زهراء ح. عجمي|
عادةً ما تمرّ البراكين بمراحل متعدّدة تتمثّل بتراكماتٍ باطنية جوفيّة عميقة ، غالبًا ما تتكدّس مع مرور الوقت وتغيّرات الطّبيعة المحيطة ، إذ أنّها تنتج عن تشقّقات في قشرة الأرض فتسمح بذلك اندفاع الحِمَم الّتي تشكّلت من المعادن والصخور المنصهرة بداخلها ..
والشّعب أشبه ببركان مرّ بمراحل متعدّدة تمثّلت بتراكماتٍ نفسيّة ، مادّيّة ومعنويّة ..تكدّست على مرّ الحروب الأهليّة والإقليميّة العنيفة ، إذ أنّها نتجت عن تفاوت مبالغ السّرقات ما بين مسؤولٍ وآخر ، وفوارق الثّروات ما بين نائبٍ ووزيرٍ ورئيس .. وقد أدّت هذه الأزمات الّتي يعتبرها أسيادنا الجائعين “حقّ” ، إلى اندفاع الشّعب المشاغب نحو المطالبة بال”باطل” .. حيث كان صدى الشّعارات والهتافات يرتدّ إلى مسامعهم على هيئة ذبذباتٍ مزعجة يجب التّخلّص منها وإن كان بالرّصاص ، الغاز المسيّل للدّموع أو حتّى سفك الدّماء .. فإنّ المسّ بالأموال المسروقة وقوانين الضرائب والرّسوم المفروضة الّتي لا تعود بالفائدة إلّا عليهم ، كالمسّ بشرفهم .. الأمر الذي يدعوهم لإعادة تسيير قانون الإعدام النّائم في بلدٍ صغيرٍ كلبنان .. وبالتّالي ، فالإنتفاضة الّتي يسعى بعض إرهابيّي البلد تحُثُّ المسؤولين على القيام بواجبهم الجهادي تجاه أرضهم وشرفهم المهتوك على قمع المتظاهرين ووضع النّقاط عى الحروف ..
لكن لا ، السّيناريو “المتعوب عليه ” قيد التّعديل حاليًّا .. وغفلة الفقراء والشّرفاء على وشك النّهاية .. اليوم ، إن كان الصّوت سيخمده الرّصاص فإنّ دم الثّوّار سينطق .. سيشهد عليكم ، على ظلمكم ، على استبدادكم وفسادكم ..
اليوم ، ستُسمَعُ صرخة المظلوم في كلّ مكان .. سيتردّد صدى آلامنا إلى قصوركم الّتي بنيتموها من فكّات الأموال المتبقّية في أجيابنا .. كما نهبتم أموالنا ستُعيدوها .. وأياديكم الّتي طالت معيشتنا سنلُفّها حول أعناقكم .. سيطالكم غضب شيوخنا .. وشبابنا المنتشر في كلّ مكان سيكون لكم بالمرصاد ..
قد انفجر البركان ، وتناثرت حِمَمه على أعتاب برلمانكم الفاسد .. آن الأوان لنزع القشرة المزيّفة عن أجسادكم ..
آن الأوان للكشف عن وجوهكم الّتي تستّرت بأقنعة التّعاون على مدى الأجيال .. سينالكم غضب الثّوار حتّى تقضون خنقًا من دُخان بركانهم ..
فاحذروهم ..
Check Also
ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …