كانت لافتة للانتباه امس، وفق ما اشارت صحيفة “الجمهورية ” الرسالة التي بعث بها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى “التيار الوطني الحر”، ومضمونها الذي يؤكد فيه انه لا يرضى بغياب التيار عن الحكومة.
وقد جاءت رسالة بري، بحسب الصحيفة بعد الكلام الصادر من أجواء التيار بأنّ خيار الذهاب الى المعارضة، وكذلك عدم تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، هو أمر مرجّح. وهذا الكلام، بما تضمّنه من تلويح بخيار الانتقال وعدم تسمية الحريري، قد لا يكون بعيداً عن موقف رئيس الجمهورية.
وربطاً بذلك، فإنّ رسالة بري، وكما تقول مصادر معنية بالملف الحكومي، بقدر ما هي موجّهة الى رئيس “التيار الوطني الحر”، فهي موجّهة ايضاً الى رئيس الجمهورية، وهي ايضاً موجّهة الى الرئيس سعد الحريري للتأكيد ان لا إمكانية لتشكيل حكومة بلا “التيار الوطني الحر”. وإنّ خروج التيار سيدفع حلفاءه الى التضامن معه، إن بربط مشاركتهم بالحكومة بمشاركة التيار فيها، أو بالتلويح بعدم مشاركتهم ايضاً.
وعندها، ستقطع الطريق على تأليف الحكومة بالكامل… وأيّاً كان الشخص المكلف تشكيل الحكومة، الحريري او غيره، سيصطدم بالفشل ويصبح التكليف كحال “المعلّق والمطلّق”.
اتخذ التيار الوطني الحر قراره بعدم
المشاركة في الحكومة المقبلة ويفترض أن يعلن وزير الخارجية جبران باسيل ذلك خلال مؤتمر يعقده في ميرنا الشالوحي السادسة مساء اليوم، وفقم ا اشارت صحيفة “الاخبار”.
وفي السياق اشارت مصادر التيار الى ان “القرار اتخذ بعد عملية كر وفر طويلة بينهم وبين الرئيس سعد الحريري، خلصت الى تأكيد المؤكد لديهم، بأن الحريري ليس أهل ثقة بعد اليوم وغير مؤهل لادارة حكومة انقاذية للبلد”. لذلك، “سيعمد التيار الى تركه يؤلف الحكومة التي يريدها منفردا ووفق التوجيهات الأميركية”. الى ذلك يرى العونيون أن المرحلة المقبلة هي مرحلة الانهيار ولا يطمحون ليكونوا شركاء فيها لسبب رئيسي أنهم لم يكونوا يومها جزءاً من النظام الاقتصادي الذي أدى الى ما يحصل حاليا. ويفترض بقرار الانضمام الى المعارضة تحت عنوان “التضحية من أجل خلاص البلد طالما يصعب تشكيل حكومة بوجود باسيل فيها”، أن يحسن وسائل تواصل التيار مع جمهوره الحالي وذلك الذي خسره تباعا خلال السنوات الماضية”.
وتابعت الصحيفة ان التيار الوطني الحر أبلغ حزب الله بموقفه النهائي وأبدى تمسكا به رغم محاولات الحزب ثنيه عن الأمر. ففي ميزان الحزب أضرار هذا العمل تفوق فائدته بمعزل عن احترامه لخيار حليفه. وما الخروج من الحكومة اليوم سوى ضربة إضافية للعهد، اذ كيف يمكن رئيس الجمهورية ميشال عون، مؤسس التيار ورئيسه السابق، أن يكون على رأس الحكم فيما تياره في المعارضة؟
الجديد