إثنان وأربعون عاماً من العطاء، والعمل والبذل والفداء، مشاتِلٌ غُرِست فيها الأشبال والزهرات، وسُقيَت من معينِ الصدر ونهج الحُسين وعاشوراء، وتدرّجت في مدارس الأمل وخط النبيه وفكر الصُلحاء، فأنبتت أجيالاً ورجالاً وهاماتٍ وقامات في سوح التضحية والنزال، وكانوا أفواج مقاومين، ومشاعل هُدى.
إحتفلت جمعية كشافة الرسالة الإسلامية بعيدها الثاني والأربعين الذي أقامته في ساحة القسم مدينة صور برعاية قائدها العام رئيس مجلس النواب الأخ نبيه بري ممثلاً بمعالي وزير المالية العامة الحاج علي حسن خليل،وبحضور معالي وزير الثقافة محمد داوود, النائب علي خريس، النائب محمد نصرالله، النائب علي بزي، النائب د. عناية عز الدين، عامل المنظمة الكشفية العربية المدير الإقليمي د.عاطف عبد المجيد، رئيس لجنة تنمية المجتمع في المنظمة الكشفية العربية إبراهيم سكين الكَنْدري مدير عام وزارة الشباب والرياضة الأستاذ زيد الخيامي، مدير عام الريجيه الحاج ناصيف سقلاوي، قائد القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال الإيطالي ديوداتو آبانيارا، ممثل المفتي الشيخ مدرار حبّال، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، الهيئة الإدارية لإتحاد كشّاف لبنان، روؤساء وممثلي الجمعيات الكشفية اللبنانية، قيادة حركة أمل وأعضاء من المكتب السياسي والهيئة التنفيذية، فعاليات أمنية وبلدية واختيارية واجتماعية ونقابية.
إفتتح الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم والنشيدين الوطني والكشفي عزفتهما الفرقة الموسيقية المركزيّة، تلاهم إستعراض موسيقي وكشفي، إستعراض رابيل بالهبوط عن مباني ضخمة لفرق من جمعية الرسالة للإسعاف الصحي – الدفاع المدني.
ألقى كلمة القائد العام وزير المالية الحاج علي حسن خليل والذي أكّد فيها أن الوطنية ليست شعارًا موضحًا أنها السبب الأول لإستقرار الوطن وثبات سعر صرف الليرة اللبنانية وثباتها.
مضيفاً نحن بيننا وبين لبنان ذاك الميثاق الذي لا ينتفض له عقد، عقد أبدي نرديه أن يستمر وأن يستمر معه هذا الوطن لجميع أبنائه، وطن العيش المشترك، المقاوم لإسرائيل وعدوانيته.
الوطنية ليست شعارًا، ولا أرباحًا، ولا مكاتب فئوية، ولا إستنفارًا طائفيًا ومذهبيًا، عند الحاجة إلى جمهور أو شعبوية، الوطنية صدق خالص لمصلحة الوطن الذي يبقى بالنسبة إلينا له الحق وعلينا واجب إتجاهه، والتحرر من كل ما يعيق إرتباطنا به.
معكم نجدد إلتزاما بأنّ حرية الوطن لن تأتي بالصدفة بل كانت بالمقاومة نلتزم بها ونصر عليها كما فعل قادتنا الشهداء الكشفيين.
اليوم كل المواطنين مدعوين إلى تعزيز دور المصالحة الوطنية وتعزيزها لأنها أولويتنا من أجل الإستقرار السياسي والإنطلاق نحو ورشة إطلاح إقتصادي ومالي، والذي كان للقائد العام الأخ نبيه بري دورًا أسياسيًا في نجاحه، فقوة الجميع بحفظ العلاقات وصونها كما تقتضي المصلحة الوطنية، وأن المشاكل مهما كبرت تبقى صغيرة أمام التحديات والمشكلات الوطنية، ذاكرًا موقف مؤسسات التسليط الدولي الذي خضع له لبنان غير ذاكرًا له، ليقول أننا ملتزمون إلتزامًا شديدًا على مستوى الحكومة، آملًا إلتزام جميع القُوى السياسية في إطلاق ورشة عمل إصلاحي تستكمل ما طرحناه في موازنة ٢٠١٩، وإقرار مجموعة من الخطوات التي تجعلنا في موقع قوي أمام كل مؤسسات العالم، وأنا مؤمن أن بإستطاعتنا أن نحقق هذا الأمر ببعضٍ من الجدية والإلتزام بالمسؤولية الوطنية، عبر طرح كل القضايا على طاولة الحوار بناءً على قواعد علمية مدروسة مسبقًا، بعيدة عن أي حسابات أخرى،.
اليوم وعلى هذا الأساس أريد أن أقول للذين
يحاولون أن يلعبوا بإستقرار اللبنانين من خلال إستقرار سعر صرف الليرة اللبنانية، أؤكّد أننا واثقون من قدرة نقدنا على الحفاظ على قوته وقدرة الليرة بالمحافظة على إستقرارها وذلك بالتعاون بين المصرف المركزي ووزارة المالية والأجهزة المعنية، قائلًا لهم أن الدولة لن ترحم فهي مسؤولة بالدفاع عن قضيايا المواطنين ومصالحهم. مشدّدًا على أن الوطن لجميع أبنائه، كان وأنّ الوطن المستقر هو الذي يحمل الثقة لمواطنيه، بالعدالة السياسية والإجتماعية والتي لا تتحقق إلا في الإبتعاد عن الطائفية وإلغائها من نفوسنا وكل حياتنا.
