نشر موقع TRT world تحقيقاً حصرياً للكاتب الصحافي مارتن جاي، ذكر فيه أنّ عدداً من الأعضاء في برلمان الاتحاد الأوروبي بدأوا يشعرون بأنّ خطط الاتحاد الأوروبي لإدارة ملفّ النفايات في لبنان مزيفة. كاشفاً أنّ رئيسة السياسة الخارجية السابقة للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني باتت في خط النار.
وجاء في التقرير، أنّ «مجموعة مستقلّة من أعضاء البرلمان الأوروبي تخطّط لاسترداد أكثر من 38 مليون دولار خسرتها المفوضية الأوروبية في لبنان، بسبب خطط وهمية لإدارة النفايات، إلى جانب محاكمة أولئك الذين كانوا مسؤولين عن الفساد هناك».
وكشف التقرير، أنّ «هذه الأخبار ستشمل بعض اللاعبين الكبار في لبنان، مثل نجيب ميقاتي وسعد الحريري، واللذين ربطهما رجل أعمال لبناني بملايين اليورو، التي سُرقت من برامج الاتحاد الأوروبي لإدارة ملفّ النفايات، وبأنّهما كانا وراء حيلة جديدة لسرقة المزيد من أموال المساعدات الدولية التي تصل قيمتها إلى مليار دولار في محرقة الاحتيال».
وفي أعقاب التحقيق الذي نُشر في أيار الماضي، والذي لم يكشف فقط عن تحويل مساعدات الاتحاد الأوروبي، في كثير من الحالات، إلى جيوب «حزب الله»، ولكن أيضًا ربط منشآت الاتحاد الأوروبي بالتسبب بارتفاع حالات السرطان، فإنّ البرلمان الأوروبي على وشك أن يستهدف لبنان ومكتب رئيسة السياسة الخارجية السابقة للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.
وتُعتبر هذه الخطوة مثيرة للجدل وتوجّهًا جديدًا للغاية من أعضاء البرلمان الأوروبي الذين يرغبون في رؤية مزيد من المساءلة في كيفية إنفاق أموال مساعدات الاتحاد الأوروبي.
وفي الموازاة، ذكر التقرير أن هناك مجموعة غير رسمية مؤلّفة من أعضاء شعبويين «يمينيين»، بقيادة الوزير الفرنسي السابق تيري مارياني، قد بدأت فعلاً التحقيق في اختلاس مساعدات الاتحاد الأوروبي للبنان، والتي يمكن أن تمنع وصول مئات ملايين اليورو من دعم الاتحاد الأوروبي إلى لبنان واللاجئين السوريين في المستقبل.
وجاء في التقرير، أنّ «مارياني يشعر بالقلق من مخططات إدارة النفايات المزيّفة في لبنان، والتي تمثّل أكثر من 33 مليون دولار (لـ11 منشأة) والتي يشكّ في أنّها تغذّي السياسيين الفاسدين، بالإضافة إلى المساهمة في زيادة هائلة في معدلات الإصابة بالسرطان في لبنان». ومع ذلك، فإنّ مارياني يخدش فقط سطح ملفّ إنغماس الاتحاد الأوروبي لعشرات السنوات في لبنان وخسارته الكثير، أكثر بكثير من 33 مليون دولار لسياسيين فاسدين وميليشيات لبنانية.
وإذا كانت دعوة مارياني لإجراء تحقيق حول مساعدات الاتحاد الأوروبي في لبنان جادّة، فإنّها تهدّد برفع غطاء الفساد واختلاس أموال الاتحاد الأوروبي، وربما الأهم من ذلك، كشف أولئك الذين بذلوا قصارى جهدهم للتستّر على هذه الفضيحة.
تهدف المجموعة بقيادة مارياني أيضاً حسب التقرير إلى تنفيذ بعض المبادرات الجريئة لمساعدة الانتفاضة في بيروت، التي تسعى إلى الإطاحة بالنخبة الفاسدة والدخول في حقبة جديدة من المساءلة. على سبيل المثال، تهدف أيضًا إلى تجميد جميع الأموال الدولية في حسابات البنوك الغربية المرتبطة بالأموال المختلسة من خزائن الدولة.
ويمكن ربط خطوة مارياني غير التقليدية في البرلمان الأوروبي بعازف البيانو الفرنسي – اللبناني المثير للجدل، ورجل الأعمال والإعلام عمر حرفوش، والذي كان قد أطلق هذه المسألة كلها قبل بضعة أسابيع في بروكسل خلال مؤتمر مؤلف من نواب من البرلمانات الوطنية (مثل دينو جيارروسو عضو مجموعة «خمس نجوم» في إيطاليا) الذين يدعمون الانتفاضة اللبنانية.
ويزعم حرفوش، حسب التقرير أنّه كان قدّ قدّم مشروعاً لبناء محطة فرنسية لإدارة النفايات في لبنان، ولكن المشروع توقف قبل أيام قليلة من بدء عملية البناء بسبب الفساد في لبنان، ليس فقط على المستوى السياسي وإنما فساد يمتدّ إلى المنظمات غير الحكومية.
وتشير اتهامات حرفوش بالإصبع إلى منظمات غير حكومية في طرابلس، والتي تمّ وعدها برشاوى ضخمة من صفقات بناء المحارق المخطّط لها، والتي يعتقد كثيرون في لبنان أنّ الهدف منها تحويل كميات مهولة من الأموال إلى النخبة الحاكمة من خلال تضخيم فواتير شرائها الحقيقية.
الجمهورية