في اطار حملتها المتواصلة منذ انطلاقتها للدفاع والمحافظة على الحياة البرية، نشرت جمعية الجنوبيون الخضر على فايسبوك قصة للمواطن داني جرجس بعنوان: “صديقي الضبع: كيف أصبحت مدافعاً عن الضباع”:
“أود ان أروي قصة عن تجربة شخصية حصلت معي .جعلتني أغير نظرتي بحيوان مهاب هو الضبع .
أنا لا أدعي بأني صياد إلا بعد هذه الحادثة فمنذ صغري كنت اذهب الى الصيد وكان لدي شغف الصيد مثل اي ولد أو شاب يحب الطبيعة وحمل بندقية الصيد ويصطاد كل ما وقعت عينه عليه.
القصة حصلت معي في قضاء الكورة فذات ليلة خرجت فيها لصيد الخنازير وكنت ارابط على شجرة زيتون وهو صيد يحتاج لكثير من الهدوء والانتباه أخذني النوم دون أن أحس وبعد قليل أحسست بصوت او بشيئ يتحرك تحتي فأيقظني .
فتحت عيني دون أي حركة ظنا” مني أن الخنزير أصبح على المعلف .لكن الامر لم يكن كذلك بل كان الصوت بين قدمي المتدليتان من شجرة الزيتون وما أن وجهت نظري للأسفل حتى فوجئت بضبع يقف بين قدمي ويحدق في التمويه الذي كنت أجلس به في الشجرة .وللحقيقة فقد أحسست أن قلبي خرج من حلقي من شدة الخوف. وانا شخص لا اخاف بسهولة.لكن ردة فعلي كانت بأن أصرخ به. فالتف وذهب كأن شيئا” لم يكن .وبعد أن استجمعت أفكاري وانفاسي التي انقطعت اخذت افكر ان هذا الضبع كان بإمكانه أن يلتهمني لانه كان على مستوى قدمي المتدليتين و لكنه لم يفعل. وبدأت افكر بما كنت اسمعه من قصص مرعبة عن الضباع أدركت أنها خيالية ومن يومها اصبحت من المدافعين عن هذا الحيوان وضد الصيد الجائر.
ولاحقا قرات وأجريت كثير من الابحاث وادركت اهمية هذا الحيوان في طبيعتنا .وقد اعطتني هذه الحادثة عبرة في حياتي أن لا احكم مسبقا” من دون تجربة او معرفة . وجعلتني انظر للصيد نظرة مختلفة عن نظرة القواصين.”