه:
“بلديةَ زبقين رئيسَها الحاج علي بزيع أبو فراس
أهلَ زبقين الكرام
أبناءَ الجنوب وأيتها اللبنانيات واللبنانيون جميعا الذين اجتمعتم على قضية وادي زبقين، شعابه ومحيطه.
فإن كانت القضية البيئية تواجه البشريةَ بأسرها اليوم بإلحاحٍ شديد، فإن من جملة ما تتمثلُ به هذه القضية محليًا وأمام أعيننا هو وادي زبقين.
هذا الوادي الأخير من نوعه في جبل عامل لناحية غطائه الحرجي الكثيف واتساع وتواصل مساحته الشاسعة.
هذا الوادي لا يختزن في جوفه فقط أنهار مياه جوفية و التي تتفجر موسميا في ينابيع النفخة والعزية والدلافة وعين التينة لننعم بها ونستفيد منها على أكثر من صعيد من الزراعة إلى الري إلى الترفيه.
ولا هذا الوادي حصرًا يحمل فوق ترابه غطاء حرجيا كثيفا يخفف عن أهل هذه المنطقة وطأة التلوث المحيط بهم والمتأتّي من مكبات النفايات العشوائية والمنتشرة بين القرى
ولا ينحصر معنى هذا الوادي بكونه موطنا لحياة برية وحيوانات مهددة بخطر الانقراض تحفظ السلسلة الغذائية والنظام البيئي لكامل المنطقة الذي أيضا يعود علينا بالفائدة لدوره في صون زراعتنا وتربتنا ومائتا وهوائنا
وكذلك لا تتوقف أهمية هذا الوادي على كونه متنزها لأهل القرى ومتنفّسا صحيا طبيعيا مجانيا لهم وحافظا لذاكرتهم الجماعية
بل أيضا وأيضا لهذا الوادي أهميةٌ لنا وللأجيال القادمة كون وادي زبقين جنينٌ لمشروع تنمويّ تستفيد منه زبقين والمنطقة ويمتد الى القرى المحيطة من القليلة الى الحنية الى ياطر والصالحاني ورامية وبيت ليف وشيحين ومجدل زون وشمع ، ليوفّق بين لقمة العيش والبيئة في حين يفشل الإسفلت بتأمين أي واحدة منهما.
مشروعٌ تُعلَنُ ولادته حين يُعلن الوادي محمية طبيعية ليعلن انطلاق مسيرة التنمية اولا بمداخيل المحمية وثانيا بالمشاريع المتصلة بها وقد ناقش الجنوبيون الخضر بعضا منها مع بلدية زبقين ووزارة البيئة. وثالثا في التنمية الناتجة عن مشاريع سيطلقها ويستفيد منها اهل زبقين والقرى المحيطة بالوادي وغيرها.
وذلك يكون أولا بحفظ الدعائم التي سيُبنى عليها أصلا هذا المشروع التنموي وهي هذه الفرادة والتميز البيئي الموجود في وادي زبقين والذي يجب الحفاظ عليه.
إنما، في وجه هذا المشروع التنموي، هناك مشروع تخريبي للوادي وللمنطقة يتمثّل بالطريق الاسفلتي المزمع شقه في الوادي، هذا الطريق التي سيجرف مساحات شاسعة من الوادي قاضيا على الحياة البرية فيها والذي سيدمر مجاري السواقي، والجداول الموسمية، التي يتخذها أهل المنطقة متنفسا لهم وسيقضم الجبال على الجانبين وأراضي بعض الملاكين والأهم والأسوأ أن هذا المشروع هو في الحقيقة مشروع فتح الطريق أ لاستباحة الوادي أمام مكبات النفايات والمقالع والكسارات والمشاحر والحرائق وأعمل التخريب. (تماما كما نشاهد في محمية وادي الحجير نتيجة الطريق التي شقّته).
لا يكتفي هذا المشروع بتدمير وسط الوادي وقضم جباله وقطع عشرات الاف الاشجار وجرف مجاري السيول وبتدمير موائل الحيوانات المختلفة فحسب بل وبذلك يقضي عليه كنظام بيئي متكامل ندرَ تواجدُه ويفكك أواصره بحيث يمسي مساحات مبعثرة مدمَّرٌ أجملُ معالمها.
فهل يجوز أن نصرف الأموال العامة لندمّر موقعاً متميزاً فريداً ؟ وهل يجوز أن نضحّي بكل هذا إن كان ذلك سيوفر بضع دقائق على أهلنا في بعض القرى؟ هل تجوز المقارنة بين حجم الكارثة المهول وبين الفائدة الزهيدة؟
ولهذا نقف اليوم في “الجنوبيون الخضر” مع بلدية زبقين وأهلنا في زبقين لنعلن رفضنا لهذا المشروع التخريبي. داعين الجهات المسؤولة الى تحمل مسؤوليتها. وذلك بأن تستمر بلدية زبقين علىموقفها الرافض، ويتحمل نواب المنطقة مسؤولياتهم في وقف هذا المشروع لمرة واحدة وأخيرة ونطالب وزارة البيئة اتخاذ الاجراءات لوقف هذا التدمير حماية لهذا الموقع الطبيعي المتميز ونتطلع للعمل مع معالي وزير البيئة الأستاذ فادي جريصاتي وبلدية زبقين الى إعلانه محمية طبيعية وطنية، كما نطالب وزارة الأشغال وقف المشروع فوراً للأضرار التي يلحقها بالمنطقة وطبيعتها وبيئتها خاصة أنه غير مستوفي الشروط وأولها دراسة تقييم الاثر البيئي.”