“صور” بطلة المدن..

م. حسن شرف الدين |

منذ فجر التاریخ، کانت ، بطلة المدن، مهد الحرف مُصدرّة الأبجدية و سفينة الحضارة نحو العالم. تلك التي أسموها صور من صُرّ أي الصخرة، القابعة على البحر.و كانت صخرةً و قلعةً صامدة في وجه الاسكندر الذي جاء غازيًا. صور لم تنس الاسكندر، و ما بعد الاسكندر غزاها الاستعمار، فقارعت و حاربت و انتصرت مع الإمام شرف الدين و تسلّم الإمام الصدر بعدها مقارعة الإقطاع و الظلم و الحرمان و غزو العدوان.صور لم تنسَ أيّ منكم، صور حافظة التاريخ و الحضارة و حافظة النهج و الثورة. اليوم صور تقارع اسكندرًا جديدًا، متربّص في سلطة الحكم، اسكندر نهب أموال اللبنانيين،أغرقهم بالضرائب، حرمهم من حقوقهم،اسكندر يحكم بسلطة المصرف و يسحق العمال.و لكن صور قامت، بأهلها، بشيبها و شبابها،صور ثارت.صور لم تستكن للظلم و الهوان من اسكندر السلطة الحاكمة و أشعلت النيران. نيران الرفض، نيران التمرد، بوجه سلاطين الجور كما علّمها امامها الصدر. اليوم صوت صور صداه في كل لبنان، في طرابلس صدى صور،في عكار صدى صور، في بيروت صدى صور في كل المناطق حاضر، لأننا توحدنا، استيقظنا من سبات الطائفية و أصبح لبنان كله قضية. قضية إنسان ضد سلطة الحرمان.
و ما أجمله من منظر مبكي فرحًا، نحن في الغربة نذوب اليه شوقا، منظر لبنان. لقد أيقظتم الأمل بداخلنا، أشعلتم الفرح سراجًا في موطننا، نحن نحبكم، روحنا معكم، قلبنا معكم، كل العيون إليكم،
لا تستسلموا، ثوروا لأجلكم، لأولادكم، لأحفادكم، لأجلنا نحن المنفيين في بلاد الاغتراب.أبقوا هذه المناظر البهية، تحت راية واحد لبنانية، اهتفوا ضد الظلم و مع كل هتاف إنكم تلفظون أسامينا و تداوون مآسينا.كرمى لعيونك يا صور و كرمى لعيون كل لبنان، سنثور سنثور، و ستبقى الصرخة ضد فساد الحكام و نهب المال العام.
عشتم يا أهل صور الأحرار
عاشت ثورتكم الشعبية
ثورة الفقراء ضد الطبقية
عاش لبنان.