أنهى عمله، اشترى قوت عائلته وتوجه إلى منزله لقضاء ما تبقى من يومه مع زوجته وولديه، لكنه لم يتمكن من الوصول بعدما تعرض لحادث صدم أودى بحياته، سقط أرضاً عن دراجته النارية غارقاً بدمائه قبل أن ينقل إلى المستشفى وتعلن نهاية مسيرته على الأرض… هو أحمد زيدان ابن مدينة صور الذي أُجبر في الأمس على تسجيل اسمه على لائحة ضحايا الموت على طرق لبنان
اللحظات المشؤومة
بعد ظهر أمس حلّت المصيبة على عائلة زيدان، وبحسب ما قال محمد زميل الضحية الذي كان يعمل في جمعية مؤسسة القرض الحسن فرع صور: “خلال اللحظات المشؤومة كان أحمد في طريق عودته إلى منزله على دراجته النارية بعدما أنهى عمله في الصحية في إحدى الورش، وعند وصوله إلى طريق حناويه صدمته سيارة، الضربة جاءت على كامل جسده، والقسم السفلي من جسده دهس بعجلات المركبة كذلك رأسه تعرض لإصابة بليغة، لينقل بعدها إلى المستشفى اللبناني الإيطالي. قاوم نحو نصف ساعة قبل أن يعلن الأطباء الخبر المأسوي بأنه أطبق عينيه إلى الأبد”. مشيراً إلى أنه “تم توقيف سائق السيارة والتحقيق جارٍ معه”.
خسارة كبيرة
كرّس أحمد (45 سنة) حياته من أجل تأمين معيشة كريمة لعائلته. وأوضح محمد: “كان زميلي في جمعية مؤسسة القرض الحسن قبل أن يغادر العمل لعدم تثبيته، وقبل ثلاثة أيام من الكارثة زارني في مكان العمل احتسينا القهوة وتبادلنا أطراف الحديث، وآخر عبارة قالها لي إنه يدعو الله أن يحقق حلمي وحلم زملائي بالتثبيت”. وأضاف: “لا كلمات تعبر عن صفات أحمد الحميدة، فقد كان طيب القلب، حسن المعشر، خلوقاً إلى أبعد الحدود. فقدانه خسارة كبيرة لكل من عرفه، لاسيما عائلته. فقد ترك خلفه ابناً وابنة هما علي وزهراء في أمسّ الحاجة إليه، وقد فقدا حضنهما وعكّازهما في الحياة”.
اليوم سيوارى أحمد في الثرى، وقال محمد: “نعم رحل عنا جسداً لكن ذكراه الطيبة ستبقى ترافقنا ما دام في قلوبنا نبض”.