فجعت بلدة دبين برحيل الكاتب العدل السابق موسى نعمة الذي أثيرت شبهات عن وضعه حد لحياته عبر تناول جرعة ديمول بعدما تراكمت الديون عليه، ليخطَّ السطر الأخير من مشواره على الأرض بطريقة مأسوية. رحلَ رب العائلة عن عمر يناهز 65 سنة، تاركاً غصة في قلب كل من عرفه.
السبب الحقيقي
خبر موت نعمة بهذه الطريقة فاجأ كل من عرفه، وعلى عكس ما تم تداوله من أنه أقدم على هذه الخطوة بعدما توجه عناصر من مفرزة النبطيه القضائية لتوقيفه في بلدة حبوش حيث يسكن، على خلفية ملفات فساد، وما إن وصلوا إلى منزله حتى تجرع الديمول… أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ”النهار” أن “نعمة تجرع الديمول داخل منزله بعدما أثقلت الديون كاهله، وبعد رفع عدد من الدعاوى المالية عليه، لتحضر على إثرها القوى الأمنية وتفتح تحقيقاً بالقضية”.
صدمة كبيرة
نُقل نعمة إلى المستشفى الحكومي في النبطية حيث عمل الأطباء كل ما في وسعهم لإنقاذه، إلا أنه في النهاية أسلم الروح ليعلَن عن وفاته بعد منتصف الليل. رحل الوالد لثلاثة شبان وشابة، وبحسب ما قاله رئيس بلدية دبين، مسقط رأس الضحية، عزات قمرا لـ”النهار”: “المعروف عن المرحوم أنه كان إنساناً خلوقاً وخدوماً وكريم النفس، منذ نحو سنة تقاعد من وظيفته”، وأضاف: “صُدمت عندما وصلني خبر موته، كنت أتمنى أن يشفيه الله ويعود إلى حضن عائلته، وبعد أن رحل الى الأبد، كل ما يمكن أن نطلبه هو أن يرحمه الله ويلهم عائلته الصبر والسلوان”.
رحل جسداً لا روحاً
“لا أحد يعلم مدى الضغط الذي كان يعانيه نعمة، إذ من المستحيل أن يقدم الإنسان على هكذا خطوة إلا إذا كانت معاناته كبيرة”، بحسب ما قاله أحد معارفه، قبل أن يضيف: “كل أبناء حبوش حيث كان يسكن يتحدثون عن محاسنه وعن الخسارة الكبيرة لفقدانه، فقد كان رجلاً محبوباً من جميع من عرفه، وقد شاء القدر أن تنتهي حياته بطريقة مأسوية”، لافتاً إلى أن “نعمة رحل جسداً لكن روحه الطيبة وذكراه الجميلة ستبقى ترافقنا ما حيينا”.