ليتوجه الويز خليل خلال كلمته أيضًا إلى جمعية كشافة الرسالة الإسلامية، داعيًا إلى تطوير وتفعيل عمل جمعيات أسرة الرسالة وإستكمال تنظيمها داخل وخارج لبنان، وإستثمار المتفوقين علميًا وفعليًا في إنشاء المجتمع الكشفي لتنتشر على مستوى المؤسسات التربوية وليس فقط مؤسسات أمل إنّما على امتداد كل مؤسسات الوطن، لأنهم الحاضر والمستقبل المنير للمجتمع والوطن وسببًا رئيسيًا لإستمراره.
متوجهًا للحضور قائلًا أن جمعية كشافة الرسالة الإسلاية بعمرها رائدة على المستوى العالم العربي ككل وشهادة المنظمات الاخرى خير دليل على ذلك، ذاكرًا دورها منذ تأسيسها إلى اليوم، مصوبًا على وفائها للإمام المؤسس القائد السيد موسى الصدر بثباتها على النهج والفكر الرسالي ووعد الكشفيين الأوائل الذين التزموا واقسموا على خطى قائد الجمعية الأخ نبيه بري .
مادحًا الأخ عبدالله ياسين القائد الكشفي الجريح والذي نوّه به المفوض العام بأنه صاحب الإرادة الصلبة وليس الاعاقة وهو ليس من ذوي الإحتياجات الخاصة بل هو صاحب الارادة الصلبة الذي يخترص روح جمعيتنا وقوتها وعنفوانها. هذه الجمعية التي إستطاعت أن ترسم مسارًا جديدًا في العمل الكشفي على مستوى لبنان والعالم العربي فالتحية إلى كل القادة في هذه الجمعية وأبنائها الثابتون على متابعة كل عمل كشفي مع القائد العام الأخ نبيه بري كما وتحدث عن النكهة الخاصة للحفل لأنه في مدينة صور، مدينة الامام الصدر والصمود والمقاومة والعز وعرين حركة أمل والمقاومة والكشاف وقادتنا الأوائل مجددًا العهد للإمام الصدر على كافة المستويات لنكون في خدمة ما أراد الله، والإنسان أي إنسان مدافعون على الدوام عن كل ما ناضل وسعى من أجله الإمام على كافة المستويات والأصعدة ..
نريد إنقاذ لبنان كما فعل الإمام الصدر سابقًا من على هذا المنبر، إنقاذه من الفاسدين الذين يريدون تحويله إلى مزرعة لسياستهم ومصالحهم الخاصة، متوجهًا الى الكشافة بكلمته عن أهمية الإنتماء للوطن، وعن الثقة التي قدمها القائد العام الأخ نبيه بري ومراهنته على أهمية دور الجمعية في روح الوطن كل الوطن وكل ما يتعلق بشأنه العام والخاص، وبأنهم رواد المجتمع ومشاعل الهدى، داعيهم للبقاء متأهبين لأي عمل جهادي كما قاداتنا الشهداء الذين أسسوا هذه الجمعية وشيّدوا بدمائهم أسوار الوطن.
متحدّثًا عن القائد العام : “إننا نفتخر بإنجازاتكم إنجاز جمعية كشافة الرسالة خلال هذه السنة من نشاطات ترفيهية ثقافية اجتماعية انسانية وغيرها، بما مثله الإستعراض الكشفي اليوم من قوة وحضوركم، وفعاليتها، وكافة فروعها.”
كما وألقى عامل المنظمة الكشفية العربية المدير الإقليمي عاطف عبد المجيد متحدثًا فيها عن دور الجمعيّة المهم والكبير وتأثيره على المجتمع ونشاطاتها القيّمة واضاف اليوم اعجبت بل تفاجأت بهذا العرض المميز والجبار والهادف الذي يضع جمعية كشافة الرسالة الإسلامية كأبرز الجمعيات الناشطة والمؤثرة في عالمنا العربي، شاكرًا عقيلة القائد العام السيدة الفاضلة رندة عاصي بري على سعيها ودعمها الدائم لنجاحها وضمان إستمراريتها بعدها قدمت قيادة جمعية كشافة الرسالة الإسلامية درعاً تكريميًا
للدكتور عاطف عبد المجيد .
إختتم الحفل بإنارة مشعل الهدى لينير طريق أبنائها الكشفيين
وتمرُّ السنين، وتستمرُ المسيرة بزخَمَ وعزيمةٍ وإصرار، كأمواج البحر، لا تهدأ، ولا تتوقف عن العمل والعطاء..
وفي عيدنا الثاني والأربعين.. لكم أيّها الأبناء باقات الشُكر والعُرفان والتقدير، والتحيّة والسلام..
والكشاف دومًا في الطليعة..
وأمل بنصره تعالى وعودة الإمام المؤسس القائد موسى الصدر ورفيقيه.