انشغلت القوى السياسية باسم الوزير السابق محمد الصفدي، طوال الساعات الأخيرة، على أساس حلول الرجل في السرايا الحكومية، وأنه بات على مسافة قصيرة من الدخول إلى نادي رؤساء الحكومات.
وسبق استقبالَ الرئيس سعد الحريري، مساء أمس، المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل، والمعاون السياسي للسيد حسن نصرالله حسين الخليل، حصولُ لقاء عند الساعة السابعة جمع الحريري والرؤساء تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة.
وفي المعلومات التي وصلت لـ”الثنائي الشيعي” أن الثلاثة طلبوا من الحريري أن يتولى هو رئاسة الحكومة، ولا سيما في هذه المرحلة، إلا أنه كرر موقفه الرافض العودة إلى السرايا. وطُلب هنا من سلام أن يكون رئيساً للحكومة، لكنه لم يبدِ حماسة للقبول في هذه المهمة ولا سيما أنه لا توجد كيمياء تجمعه مع الرئيس ميشال عون وباسيل أيضاً.
وفي خلاصة لقاء رؤساء الحكومات، وبحسب مصادر متابعة، اقترح الحريري اسم الصفدي لرئاسة الحكومة. ولم يعلن سلام وميقاتي والسنيورة أي موقف ما دام الحريري قرر السير بهذا الخيار.
وفي لقاء الحريري مع “الخليلين”، كان الموضوع نفسه في محور المناقشات المفتوحة حيال التكليف والتأليف.
وفي معلومات لـ”النهار”، من مصادر الثنائي الشيعي، أن بري سلّم خليل رسالة خطية لقراءتها أمام الحريري.
ويحمل مضمون سطورها أن رئيس المجلس يفضّل أن يكون الحريري رئيساً للحكومة. وفي التفاصيل، أن ثمة موافقة على أن يكون العدد الأكبر من الوزراء من التكنوقراط، أي بمعنى إذا كانت مؤلفة من 20 عضواً يكون السياسيون 5 والبقية من الاختصاصيين، وأن الغاية من وجود السياسيين معالجة الملفات الكبرى. ولا مانع أن يتسلم التكنوقراط حقائب أساسية.
ومرة أخرى، يعلن الحريري هنا عدم استعداده لرئاسة الحكومة، ويخبر “الخليلين” بأنه عقد جلسة مع رؤساء الحكومات السابقين وخلصوا إلى تأييد الصفدي لتولي هذه المهمة.
عندما تبلغ “الخليلان” رؤية الحريري هذه وقبوله الصفدي، لم يكن أمامهما إلا إعلان عن موافقة مبدئية- ما دام أركان السنّة يجمعون على هذا الامر- في انتظار إبلاغ بري ونصرالله بهذا المعطى الجديد.
وخرج “الخليلان” من بيت الوسط وفق هذه الخلاصة التي صبّت في مصلحة الصفدي. وتفيد المعلومات هنا أن باسيل كان على معرفة تامة بأن الأمور تدور حول تسمية الصفدي، وهو لا يعارضه. وبعد موجة الردود والردود المتبادلة حيال الصفدي في معرض القبول به أو رفضه، لم يشأ الرئيس بري إلا القول في ردّه على سؤال لـ”النهار ” اختصر فيه موقفه من كل ما دار حيال تسمية الصفدي: “أنا الآن في غرفة الانتظار”.