كان في يوم خدمته في سرية القوى السيارة في حديقة صور العامة حين انتهت حياته بطلقة نارية في رأسه، ليرحل تاركا غصة في قلوب من عرفه… هو العنصر في قوى الأمن الداخلي شربل بشارة الذي كُتب عليه أن يخطّ السطر الأخير من عمره بالدم
الاتصال الأخير
“عند حوالي الساعة السابعة من مساء الثلثاء الماضي اتصلت والدة شربل به، اطمأنّت عليه، أطلعها أنه استيقظ من النوم وسيقوم بتنظيف سلاحه قبل أن تبدأ نوبة حراسته، لتتلقى بعدها بنصف ساعة اتصالاً نقل لها الخبر الكارثي بأن من ربتّه أربعة وعشرين سنة ووضعت كل آمالها فيه خسرته بطلقة نارية”، وفق ما قالت قريبته مارغريت حنون لـ”النهار”، مضيفة: “فتحت القوى الأمنية تحقيقاً بالقضية، وإلى الآن ظروف موت شربل غامضة، لاسيما وأنه كان وحيداً في الغرفة عند وقوع المصيبة، لكن ما هو أكيد، بحسب تقرير الطبيب الشرعي، استبعاد فرضية وجود جريمة قتل”.
استبعاد فكرة الانتحار
وعما يتم تداوله عن إمكانية إقدام شربل على الانتحار، بعدما فقد أقرب صديقين له، أكدت مارغريت أن “هذا الأمر مستبعد”، لافتة إلى أن “في شهر شباط الماضي خسر شربل خاله عماد لوقا بصعقة كهربائية قاتلة، إضافة إلى صديقيه اللذين وافتهما المنية بسبب مرض السرطان. ومع هذا لا يمكن أن يكون قد أقدم على إنهاء حياته حزناً عليهم بعد مرور أشهر على رحيلهم، لاسيما وأنه كان طبيعياً في الفترة الأخيرة، لذلك فإن فرضية مقتله عن طريق الخطأ هي المرجحة”. وهذا ما أكده مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ”النهار” الذي قال: “التحقيقات تشير إلى الآن أن الطلقة خرجت عن طريق الخطأ وأصابت شربل في رأسه، ولا يزال التحقيق مستمراً”.
رحيل مؤلم
فقدت بلدة دبل ابنها شربل. وكما قالت مارغريت: “لا يمكن التعبير بكلمات عن حزن والده ابرهيم بشاره الرئيس السابق لبلدية دبل، ووالدته التي لا تصدق إلى الآن أن ابنها لن يعود من خدمته ويدخل إلى منزله لتملأ ضحكاته أرجاءه، كذلك حال شقيقاته الأربع وشقيقه وأصدقائه وكل من كُتب له معرفته. فقد كان من خيرة الشباب، آدمياً، حنوناً ومؤمناً، رحل عنا فجأة تاركاً جرحاً لن تمحوه الأيام، فلترقد روحه بسلام”.
المصدر جريدة النهار