منذ حوالي العام تقريبا، عانت منطقة البرج الشمالي، قضاء صور، من مشكلة نفايات، كغيرها من البلدات والمدن اللبنانيّة التي عانت من هذه المسألة، ولكنها تمكّنت من تمرير المرحلة الى حين إعادة العمل بمكبّ ومطمر النفايات العائدين لاتحاد بلديات صور في عين بعال. اليوم عادت الأزمة مجددا بعد إقفال المطمر، وعادت النفايات لتنتشر في شوارع البلدة.
وكأنه لا يكفي اللبناني أزماته التي لا تعدّ ولا تُحصى، وآخرها ازمة “الكورونا” التي تغزو العالم، فها هي أزمة النفايات تجتاح البرج الشمالي، بعد أن توقّفت عملية “جمع النفايات”، فانتشرت في الشوارع وبين البيوت، ليصبح خوف الأهالي أكبر، على ما يقول أحد سكان البلدة، الذي يضيف عبر “النشرة”: “أن هذه الأزمة التي نعيشها سنويا لم تعد مقبولة، خصوصا أننا على أبواب فصل الربيع، حيث ترتفع درجات الحرارة، مما يعني أننا امام كارثة بيئية وصحية إضافية، لنصبح في هذه البلدة أمام خطرين كبيرين، الكورونا والنفايات”، سائلا “عن دور الدولة واتحاد بلديات صور وبلدية البرج الشمالي”.
للإضاءة على هذه المسألة يشير رئيس بلدية البرج الشمالي علي ديب الى أن البلدية فور إقفال مكب إتحاد بلديات صور، دعت لاجتماع عاجل لبحث هذا الملف، نظرا لما يشكّله من خطر على صحة الناس اللبنانيين والفلسطينيين، الاطفال والكبار، مشيرة الى أن اللقاء حضره ممثلون عن حزب الله وحركة أمل، لأن حلّ هذه القضية يفوق قدرة البلدية منفردة، اذ لا يوجد أي بلدية في لبنان تمكّنت من إيجاد الحلّ لأزمة القُمامة دون مساعدة من اجهزة الدولة، او دون تعاون بين البلديات، ودعم من اتحاد البلديات.
ويضيف ديب عبر “النشرة”: “تضمّ البرج الشماليحوالي 60 ألف نسمة، منها 10 آلاف من اهل البلدة، و20 الف لاجئ فلسطيني، والبقية هم من المحيط ويسكنون فيها، وتُنتج يوميا ما يقارب الـ65 طنّا من النفايات،وما يجري فيها سببه تقاعس الدولة عن إيجاد الحلول الدائمة”، مشيرا الى أن الخطر الداهم اليوم يفرض تدخّل الجهات الرسمية، وتحمّلها المسؤولية، من بلديتنا، الى اتحاد البلديات، الى وزارة البيئة، والحكومة”.
“لا تملك بلدية البرج الشمالي مساحات جغرافية لمعالجة وطمر نفاياتها، لذلك فهي ترميها في مطمر عين بعال، ولكنهم أقفلوه منذ أسبوع بسبب خلافات بين إتحاد البلديات والبلديات، التي كانت تستقبل العوادم، وتوقفت عن ذلك، فحصلت الأزمة”، يقول ديب، مشيرا الى أن التواصل مع الاتحاد يتمّ يوميا لإيجاد الحل، متحدثا عن فترة أيّام طلبها الأوّلللبحث عن مساحة جغرافية تستوعب النفايات.
الى حين نجاح اتحاد بلديات صور بمسعاه، تبحث بلدية البرج الشمالي عن حلّ موقت يمكّنها من جمع النفايات من الشوارع، وهي تفكر بحسب ما علمت “النشرة” بنقلها الى قطعة أرض على حدودها كانت تستعملها سابقا كمكان لرمي العوادم. وفي هذا السياق يؤكد ديب أن هذا الحل لم ينضج بعد، ولكنه من الحلول المطروحة، مشيرا الى أن “هذه الأرض استوعبت سابقا عوادم نفايات أكثر من قرية من القرى المحيطة بنا، وهي ترفض اليوم تقديم المساعدة”، مشدّدا على أن أهالي البلدة سيصّعدون قريبا جدا بحال لم تُحلّ أزمة النفايات.
تجدر الإشارة الى أن بلدية البرج الشمالي تضمّ مخيما للاجئين الفلسطينيين، ويعاني أهله بدورهم من أزمة القمامة، وفي هذا السياق علمت “النشرة” أن القيّمين على المخيم تواصلوا مع وكالة “الاونروا” بشأن النفايات المكدّسة في شوارعهم، على اعتبار أن من مهام الوكالة إزالتها، وكان الجواب بأن عليهم التواصل مع البلدية التي، كانت قد اتفقت معها على تنظيم هذا الملف سابقا.
مجدّدا، تدخل “النفايات” على خطّ الأزمات، ليس في بلدة البرج الشمالي فحسب، بل في كل قرى لبنان، لاستمرار غياب الخطّة الوطنيّة المتكاملة القادرة على المعالجة.