رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن هناك منظومة سلطة داخل الدولة العميقة في لبنان بنيت على المحاصصة، وتفشَّت فيها المحسوبيات، وتبادل المنافع غير المشروعة، وتغلغل فيها الفساد، وسيق فيها أغلب جهازها القضائي ليكون في خدمة المتسلطين على قرار تلك الدولة، ولذلك نحتاج إلى اصلاح جاد للقضاء واخراجه من المحاصصة، وحين حاولنا اصلاح ما يمكن اصلاحه اصطدمنا بالمتسلحين بالطائفية والمذهبية مع العلم أن هؤلاء سرقوا لحسابهم وأسهموا في تجويع من ينتمون إليهم، وقد تحرك حزب الله بين حدين في الاصلاح مكافحة الفساد والحفاظ على السلم الأهلي، ولكن الفاسدين في السلطة لحماية فسادهم كانوا يهددون السلم الأهلي بعناوين طائفية ومذهبية، مع العلم أن هؤلاء سرقوا لجيوبهم ولحاشيتهم وليس لطوائفهم وأحزابهم، هم موجودون في جميع الطوائف، وليسوا من جهة واحدة، ربما تغيرت الأمور قليلا اليوم نتيجة المناخ الموجود في البلد، وقد رأينا أن القضاء بدأ بالتحرك ويمكن أن نكون امام فرصة جديدة للاصلاح وحماية الأمن الاجتماعي المهدد.
وقال في اللقاء السياسي الذي نظمه حزب الله في مجمع السيدة زينب(ع) في بئر العبد بحضور حشد من فاعليات المنطقة: لبنان يمر بأزمة تطال جميع أبنائه وقد تساوى فيها الفقراء والأغنياء بعد حجز أموال المودعين التي هي موجودة كأمانة وما قام به أصحاب المصارف هو خيانة لهذه الأمانة، والمدخل الأساسي لمعالجة هذه الوضع المالي والحال الاقتصادية يبدأ من الاجراءات التي تقوم بها الحكومة، ولذلك هي بحاجة إلى ان تتشكل، وحزب الله في هذا المجال دعا ولا يزال إلى إيجاد أرضية مشتركة ليكون لدينا رئيس مكلف وحكومة متفاهم على برنامجها تكون فاعلة وقادرة ومنتجة تواكبها تشريعات تصب في اطار الاصلاح، وسعينا إلى هذا التفاهم، ولم نطرح أسماء للتكليف أو للتأليف، وإنما كانت دعوتنا لجميع المعنيين الجادين أن يتحملوا مسؤولياتهم، لأن الوقت ليس للترف ولا للتهرب ولا لفرض الشروط وفي الوقت ذاته موقفنا هو أننا لن نقبل أن تفرض أي جهة خارجية وخصوصا الولايات المتحدة الميركية املاءاتها على شكل الحكومة ولونها ونوعها وعلى من يشارك فيها وعلى وبرنامجها وبالأخص في موضوع النفط والغاز، فمصير الحكومة هو بيد اللبنانيين وليس بيد أي جهة اخرى.
وأشار إلى أن ما يهمنا هو قدرة أي حكومة رئيسا وأعضاء على تحقيق الهدف وهو استنقاذ الوضع المالي والاقتصادي وحماية سيادة البلد وثرواته النفطية والغازية التي يستغل العدو الاسرائيلي الظرف الحالي لسرقة هذه الثروة، تمامًا كما يستغل أصحاب الاطماع وجع الناس لسرقة لقمة عيشهم.
وأضاف بالنسبة إلينا لا يتعلق موضوع الحكومة بالاشخاص والأوصاف والتسميات التي تطلق عليها ما يهمنا هو الجوهر ومعالجة مشكلة الناس والتخفيف من آلامهم، فحينما دخلنا الحكومة أول مرَّة في العام 2005 كان من أجل حماية المقاومة لأنها مستهدفة، ولكن العنوان الأبرز أصبح أيضًا لأجل هؤلاء الناس الطيبين كي لا يتركوا في قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية لسياسات أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، فنحن لم نكن في يوم من الأيام شركاء في صنع سياسات السلطة المالية والنقدية، فالسطة بمعناها المتداول في لبنان لا تعنينا لا الجاه ولا المنافع ولا المكاسب ولو أردناها لحصلنا عليها وقد عرضت علينا مغريات بعد التحرير في العام 2000 بأن نحصل على مساعدات مالية وبأن يكون لنا أي موقع نريد في هذه السلطة مقابل أن نغير التزاماتنا في موضوع المقاومة لكن رفضنا، بل قلنا لو أعطونا لبنان لنحكمه لرفضنا، لأنه بلد لا يحكم إلا بالشراكة ولم نقبل في أي يوم من الأيام المساومة على حقوق الناس. وبمناسبة الحديث عن المقاومة واستهدافها نحي من هنا من الضاحية الجنوبية الموقف القومي المشرف لمطران القدس يوحنا المدافع عن المقاومة ودورها، وهو يعبر من القدس بمقدساتها الاسلامية ورمزيتها المسيحية عن الموقف الوطني المسيحي لشرفاء هذه الأمة.
وقال: نحن عندما نتصدى للمسؤولية فذلك لأجل معالجة الوضع الناشئ عن التدهور الاقتصادي والمالي، وليس لحزب الله في هذا المجال أي مصلحة خاصة لا به ولا بالمقاومة ولا لأجل منفعة شخصية إنما لأجل الناس ومصالحهم وحرصا على الفئات الشعبية الفقيرة وعلى ذوي الدخل المحدود والمستضعفين والمهمشين، وللدفاع عن لقمة عيشهم كما دافعنا عن دمائهم وأعراضهم ولولا هذه المسؤولية، لكان لنا موقف آخر اتجاه هذه السلطة، وهي المسؤولية التي تجعلنا نسعى لتقريب وجهات النظر للوصول إلى حكومة متفاهم عليها. وقلنا: نحن لا نريد أن نعزل أحدا بل كنا ولا نزال نقول تعالوا إلى التعاون والتلاقي، والعمل من أجل معالجة الوضع في بلدنا والذي يحتاج إلى الجميع ولا يستطيع أي فريق أن يعالجه بمفرده.