لم يخفف طلب وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب من «الذين اختلطوا بالوافدين على متن الرحلة الآتية من إيران بتاريخ 20 شباط وغيرها من الدول التي سجلت حالات إصابة بفيروس كورونا، عدم الذهاب إلى رياض الأطفال والمدارس والثانويات والمعاهد والجامعات، حتى انقضاء فترة الحجر (14 يوماً) من تاريخ الإنطلاق»، من حدّة الهلع الجماعي الذي أصاب الطلّاب كما الأهالي، الذين تمنّعوا عن إرسال أولادهم الى المدارس التي فتحت أبوابها أمس، كأوّل يوم دراسي، بعد تسجيل أوّل حالة إصابة كورونا في لبنان، في ظلّ عزوف عدد كبير من التلامذة عن الحضور، خصوصاً في منطقتي بريتال والهرمل.
قبل وصول «كورونا» الى لبنان طلب المجذوب من إدارات المدارس «الإلتزام بتنظيف وتعقيم الصفوف والساحات ودور المياه والمراحيض بشكل متواصل ومرات عدّة يومياً، وتأمين الماء والصابون والمناديل الورقية في كل مرافق غسل اليدين، كما وتأمين عبوات تحتوي على سائل تعقيم في الممرات، والتأكّد من تعرّض الصفوف والممرات لأشعة الشمس والهواء بشكل دوري، وتفريغ وتنظيف سلّات المهملات داخل وخارج الصفوف بشكل دوري.
كما طالب «الهيئة التعليمية والادارية بضرورة الانتباه في حال وجود أيّ من العوارض لدى التلامذة والمتعلقة بالامراض الوبائية ومنها: ارتفاع الحرارة، ألم في الحنجرة، ألم في العضلات، ضيق في النفس، ارهاق وتعب، احمرار في العين، تقيؤ، اسهال، والعمل على ابقاء التلميذ في غرفة الصحة والتواصل مع الاهل، بهدف ارساله الى البيت. واستخدام المحارم الورقية اثناء السعال والعطس، والتخلّص منها بعد استعمالها وتفادي تلويث الآخرين. وتوعية التلامذة على عدم تشارك الاغراض الشخصية في ما بينهم. والتأكيد على الاهل بعدم ارسال اولادهم الى المدرسة في حال المرض او وجود اي من العوارض المرضية قبل الشفاء التام، على ان توكل ادارة المدرسة او الثانوية شخصين من الهيئة الادارية لاستقبال التلامذة صباحاً على مدخل المدرسة للتأكّد من حالتهم الصحية، وتنفيذ انشطة توعوية من قِبل المرشد الصحي والاساتذة حول اهمية النظافة الشخصية».
لتتبعه ببيان ثانٍ، بعد تأكيد وزير الصحة العامة وجود حالة لفيروس «كورونا» في لبنان، يجدّد فيه المجذوب إصراره على إدارات المدارس التقيّد بالإرشادات الوقائية السابقة، والطلب من الاهل عدم ارسال اي تلميذ/طالب يشكو من اي عارض من عوارض الفيروس. وأن يقوم كل من افراد الهيئة التعليمية بمراقبة تلامذة/طلاب صفه، وإحالة كل من تظهر عليه احدى عوارض الفيروس الى المسؤول الصحي في المؤسسة لإبقائه في غرفة صحية، ريثما يتمّ الاتصال بالاهل لاصطحابه ومتابعة وضعه الصحي حسب الحالة، على ان يقوم المسؤول الصحي بمتابعة حالة هؤلاء التلامذة/الطلاب الصحية من خلال التواصل الدوري مع الاهل.
وعند تأكيد حالة «كورونا» المستجدة بين التلامذة/الطلاب او أحد افراد الهيئتين التعليمية والادارية او العاملين ضمن نطاق المؤسسة، يقتضي الاتصال مباشرة بوزارة التربية والتعليم العالي على الخط الساخن (01/772186).
لا داعي للهلع
وفي السياق، أوضحت مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي هيلدا الخوري لـ «الجمهورية»، أنّ «تحضيرات وزارة التربية بدأت قبل نحو شهر ونصف الشهر من تسجيل أوّل حالة كورونا في لبنان. فقمنا بالتجهيز الوقائي لمواجهة الفيروس بالتنسيق مع منظمة الصحة ووزارة الصحة العامة و»اليونيسف»، وبالتنسيق مع لجنة الوقاية من الكورونا التي أُنشئت في مجلس الوزراء. وتركّز عملنا على 3 نقاط هي: التوعية، والتعقيم الدوري، والنظافة».
وأضافت: «سيزور مشرفو الإرشاد الصحي من جهاز الإرشاد والتوجيه من الوزارة المدارس والثانويات الرسمية الخميس، لعرض الإرشادات والتدريب الصحّي عليها، كما ستُجري الوزارة لقاءات مع مدراء المدارس في كل لبنان هذا الأسبوع أيضاً، لإطلاعهم على سبل الوقاية من الفيروس».
وأكّدت الخوري، أنّ «المدارس لن تُقفل أبوابها الّا اذا تطور الوضع، وعندها سيتم ّإخلاء المدرسة وتعقيمها كما يجب، من خلال شركات متخصّصة تلتزم بدفتر شروط الذي تعدّه «اليونيسف» طبقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، وذلك في حال كان هناك حالة «كورونا» لأحد التلامذة او احد الاهالي او الهيئة الادارية او التعليمية العاملة في المدرسة. أما الآن، المطلوب هو التعقيم الدوري للمدارس بالمعقمات التي تُستعمل عادة، فنظافة البيئة المدرسية مهمة جداً».
ومن ضمن الإجراءات التي إتبعتها وزارة التربية لحماية التلامذة، تقول الخوري: «الوزارة ستقوم بتوزيع صابون معقّم هذا الأسبوع في المدارس الرسمية إحترازياً، بعد أن كانت وزّعت سابقاً ميزان حرارة ديجيتال على تلك المدارس».
وطمأنت الأهالي إلى أنّه «طُلب من كل فرد تواصل مع أحد الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة الإيرانية أو تواجد في أحد البلدان، حيث ينتشر الفيروس، أن يعتزل في المنزل 14 يوماً ويراقب نفسه، وأن يتصل بوزارة الصحة في حال شعوره بأيّ من عوارض المرض»، لافتة الى أنّ «هذه الخطوة الإحترازية اتُخذت لطمأنة الأهالي من الجانبين. فالمحتمل إصابتهم يبقون تحت مراقبة أهلهم للإطمئنان الى صحتهم، والآخرون، يصبحون بمنأى عن الخطر».
وختمت الخوري: «الوعي مهم جداً، ويجب الّا نستخّف بالموضوع، فالتعاون بين جميع مكوّنات المجتمع ضروري لتأمين الصحة السليمة للجميع».
الجمهورية