في ظل الحرب العالمية الصحية الذي يشهدها العالم بعد هجوم “كورونا”، كثرت التدابير الوقائية، واستنفرت الدول للمواجهة، صحياً وامنياً واقتصادياً.
ويبدو ان “كورونا” مستمر بغزوه حاصداً المزيد من الأرواح، لكن الأهم هو في كيفية الإجراءات التي تتخذها الدول واستجابة الشعوب مع هذه الإجراءات لكبح هذا الوباء.
ومنذ انتشار الفيروس، تزاحمت الأسئلة والتكهنات وطرق إنتقال “كورونا”، فامتلأت الشاشات بالمنظرين والمحللين وبعض الأطباء الذين يعشقون الظهور الإعلامي، وحدها منظمة الصحة العالمية التي تجمع التقارير من كافة الدول التي تعاني من “كورونا” مخولة للإجابة وإعطاء النصائح الوقائية للعالم.
أما لبنان، عجزت السلطة عن تطبيق قرار التعبئة بالتي هي أحسن، فلجأت إلى القوى الأمنية لتنفيذ قراراتها ولو بالقوة، خصوصاً بعد ارتفاع عدد الإصابات “الكورونية” في البلاد إلى أكثر من مئتي حالة، 81 منها خلال 24 ساعة فقط.
هذه الأرقام دقت ناقوس الخطر، واستنفر المعنيون، وطالب رئيس الحكومة حسان دياب من القوى الأمنية وضع الخطط اللازمة لتنفيذ قرار التعبئة العامة وإلزام المواطنين البقاء في منازلهم.
وفي السياق، لاحظ موقع القوات اللبنانية الالكتروني انتشاراً للجيش اللبناني على الطرقات الداخلية في كسروان والمتن وجبيل، وفي الأماكن التي تشهد تجمعات، إضافة إلى توجه دوريات الجيش إلى الاحياء الداخلية لإقفال بعض المحال التجارية التي فتحت أبوابها.
بدورها، أعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، منذ صدور قرار مجلس الوزراء المتعلق باعلان التعبئة العامة لمواجهة فيروس كورونا بتاريخ ١٥/٣/٢٠٢٠ والذي قضى بوجوب التزام المواطنين البقاء في منازلهم وعدم الخروج منها الا للضرورة القصوى لغاية تاريخ ٢٩/٣/٢٠٢٠.
وباشرت قوى الامن تطبيق هذا القرار بجميع الوسائل المتاحة عبر تسيير دورياتها على الاراضي اللبنانية، وانذار المواطنين من خلال حملات التوعية المباشرة بواسطة مكبرات الصوت، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي من اجل الحث على التقيد التامّ بالتزام المنازل وعدم القيام بالتجمعات، وإقفال المؤسّسات والمحالّ التجارية، إضافة الى قيام القطعات الاقليمية بتنظيم مئات المحاضر بحقّ المخالفين.
وأكدت أن دور المواطنين اساسي في هذه الظروف الاستثنائية، ومن واجباتهم ان يلتزموا بالقرارات الصادرة عن مجلس الوزراء والإدارات المعنية، وهم لا يعفون من دائرة المسؤولية في الحفاظ على الأمن الصحي، والحدّ من انتشار الوباء، وإيلاء المصلحة العامّة قبل أيّ اعتبار.
دولياً، حذرت المنظمات الصحية في سوريا من تكتم النظام السوري عن إعلان اعداد الحالات المصابة بـ”كورونا” وإخفائها عن الرأي العام السوري والدولي. إذ أصدرت نقابة “أطباء الشمال المحرّر” بياناً أكدت فيه إغلاق المدارس والجامعات التي لا تزال مفتوحة، وإغلاق المقاهي والمطاعم باستثناء شراء الوجبات لتناولها خارج المطاعم، وإيقاف صلاة الجماعة والزيارات الاجتماعية، والسفر غير الضروري.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً أشارت فيه الى إن هناك مليون نازح يعيشون في الشمال الغربي لسوريا في خيام مقامة على الطين أو بنايات مهجورة، لافتة إلى أن إنتشار وباء كورونا قد يتسبب بكوارث في المنطقة المدمرة أصلاً.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأطباء في المنطقة يقدرون بأن حوالي مليون قد يصابون بالفيروس في محافظة إدلب، وأن حوالي 100 إلى 120 ألف منهم سيموتون، وأن 10 آلاف سيحتاجون المساعدة بأجهزة التنفس، لافتة إلى أن هناك 153 جهاز تنفس في المحافظة الآن.
وفي آخر إصدارات منظمة الصحة العالمية، نقلت “الحرة” عدداً من الأسلئة التي اجابت عليها “المنظمة منعاً للتضليل والتكهنات الصادرة عن بعض الأطباء”، وهذا أبرز ما ورد خلال بعض الإجابات:
كيف ينتشر المرض؟
يمكن أن يصاب الأشخاص بالعدوى عن طريق الأشخاص الآخرين المصابين بالفيروس، ويمكن للمرض أن ينتقل من شخص إلى شخص عن طريق القُطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو الفم عندما يسعل الشخص المصاب بمرض كوفيد-19 أو يعطس.
وتتساقط هذه القُطيرات على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص، ويمكن حينها أن يصاب الأشخاص الآخرون بالمرض عند ملامستهم لهذه الأشياء أو الأسطح ثم لمس عينيهم أو أنفهم أو فمهم كما يمكن أن يصاب الأشخاص بمرض كوفيد-19 إذا تنفسوا القُطيرات التي تخرج من الشخص المصاب بالمرض مع سعاله أو زفيره، ولذا فمن الأهمية بمكان الابتعاد عن الشخص المريض بمسافة تزيد على متر واحد.
هل يمكن للفيروس أن ينتقل عبر الهواء؟
تشير الدراسات التي أُجريت حتى يومنا هذا إلى أن الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19 ينتقل في المقام الأول عن طريق ملامسة القُطيرات التنفسية لا الهواء.
هل يمكن أن يصاب المرء بالمرض عن طريق شخص بلا أعراض؟
تتمثل الطريقة الرئيسية لانتقال المرض في القُطيرات التنفسية التي يفرزها الشخص عند السعال، وتتضاءل احتمالات الإصابة بالمرض عن طريق شخص عديم الأعراض بالمرة. ولكن العديد من الأشخاص المصابين بالمرض لا يعانون إلا من أعراض طفيفة.
هل المضادات الحيوية فعّالة في الوقاية من المرض أو علاجه؟
لا تقضي المضادات الحيوية على الفيروسات، فهي لا تقضي إلا على العدوى الجرثومية، وبما أن مرض كوفيد-19 سببه فيروس، فإن المضادات الحيوية لا تقضي عليه.
هل توجد أي أدوية أو علاجات يمكنها الوقاية من المرض أو علاجه؟
في حين قد تريح بعض الأدوية الغربية أو التقليدية أو المنزلية من بعض أعراض كوفيد-19 أو تخففها، فليست هناك بيّنة على وجود أدوية حالياً من شأنها الوقاية من هذا المرض أو علاجه.
هل هناك لقاح أو دواء أو علاج للوباء؟
ليس بعد، لا يوجد حتى يومنا هذا لقاح ولا دواء محدداً مضاداً للفيروسات للوقاية من مرض أو علاجه، ومع ذلك، فينبغي أن يتلقى المصابون به الرعاية لتخفيف الأعراض.