اعتبر الأمين العام ل”التنظيم الشعبي الناصري” النائب أسامة سعد، ان “المجلس النيابي ساحة نضال اضافية وليست ساحة بديلة عن النضال في الشارع، فالنضال من اجل دولة مدنية عصرية عادلة يوصل الشباب الى تحقيق امانيهم بالدولة التي يطالبون بها”.
وأكد في حديث تلفزيوني أن “السلطة الحالية عليها ان تدرك الحقائق الجديدة في الحياة السياسية والتطور الذي حصل، بعد ان صادرت المعارضة واستولت على كل شيء”، وقال: “نحن اليوم امام معارضة شعبية عارمة، وهي تحدد ما تريد، وهي بعيدة عن كافة الاصطفافات. وهذه الجماهير المنتفضة الثائرة تريد شيئا واحدا، ان تعيش في دولة تحترمها وتحترم حقوقها الاساسية”.
كما أكد أنه “على السلطة بكل اشكالها، التنفيذية والتشريعية ورئيس الجمهورية، ان تدرك المتغيرات الحاصلة، وان تسلم بها، وان يكون هناك اجراءات عملية، بخاصة ان معادلات جديدة فرضها الشعب سياسيا نتيجة معاناته من تراكم سياسات الحكومات المتعاقبة والتي اوصلت الامور الى هذا الكم من الغضب. فعليها ان تدرك انه آن الأوان لكي تسلم السلطة بشكل طبيعي لهذه الارادة الشعبية اللبنانية الجديدة، وان تعترف بها”.
واعتبر أن “الورقة المطروحة من رئيس مجلس الوزراء للحل غير كافية، والمطلوب دولة حديثة وعصرية”.
وقال: “لا نريد الفراغ ونحرص على أمن لبنان واستقراره أكثر من السلطة، بخاصة امام هذا المشهد الرائع من الشعب من كل الطوائف والمناطق متحدين تحت شعار واحد: دولة عصرية، دولة العدالة الاجتماعية، محاسبة كل المسؤولين على الوضع الذي اوصلونا اليه ومحاسبتهم على المال المنهوب”.
وطرح سعد أن تكون هناك “حكومة انتقالية يحدد شكلها رأي المنتفضين، وان تكون للسلطة الانتقالية مهام مثل: وضع قانون انتخابي جديد، وتوجهات سياسية واقتصادية جديدة للبدء بانصاف الشعب، وغيرها. كما يجب ان يكون هناك اجندة للمرحلة الانتقالية، واي شي آخر سيؤدي الى الإحباط، والإحباط سيؤدي الى المزيد من التوتر، والشعب لن يتراجع ابدا”.
وحمل المسؤولية عن المرحلة الماضية والفراغ في السلطة اذا حصل للسلطة نفسها، معتبرا ان “على المسؤولين اليوم ايجاد الحل وتحمل المسؤولية حتى لا نذهب الى الفوضى”.
وعول على “وعي المتظاهرين، بخاصة انهم مدركون لاي محاولة لاستثمار تظاهراتهم”.
وسئل: بصفتك نائبا معارضا، وانت النائب الوحيد الذي كنت مقبولا من المتظاهرين، هل تمثل هؤلاء الشباب في اي تفاوض؟
أجاب: “الثائرون هم من يمثلون أنفسهم، أنا لي الشرف ان أكون منتميا لهذه الثورة، وانا في خدمة المنتفضين في الميدان وفي أي مكان”.
كما اعتبر سعد أن “الامور تتطورت كثيرا من 17 الى 20 تشرين اول، واصبحت اكثر حزما”، وقال: “أعتقد انه بإمكان الثورة ان تبدع بخطوات تصعيدية لتحقيق هدفها. وعلى السلطة ان تدرك انه بات عليها الرحيل، وان تسلم السلطة بشكل او بآخر. وذلك يحتاج الى حوار مع كل الاطراف المعنية في الساحات”.
أضاف: “كنا نناضل وندافع عن مشروعنا، وهو خط متجذر وقديم، ويتطلع الى مستقبل هؤلاء الشباب الموجودين في الساحات، وكنا نحلم بهذا اليوم حيث رأينا هذه الثورة الجميلة التي تناضل من اجل الوصول الى حقوق الشعب”. وأكد على “أهمية استقالة الحكومة مجتمعة”.
وشدد على “مواجهة اي مشروع يستهدف المقاومة، وهذه المواجهة امر محسوم، وكذلك مواجهة اي مشروع يهدر حقوق اللبنانيين”، وقال: “ندرك ان هناك مشاريع اسرائيلية واميركية تنخرط فيها بعض الجهات اللبنانية والعربية وتهدف الى حصار المقاومة، ولكن نحن الوطنيين اللبنانيين سنتصدى للمشروع الاميركي الصهيوني، ونحن مع المقاومة في الجبهة وهذا امر محسوم، ولكن مواجهة هذا الكم الهائل من الاستغلال ومحاصرة الشعب بأمنه ولقمة عيشه ايضا هي معركتنا وسنخوضها الى جانب الشعب اللبناني”.
وأكد انه “لا يوجد اي توظيف لهذا الحراك لانه يتمتع بوعي راق وامكانية الخرق غير متوفرة، وهو عصي على اي محاولة اختراق من اعداء لبنان. فللمنتفضين مطالب محقة، وحركتهم جاءت بشكل عفوي”.
وختم سعد مشيرا الى ان “التطورات المقبلة تتوقف على مدى استجابة السلطة”، محملا اياها “كامل المسؤولية عما جرى ويجري”.
المصدر: الجديد