زهراء حيدر عجمي |
وطنٌ شابت أحراجه من كثرة الفساد ، واحترقت أفئدته من معاناة الظّلم والاستبداد ، راح العالم يبكيه اليوم وجعًا بعد أن صار أخضره رماد ..
عن وطني الّذي ما رأى يومًا جميلًا وهو الأجمل ، راح الكلّ يتحدّث ..
وأرضنا الّتي حملتنا في رحمها شهورًا وسنينًا لا تُعَدّ ، أجهضت اليوم حملها بعدما أصابها مرضًا سياسيًّا عضال ، فاندلعت نيران فجيعتها من كلّ حدبٍ وصوب ..
هبّت على أثر مصيبتها رياحٌ عاتية ، وضربت من شدّة غضبها مُدُنًا فأردتها صريعة ..
لبلادي الّتي ودّعت صنوْبرها اليوم ، ونكّست علمها الذي لطالما عانق أرزته عاليًا .. لبلادي الّتي تنعى مجدها وعزّها الخالد ألف تحيّة حبٍّ وسلام ..
للبنان الثّائر أرزًا وأرضًا رسالة أخيرة من نشيده
” صانك ربّك لمدى الأزمان ، دام عزّك واسمك رمزًا للخلود ، حتّى لو تغيّب أشباه رجالك من سهلك وجبلك إن ناشدتهم بأعلى صوتٍ يا وطن ، ستظلّ بإذنه أسد الغاب إن ساورتنا الفتن.. كلّنا للأرز ، كلّنا للشّجر .. كلّنا حداد عليك .. يا وطن ! ”
