اعتبر النائب شامل روكز أنه لمناسبة عيد الاستقلال “لكم استقلالكم ولنا استقلالنا. فلا يمكن لعيد الاستقلال هذا العام أن يمرّ مرور الكرام فحسب، بل ترافقه انتفاضة شعبية غير مسبوقة، علّها ترسخ الاستقلال الحقيقي والمرجو لوطننا الحبيب الذي بات يلفظ آخر أنفاسه”، مشيرا الى “أنني
أعدت قراءة قصيدة جبران خليل جبران “لكم لبنانكم ولي لبناني” منذ أيام، ورحت أفكر بلبنانهم: الوطن الذي قدموه لنا، وبلبناننا: الوطن الذي نحلم به، الوطن الذي من أجله دافعت ومن أجل أرضه وشعبه حاربت مع رفاق السلاح”.
وأضاف: “كم كنت على حق يا جبران خليل جبران، يوم كتبت هذه الكلمات… فحقاً لهم لبنانهم ولنا لبناننا!
لهم استقلالهم ولنا استقلالنا…
لهم رجال يصنعون استقلالهم، ولنا شعب يصنع استقلالنا…
لهم استقلال 22 تشرين الثاني تاريخ أضاعوا روحيته، ولنا 17 تشرين الاول محطة تصويب الإتجاه، واستعادة البوصلة وإستعادة روحية الإستقلال…
لهم مراوغاتهم، ولنا صمودنا وعزمنا واصرارنا…
لهم قوانينهم على قياسهم وحسب أهوائهم، ولنا احترام الدستور والقانون فوق كل اعتبار…
لهم أساليبهم الميليشياوية، ولنا التظاهرات الشعبية السلمية…
لهم وعودهم الفارغة ببناء دولة، ولنا اقتراحات قوانين من شأنها بناء دولة القانون…
لهم دولة الصفقات والمحاصصات، ولنا دولة المؤسسات…
لهم حساباتهم وأموالهم المشبوهة في دول العالم، ولنا أموالنا من عرق جبيننا…
لهم عملاتهم الخارجية، ولنا ليرتنا اللبنانية…
لهم قصورهم، ولنا بيوتنا ذات القرميد الاحمر تزيّن القرى والبلدات…
لهم كنائسهم وجوامعهم التي استغلّوها ليحرّضوا الشعب ويحقنوه طائفياً، ولنا أجراس كنائسنا وآذان جوامعنا تتعانق وتتعايش بمحبة وسلام…
لهم أزلامهم في وظائفهم يخدمون مصالحهم الشخصية، ولنا أصحاب الكفاءة في المناصب المناسبة بخدمة الشعب اللبناني…
لهم شباب وصبايا مهاجرون في دنيا الاغتراب بحثاً عن عيشٍ كريم، ولنا وطن يحتضن الشباب والصبايا ليؤمنوا مستقبلهم ويستثمروا طاقاتهم في سبيل بناء الوطن…
لهم قضاؤهم المرتهن الذي يشوّه الحق، ولنا قضاؤنا النزيه الذي يحكم بعدل باسم الشعب اللبناني…
لهم أساليبهم لتشويه الحقيقة وتوجيه الرأي العام عبر ذباب إلكتروني، ولنا أصحاب القلم الحر وصوت الضمير…
لهم نفايات تقاسموا صفقاتها فأغرقوا الشعب فيها، ولنا الخجل بأن نعتبرها أزمة فيما الحل يكمن بين الفرز واعادة التدوير…
لهم طرقات عشوائية لا تؤدي إلّا إلى الموت، ولنا مشروع نقل للبنان يطل على الشرق الأوسط…
لهم مرافق عامة خاضعة لمصالحهم يُهدر فيها المال العام، ولنا مرافق عامة خاضعة لسلطة القانون والرقابة يزدهر عبرها لبنان…
لهم أملاك عامة مخالفة يستثمرونها لمصالحهم، ولنا أملاك عامة ملك الشعب اللبناني…
لهم مؤسسات تربوية مترهلة ومهمّشة، ولنا تربية وثقافة تخرّج أجيالاً بل أوطاناً…
لهم معابرهم غير الشرعية التي تهدّد الانتاج الوطني، ولنا معابر محصّنة من كل تهريب…
لهم عفوهم العام عن محكومين بتهم مخدرات وقتل وسرقة، ولنا عدل عام ينصف كل بريء ويعاقب كل مجرم…
لهم قانون انتخاب طائفي ومناطقي مفصّل حسب مصالحهم يضمن وصولهم، ولنا قانون انتخاب نسبي يوحّد لبنان من شماله الى جنوبه ويضمن وصول نواب عن كل الامة…
لهم موازناتهم غير المدروسة تفرض الضرائب عشوائياً على ذوي الدخل المحدود، ولنا موازنتنا المدروسة تعتمد سياسة تقشفية وضرائب تصاعدية…
لهم شباب زرعوا في نفوسهم آفة التبعية العمياء والخوف فجعلوا من مستقبلهم رهينة بين أيديهم، ولنا شبابنا الحالم، المثقف، الطامح، الواعي والساعي لمجد وطنه…
لهم شبابهم الزقيفة، ولنا شباب الرياضة والفن وبناة الوطن…
لهم لبنانهم المديون واقتصادهم المترهل، ولنا لبناننا المزدهر باقتصاده المنتج…
لهم كساراتهم ومراملهم وصيدهم العشوائي، ولنا محمياتنا وطبيعتنا التي تمجّد الخالق…
لهم بحرهم الملوّث، ولنا أمواج الحرية تستقبل ثقافات الشرق والغرب…
لهم مشاريعهم الضيقة التي تخدم مصالحهم، ولنا مشاريعنا التي تعزز التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية…
لهم ثقافة الترهيب والتخويف، ولنا ثقافة الفن ولحن الإباء والعزّ…
لهم الشيخوخة عبء اجتماعي، ولنا الشيخوخة حكمة واجب انصافها…
لهم خطاباتهم ومحاضراتهم، ولنا عنفواننا وكرامتنا…
لهم مكاتبهم حيث يجتمعون ويخططون، ولنا الساحات والوديان والجبال شاهدة على معاركنا وتضحياتنا ومجدنا…
لهم صفقاتهم في الكهرباء والإتصالات والمرافئ والتلزيمات والمجالس، ولنا مبدعون ومخترعون أمثال حسن كامل الصباح ورمال رمال حققوا نهضة وإنجازات وحسن الإدارة على إمتداد العالم…
لهم تخبطهم وتبعيتهم الخارجية، ولنا شارل مالك وغسان تويني سفراء ديبلوماسية لبنان العظيم…
لهم الفن الهزيل والثقافة المنحطة وابواق تصفّق لهم، ولنا جبران خليل جبران وميخائيل نعيمه وفيروز وصباح سفراء أرز الرب…
لهم فلسفتهم الخاصة، ولنا سعيد عقل حكاية فلسفة وتاريخ لبنان…
لهم ألوانهم الحزبية، ولنا الاحمر والابيض والاخضر…
لهم احزابهم وطوائفهم وزعماؤهم، ولنا الجيش اللبناني…
لهم دوائرهم الانتخابية، ولنا الـ10452كلم2…
حقاً… لهم لبنانهم ولنا لبناننا!”.
النشرة