Home / ثقافة عامة / رأيتُ هذه المسابقة فأثارت حفيظتي!

رأيتُ هذه المسابقة فأثارت حفيظتي!

م. حسن شرف الدين|

“‏رأيت هذه المسابقة في إحدى التغريدات، فأعجبني السؤال وأثار حفيظتي وخيالي فقررت أن أجيب على السؤال، علمًا أنني لم أتقدم بطلب دخول لهذه الكلية وأدرس اختصاصًا بعيدًا كل البعد عنها هو الهندسة الكيميائية، لذا سأرفق ما كتبت في الصورة إلى جانب المسابقة:

كرمٌ فاضت عرائشه بعناقيد من ياقوت أحمر، تلألأ من بعيد ببهاء يسرّ من ينظر إليه. في العريشة الأخيرة في الكرم كنت أنا، مُعلقٌ كباقي العنب ولكنّي ما انتميت إلى حبّاته. كنت أحاول التأرجح، وفكّ هذا القيد الذي يربطني ولكن عبثًا، كانت الطبيعة أقوى من محاولتي.

إلى أن جاءت ذات يومٍ حسناء ذات شعر أملس مُسدل على الكتفين، بأنامل رقيقة ولطيفة ارتعش لها جفنا المُقل. من بين كل تلك العناقيد جاءت الى حيث تأرجحتُ، وقطفت العنقود ومعه روحي ودمي. قالت: هذا عنقود لي، سأصنع من حبّاته، خمرًا يطوف بالروح حتى الثمل. ولم تكن تدري بأني معلق في أغصانه الرفيعة ولا بقلبي المثقل. حاولتُ أن ألوّح لها، أن أبوح لها ولكن عجز فاهي عن القول. لم تكترث، لم تنظر، وأكملت طريقها وبيدها العنقود إلى حيث يُسحب من العنب إكسيره وذاته، كما تنسحب قطرات الدموع من المقل، وتحري على الجفون كما الماء في الجدول.

لم تتوانَ مع كل تلك الرقة في أناملها أن تسحق كل حبة في العنقود بغير شفقة، اعتصرت حبّاته حتى بقيتُ أنا، الحبّة المتأرجحة في آخر العنقود، حاولت أن أقترب إليها لأبوح عما يعتصر في قلبي عله يعود إلي الأمل أن أحيا. أقول لها ها أنا ذا، آخر ما تبقى بين يديك، حرريني، اسحقي قيدي أو أريقي دمي. وعند تلك اللحظة عرفت أن ما يكسر القيد و يحرر الروح هي تلك اليد التي ستعتصر دمي. حينها أريق الدم، وأخذتنا بعد هلاكنا إلى حيث يدفن ما تبقى منّا في البراميل الخشبية، فيتدثر الزمان علينا، إلا أن نباع في إحدى المزادات العلنية.

فيأتي ذاك الفذّ الذوّاق لخمر أُريق من أرض فلاح، ويصحبه إلى دارته البرجوازية. فيفاخر بنا، أنه قد لقد اشترى الأثمن، الأعتق، ذات المذاق الأعمق.

يومها فكرت لو أني مكانه، نذرت أن أشربها على كرسي الحلم ذو الخشب المزوزق، وأتلو خطبي ووعودي بغير قلق، وأنام على أصوات المعذبين بغير أرق.

هكذا نحن، حبة العنب، التي اعتصرت واختُزنت بأيادي كادحة بروليتارية، ثم انتهى بها المطاف عند الزعيم “الخواجة” الغارق في نعيم البرجوازية.

هكذا حالنا، هذا حال البشرية.”

Check Also

ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم