زار وفد من قيادة حركة حماس في لبنان مقر قيادة حركة أمل في إقليم جبل عامل في مدينة صور، حيث ضمّ ممثل الحركة في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، يرافقه نائب المسؤول السياسي جهاد طه، ومسؤول العلاقات اللبنانية أيمن شناعة، ومسؤول العلاقات السياسية والإعلامية عبد المجيد العوض، وكان في إستقبالهم المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل علي إسماعيل ومسؤول العلاقات الفلسطينية صدر داوود والمسؤول الإعلامي علوان شرف الدين، حيث تخلل اللقاء قراءة سياسية للأوضاع المستجدة على الساحة الفلسطينية والإقليمية، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وتداعيات قرار وزارة العمل.
عبد الهادي
واعتبر عبد الهادي أن الوضع في فلسطين لا ينفصل عما يحصل في المنطقة، فهناك ضغط أمريكي هائل الهدف منه محاولة تطويع الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تدعم محور المقاومة والقضية الفلسطينية لتقبل الشروط الأمريكية في رسم خارطة المنطقة وفق مصلحة الكيان الصهيوني وعلى حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
وأكّد أن محور المقاومة وحركته زادت من هذا الضغط وهو ما يفسر الضغط على لبنان، قائلاً: “لقد حققت المقاومة انجازات في المنطقة والجمهورية الايرانية صمدت الى حد كبير بل وكرست معادلة جديدة والقضية الفلسطينية في قلب هذه المعادلة”، لافتاً الى أن صفقة القرن لم يعد لها حظوظ في التطبيق.
وأضاف أن هيبة هذا الكيان السياسي، العسكري والأمني يوجد فيها إختلال، لكن هذا لا يلغي التحديات الكبيرة الموجودة اليوم التي تزيد الضغط على كل محور المقاومة عبر الحرب الناعمة، قائلاً: “نحن شعب اعتدنا أن نعيش في ظروف أصعب ولم نتخلّ عن المقاومة وتحمُّلنا لهذه الظروف هو جزء من الصمود لنتابع مسيرة المقاومة”.
وختم: “نحن ننظر الى خطوات عملية لتكريس الوحدة الوطنية في ظل التحديات التي تواجهنا اليوم لنضع استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال وإنهاء صفقة القرن، شاكراً الرئيس نبيه بري على دوره الجامع في هذا المجال ولقيادة حركة أمل على جهودها ودورها في المساهمة بتأسيس هيئة العمل الفلسطيني المشترك، متمنين إيجاد حل فيما يتعلق بقرار وزير العمل اللبناني بحق الفلسطينيين، قائلاً: “أمام تحد ولا نريد أن نخوض معركة مع وزير العمل ولا نريد نكون فوق القانون ولا نريد أن نضرب الأمن في لبنان من خلال التحركات الشعبية، واتفقنا مع الأحزاب اللبنانية ودولة الرئيس نبيه بري على تبني تقديم إقتراح من قبل النواب لتعديل القانون 129 وإزالة الفقرة التي تفرض على اللاجئ الفلسطيني إجازة عمل “.
إسماعيل
بدوره أكّد إسماعيل على دور الرئيس نبيه بري الجامع لكافة الأطياف والذي سعى جاهداً لمعالجة العقبات وإنهاء الخلافات ومنع الفتنة لأن الجبهة يجب أن تكون موحدة.
واستذكر قول الإمام الصدر الذي رأى منذ زمن، أننا قطعنا مرحلة على “اسرائيل” التي كانت تعتبر أعجوبة وأصبح بإمكاننا هزيمتها، مؤكداً أن فلسطين هي قدس الأقداس وأن الإرادة لن تنكسر مهما فعل الأمريكان والصهاينة الذين هم اليوم في أسوأ مرحلة والجميع يعيد حساباته.
ولفت إلى أن الحرب مع العدو كلفته أقل من الإستسلام، وأن الحوار مع الإخوة أهم من الصراع، مؤكداً أن اليوم يوجد توجّه للمحيط العربي نحو التغيير، قائلاً: “نحن أمام تجربة في غزة لم يستطيعوا فيها كسر إرادة الفلسطينيين وكذلك في لبنان.
وختم بالتأكيد على أهمية تكريس الوحدة الوطنية التي هي أفضل وجوه الحرب مع العدو وإنهاء حالة الإنقسام التي تخدم العدو ، معتبراً أنها من أهم عناوين المواجهة خصوصاً أمام ما تتعرض له القضية الفلسطينية اليوم من خطر صفقة القرن”.