الرئيسية / ثقافة عامة / الفاخوري يعرّي المنادين بالسيادة والاستقلال

الفاخوري يعرّي المنادين بالسيادة والاستقلال

رشا مرعي
من الان وصاعدا، يجدر ببعض القيادات اللبنانية أن تخفّف من تبجحها حيال التزامهم القيم والمبادئ والأخلاق، والتوقف عن توزيع شهادات الوطنية والكرامة على الآخرين، لا سيما بعد انكشاف تورطهم  في جريمة اسقاط التهم عن جزار الخيام عامر الفاخوري، والتي ارتكبها بحق لبنان واللبنانيين، بعض ممن يجلسون تحت قوس العدالة، بضوء اخضر سياسي.
حتى ان شعارات السيادة والاستقلال أضحت  مجرد مصطلحات جوفاء خالية من معنى نقرأها فقط في فقرات الدستور، دون ان نرى تطبيقا لها من قبل الحكومة على ارض الواقع.
في قضية الفاخوري يصح القول انه على اصحاب هذه الشعارت ان “يبلوها ويشربوا ماءها” خصوصا وان الحكم الذي صدر بحق جزار الخيام، لم يكن يشبه العدالة في شيء.
بل ما حصل اقرب الى مسرحية هدف أبطالها إلى تقديم اوراق اعتماد للسلطات الأمريكية الراعية الأولى للعميل الاسرائيلي الأول الذي ارتكب فظائع بحق مئات الاسرى واذاقهم  الويلات والقهر على يديه اللتين لم تكن تعرفان طريقا للرحمة.
تفاني الفاخوري في خدمة اسرائيل، خولته لان يكون قائدا عسكريا لمعتقل الخيام منذ تأسيسه في العام 1985 حتى العام 1996،  إذ كان يعتبر الأعلى رتبة بين العملاء والمفوّض من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي للتعامل مع المعتقلين في زمن الإحتلال الإسرائيلي.
الندوب والجروج التي تركها  الفاخوري على اجساد الاسرى، لا تزال شاهدة على عمليات التعذيب الجسدي والنفسي التي كان يمارسها على المعتقلين، إذ لم يكتف بذلك بل استحدث أساليب تعذيب جديدة إمعاناً في ظلم الأسرى (الحواكير – القنّ – المشي على الجسد والوجه..) وصولا الى تعرضه لمقدّسات الأسرى بانتهاكه وتعرّضه لعقيدتهم الدينيّة شتماً وتحقيرا.

عمل الفاخوري مع الجهاز 504 الاسرائيلي، لفترات طويلة، ومع تحرير الجنوب في 25 ايار العام 2000، هرب  الى داخل الاراضي المحتلة كغيره من قادة مليشيات العميل لحد، واستمر بالعمل مع الجهاز عينه، الى ان جرى تكريمه تقديرا لخيانته لوطنه، عبر منحه هوية وجواز سفر اسرائيليين تسمح له بالسفر الى خارج الاراضي المحتلة. وعليه اصبح جرمه مزدوجا.
في أيلول 2019، عاد الفاخوري الى لبنان عبر مطار بيروت بالتواطؤ مع بعض القيادات والقوى السياسية اللبنانية التي سهلت له عودته بعدما اسقطت مذكرات الاعتقال بحقه،  الامر الذي اشعل غضب كثير من اللبنانيين والاسرى مطالبين باعتقاله، وهو ما تحقق حيث القي القبض عليه في 19 ايلول 2019، واعترف خلال التحقيق بتعامله مع “إسرائيل” وبارتكابه جرائم بحق الاسرى والمعتقلين في معتقل الخيام خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي للجنوب. 
ومع تدخل الولايات المتحدة في ملف الفاخوري، عمدت الاخيرة الى الضغط على الحكومة اللبنانية وتهديدها بفرض عقوبات عليها وعلى وبعض القيادات اللبنانية، فما كان من المحكمة العسكرية الا ان استجابت للضغوط الاميركية، واصدرت حكما اثار عاصفة، من ردود الفعل المستنكرة  في لبنان، حيث قضى باسقاط كل التهم عن الفاخوري، بحجة مرور الزمن. وقررت إطلاق سراحه فورًا ما لم يكن موقوفا بقضية أخرى.
وبعد مشهد اخراج العميل من لبنان الفاخوري بطائرة عسكرية امريكية دون اي احترام او اكتراث للسيادة اللبنانية، اصبح من نافل القول ان ميزان العدل في لبنان اختل لصالح العمالة وبات لزاما على الحكومة اعادة توزانه كما يشتهي اللبنانيون.

شاهد أيضاً

ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم