كانت لافتة جرعة الدعم السنية التي تلقّاها الرئيس المُكَلَّف حسان دياب، من الرئيس سعد الحريري، وإن بخفرٍ، وبين السطور، ومن وزير الداخلية السّابق، نائب بيروت، نهاد المشنوق.
فيوم الأربعاء، وفور عودة الحريري من إجازته العائليّة، أعلن من بيت الوسط، أنّ “الأساس هو تشكيلُ حكومة جديدة”، قائلًا، “كفانا لفّ ودوران حول أساسِ الحل. أساسُ الحل هو تشكيلُ حكومة جديدة. هناك الرئيس المُكَلَّف حسان دياب الذي لديه مهمة تشكيل حكومة مع من سمّوه، فليُشكل الحكومة مع فخامةِ الرئيس”.
البيان الذي أصدره النائب المشنوق في اليوم التالي، أعطى دياب، برأي مطلعين، جرعة مماثلة، إذ دافع عنه وسانده في معركته مع رئاسةِ الجمهورية، قائلًا، إنّ “المساواة في المسؤولية السياسية والدستورية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المُكَلَّف هو في حدِّ ذاته تعبيرٌ عن التخبّطِ السياسي”.
وأكملَ المشنوق غامزًا من قناة الحريري ومواجهًا رئيس الجمهورية، بالقول، إنّ “الرئيس دياب ساهمَ في استعادة بعضِ الصلاحيات المهدورة، وهو يدفعُ اليوم ثمنَ تمسّكه بهذه الصلاحيات، بعدما اعتادَ الفريق الحاكم على طمسِ صلاحيات الرئاسة الثالثة تحت وابلٍ من الاجتهادات التي تكاد تخنق الطائف، وبالتالي، فإنّ الرئيس المُكَلَّف لا يتحمَّل مسؤولية التأخير في التشكيل، بل هو ضحيّةُ بعضِ الذين سمّوه ومعارضي تسميته أيضًا، وكذلك هو حالُ الشعب اللبناني”.
ورغمَ أنّ المشنوق فتحَ الباب أمام دياب، إلّا أنّه رسَّم الحدود مع رئيسِ الجمهورية، بقوله، إنّ “الرئيسَ المُكَلَّف ملتزمٌ حتى الآن بتطبيق النصوصِ الدستورية. أما رئاسة الجمهورية فقد احتلَّت عناوين الصحفِ والمواقعِ الإلكترونية خلال الأسبوعِ الماضي وملأتها اجتهاداتٍ وبأعرافٍ جديدةٍ في تفسير الدستور، ومنها استعمال تعبير “تثبيت التكليف”، وهو تعبيرٌ رياضيٌّ يُستعمَل في المصارعةِ الحرّة لإعلان خسارةِ أحدِ اللاعبَيْن. وكأنّ الرئاستَيْن الأولى والثالثة تتصارعان على حلبةِ الوطن، مع العلم، أنّ تثبيتَ تكليف رئيس الحكومة يكون من خلال منحِ مجلس النواب الثقة لحكومته”.
هكذا تلقّى دياب، برأي المطلعين، “فرصةً سُنية”، إلى جانبِ الفرصة التي حصلَ عليها من الرئيس نبيه برّي، ومن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وتلك التي أعطاه إيّاها “الشارع”، مع انتظارِ تشكيلتهِ “كي يُبنَى على الشيءِ مقتضاه”.
يضيف هؤلاء، “على قاعدة الهدوءِ وإعطاءِ الرئيسِ المُكَلَّف فرصةً، بات دياب متسلِّحًا بـ”قبّةِ باطٍ” حريريّةٍ أقلَّه في مرحلةِ التكليفِ، وبـ”فرصةٍ” من المشنوق، بانتظار إعلان التشكيلةِ والأسماءِ، والتي تشير الأجواء، إلى أنّها باتت قابَ ساعات وليس أيّامًا. مع العلم، أنّ بعضَ الأوساط المطلعة، تؤكد، بأنّ الحريري قد لا يعطي فترة سماحٍ حتى للحكومة وسيُعارضها بدءًا ربما من بيانها الوزاري!