زهراء حيدر عجمي |
قد سمعتُ يومًا أنّ الحبّ ليس سوى علاقة عابرة ، عواطف متأججّة في بداية طريق يخطّها شخصين راشدين، ثمّ تأخذ هذي الطريق مسارات عديدة ، تختلف عادةً ما بين الأفراد ..
قد سمعتُ يومًا أنّ الحبّ ليس إلّا فترة مؤقتة ، إلى زوال ..
أنّها وإن طالت لأعوام ، سيحدث ما يشلّ حماسها ، وستصل التفاصيل التي كانت تمثّلها، إلى طريقٍ مسدود ..
قالوا أنّ الحب ، علاقة طفولية، لن يبقَ أصحابها على سجيّتهم ، بل أنّ الكِبَرَ سيغيّر منهم ، سيتغلّب النسيان عليهم ، إلى أن يسلب منهم كل شيء ..
سمعتُ الكثير .. سمعتُ أنّ الحياة لن تتوقّف عند شخص المحبوب .. أنّ الوقت كفيلٌ ليعيد ترتيب كلّ ما بعثره الفراق ..
لكن،
ما سمعتُ مرّةً أنّ من يحبّ بكلّ حواسه ، قد يفقدها تزامنًا مع رحيل من أَحَبّ..
ما سمعتُ أبدًا أنّ العيش من بعده قد لا يُطاق ،
أنّ الوقت لم ولن يكُن كفيلًا لنسيانه ،
ما قالوا أبدًا أنّ غيابه لن يعوّضه إنسان ..
ما تطرّأوا قط للحديث عن معاناة اختيار الأشخاص في البعد عنه ، ما حدّثوني عن إعادة بناء الثّقة من جديد ..
لم يضعوا بنودًا تقوم على تبنّي من يصيبه اليُتم بعد حادثٍ كهذا .. لم يكن في مضمون كلامهم أنّ صورة الوجه بملامحه كاملةً ستبقى أمامي أينما ذهبت ، أنّه سيبقى معي حيث أكون .. لم يحذّروني عن شبابي الذي سيمضي وأنا على أملِ لقائه مرّةً أخرى .. ما نبّهوني أنّ الليالي ستمضي وأنا أفكّر إن كان سالمًا ، إن كان بخير ، لم أسمع منهم أبدًا ، أنْ حتّى أحلامي ستأخذني إليه .. لم يتفوّهوا بحرفٍ عن الأعوام التي سأقضيها وأنا أتلفّظ باسمه عن عبث .. لم ينطقوا أو يعترفوا أنّ الحبّ أسمى من كلّ كيان .. لأنّهم ما عرفوا ماهيّة عمقه .. لأنّهم ما أحبّوا قط ..
Check Also
ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …