امين سر منتدى الفكر والادب د. عدنان يعقوب
هل لاحظتم انه خلال هذه (الثورة بشقها الحقيقي ) (والفورة بشقها الدولي )بجزء كبير منها تستعمل أدوات خيالية عبر الاعلام والإنترنت ، لتشجيع نوع من المداولة لجزء كبير من بنية السلطة الفاسدة من فوق وتحت، والاختلاف الوحيد هو شكل التواصل . حيث تظهر النتائج الأكثر وضوحا لهذا النشاط الشبكي »الجديد عبر تنظیم متطوعي ايصال الأصوات في بعض الاماكن المحددة مسبقا .
لانه في البداية رأينا كثير من الافراد فرحوا واحتفلوا بالديموقراطية التكنولوجية الجديدة المستوردة من الخارج« دون ان ننسى دورها في لعب وإحداث تغيير سياسي كان سلبيا احيانا . كالذي حدث في ثورتي«أوكرانيا وجورجيا، و ثورتي تونس ومصر ، حيث رأينا من الواضح أن وسائل التواصل الاجتماعي ما زالت تستخدم و تضطلع بدورداخلي خارجي !!!!.
ان عيوب مثل هذا الشكل من الاحتجاج، هي الأخری، واضحة. ليس ثمةأي قائمة مطالب. لا لجنة تدعي الكلام باسم المحتجين، ما يحول دون انبثاق رسالة مشتركة موحدة عدا، ربما، صرخة »کفی! والتي أدت إلى إرباك العديد من المعلقين والإعلامين، المدمنين ربما على صيغ أكثر توجيهية وتقليدية من الاحتجاج والتظاهر.
راحوا يسألون: ما الذي تريدونه؟ وحين حاول اي قائد مزعوم الوقوف وتلاوة بیان، بادرالآخرون، بالتأكيد، إلى الاعتراض قائلين: ((إن أحدا لا يتمتع بحق تلخيص مطالبنا)) سمعت أحدهم يصرخ، بشيء من الانفعال: »لا أريد أن يتكلم أحد، باسمي!.
يصعب الحديث عن مناشدة أبلغ لانخراطهم المباشر في السياسة وفي مستقبلنا.
بيد أن إفضاء مثل هذه الاحتجاجات إلى أي نتائج ايجابية ملموسة مشروط بوجوب : ابتکار نظام اجتماعي مدني يلغي الطائفية السياسية بدلا من أي تراتبية، عبر اتخاذ القرارات من قبل المحتجين بالتوافق والإجماع. مع السماح لكل من يرغب في الكلام ان يحصل على فرصته. عبر عقد جمعيات عمومية للاعتراض والاحتجاج على نظام سياسي عمره اكثر من ٧٠ عاما مضى عليه الزمن ، على الرغم من ديموقراطيته الظاهرية، حيث كان موظفا لخدمة أرباب المال والنفوذ. لا يعقل، مثلا، انتظار قيام نظام هرم كهذا بإنجاز إصلاح مصرفي ضروري، مع بقاء كبار تنفيذي قطاع الصيرفة متفوقين على الناخبين العادين على صعيد اختراق النظام السياسي.
قي النهاية لیس معیار أي فعل سياسي هو عدد الاستجابات التي حصلتم عليها على موقع الحملة الإلكتروني، أو عدد من يتبعونكم على تويتر، أو الذين يؤيدونكم على صفحتكم الفيسبوكية. يجب ان يتمثل معيار النجاح لمثل هذا الفعل بآثاره في العالم الواقعي على القضية التي تحاولون مكافحتها وهي الفساد : في النهاية يجب الإطاحة بالعدو الاساسي هو الفساد و الفاسدين لاي جهة انتموا …لانه عبر التاريخ في تجارب لثورات كثيرة والذي اثمر منها قام بتوجيه وتركيز قوته نحو أقوی نقاط العدو ، فسقوطها، كان يعني انهيار هذا العدو وهو الفساد….