بمناسبة يوم الشهيد، أقام حزب الله مراسم تكريمية في أماكن العمليات الاستشهادية التي نفذتها المقاومة ضد أهداف للعدو الصهيوني خلال فترة احتلاله لبنان، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، وقيادات من الحزب وعدد من العلماء والفاعليات وعوائل الشهداء.
ففي مكان العملية الاستشهادية التي نفذها الاستشهادي عامر كلاكش (أبو زينب) عند مدخل بلدة الخيام مقابل بوابة المطلة، وضع النائب فياض إكليل من الزهر أمام النصب التذكاري للشهيد، وأدت ثلة من مجاهدي المقاومة الإسلامية قسم العهد والولاء بالسير على نهج الشهداء، قبل أن يقرأ الجميع السورة المباركة الفاتحة لروح الشهيد الطاهرة.
بعدها تحدث النائب فياض، فأكد أن هؤلاء الشهداء بذلوا تضحيات دون حدود في سبيل أن ينعم هذا الوطن بالأمن والحرية والسيادة، وهم نجحوا في ذلك، ولكن للأسف على مدى كل هذا المسار المشرف والمضيء، كان ثمة مسارات أخرى موازية منذ الطائف ولغاية الآن لم تكن على مستوى المسؤولية، وعبر سياسات وحسابات خاطئة أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه من اقتصاد متداعٍ، تتحدّق به مخاطر الانهيار الكامل، ومؤسسات دولة ضعيفة ومترهلة ينخرها الفساد والمحسوبية والمحاصصة، ومجتمع تفسّخه الطائفية ويزداد تمذهباً، بدل أن نطلق آليات تتجاوز الطائفية والتمذهب باتجاه تعميق الوحدة الوطنية، والتماسك والتضامن بين مختلف المكونات، تطبيقاً للدستور واتفاق الطائف.
ورأى النائب فياض أننا في وضع لا نحسد عليه، أنتجته سياسات وممارسات وحسابات خاطئة، تقاطعت مع سياسات الاستهداف الخارجية، التي لم تكف يوماً عن التآمر على هذا الوطن وأهله ومقاومته وإنجازاتها، فاللبنانيون أمام لحظة الحقيقة في حقبة مليئة بالمخاطر، فإما أن نحوّل ما نحن عليه إلى فرصة تاريخية لتصحيح كل الاختلالات القاتلة التي أوصلت البلاد إلى هذا القعر، وإما أن نشهد انهيار وطن في اقتصاده وأمنه الاجتماعي، واضطراب علاقة مكوناته ببعضها البعض.
وأشار النائب فياض إلى أن الشعب اللبناني أكد بأغلبيته الساحقة من خلال تطورات وأحداث الأسابيع الماضية، حجم الغضب والسخط على الفساد والمفسدين والسياسات والممارسات الاقتصادية والمالية الخاطئة، التي أنتجت نموذجاً اقتصادياً قليل الفاعلية والانتاج، ورخواً غير قادر على الصمود والتجدد والنمو.
وأضاف النائب فياض لقد بات واضحاً مدى الحاجة إلى أداء مختلف يتجاوز سريعاً أخطاء الماضي، ويعيد النظر بهذا النموذج الاقتصادي، ويضع حداً نهائياً للفساد، وينقي الإدارة من بؤر الفساد رموزاً وممارسات وتشريعات، ويضع حداً لاستباحة المحاصصة الطائفية لمعايير الكفاءة والنزاهة.
وتابع النائب فياض لقد بات واضحاً أن الشعب يريد قضاءً مستقلاً ونزيهاً وعادلاً وفاعلاً، وتطهيراً لهذا القضاء من كل الذين أساءوا الأمانة وخانوا أدوارهم في حماية المصالح العامة ومصالح الشعب، لا سيما الفقراء منهم.
وأكد النائب فياض أن إرادة الشعب في مكافحة الفساد وإصلاح الدولة وترشيد السياسات جلية وليست محل لُبس، وهي تشكل معياراً حاسماً لا يجوز تجاوزه بحال من الأحوال، فلقد استشهد شهداؤنا من أجل كرامة هذا الشعب وعزته واستقلاله، في حين أن الفساد والمؤامرات والسياسات الخاطئة، هي التي هددت هذه الكرامة والاستقلال.
وختم النائب فياض بالقول إننا في هذه المناسبة نجدد لشهدائنا كل تأكيد على المضي على خطهم، والأهداف التي استشهدوا من أجلها، وفاءً لتضحياتهم وعطاءاتهم، وصوناً لهذا البلد الذي بذلنا من أجله الكثير، ولا زلنا تماماً في الموقع ذاته على أتم استعداد لبذل كل جهد وغالٍ ونفيس، في سبيل أن يبقى هذا الوطن آمناً وعزيزاً ومستقلاً وحراً، وفي أن يبقى المجتمع اللبناني كريماً وعزيزاً ومستقراً.
بعدها، توجه الجميع إلى مكان عملية الشهيد عبدالله عطوي في بلدة كفركلا الجنوبية بالقرب من بوابة فاطمة، حيث وضع إكليلا من الزهر أمام النصب التذكاري للشهيد عطوي، ومن ثم توجه الجميع إلى نصب شهداء عملية مرجعيون حيث أقيمت مراسم تكريمية للشهداء الأربعة، ووضع إكليل أمام النصب التذكاري لهم، قبل أن تؤدي ثلة من مجاهدي المقاومة قسم العهد والولاء بالسير على نهج الشهداء.
بعد ذلك، توجه الجميع إلى نصب الاستشهادي هيثم صبحي دبوق والشهيد الحي محمد عبد الأمير حميد بالقرب من جسر الخردلي، لينتقلوا بعدها إلى مكان عملية الاستشهادي الشيخ أسعد حسين برو في بلدة برج الملوك، لتختتم بعدها الجولة في مكان عملية الاستشهادي عمار حمود في بلدة القليعة، حيث أقيمت مراسم تكريمية للشهيد ووضعت أكاليل من الزهر أمام النصب التذكاري له، كما أكدت ثلة من مجاهدي المقاومة قسم العهد والولاء السير على نهج الشهداء.