الاستاذ حسين غدار|
كل متابع ومهتم يعرف بشكل لا لبس فيه أن حكومة الرئيس حسان دياب جاءت في أحلك الظروف، واستطاعت رغماً عن كل الفساد والسرقات والمحسوبيات أن تشعرنا بوجود الدولة المفقودة منذ أيام الطائف وما قبله.
فهذا الإنسان الوطني الواثق بنفسه وبإمكاناته لم يعتذر وكان حازماً وحاسماً منذ اللحظة الأولى من تكليفه، وشكّل حكومته في وقت لافت وتركيبة غريبة مستجدة، وذلك بناءً على معايير وضعها وتراعي برؤيته متطلبات المرحلة الدقيقة والحرجة.
قبيل هذا التكليف، وفي المرحلة السابقة السيئة الذكر، كنّا ننتظر أشهراً بإنتظار الولادة الميمونة لحكومات المحاصصات والزعامات التي لم تكن المصالح الوطنية والهواجس الشعبية ضمن بوتقة خططها وأحزمة أنشطتها الإنشغالية والإحتفالية. فحجز الفنادق والطائرات وحتى ثمن الشوكولا وغيرها في سلسلة ترفهم وغنائمهم تم صرفها من مال الدولة أي المواطن اللبناني.
فمن منا لم ينتظر في طوابير الغاز والبنزين والأفران في الفترة السابقة في مشهد تقشعر له الأفئدة والأبدان إلا في لبنان. فهو-المنظر- لم يحرّك في الطغمة الحاكمة والثرية من جيوبنا “الحمية” للدفاع عن حقوقنا أو حتى التنازل عن مكتسباتها رأفة بجمهور الناس. وحصراً، ومن باب التذكير، فإنّ الأرباح الخيالية للبنوك والفوائد العالية والديون، بلد بحجم لبنان يترتب عليه ديون تفوق ١٠٠ مليار $ ولا يمتلك أدنى مقومات العيش الكريم فهذا عجب عجاب، وكل السياسات المالية والإقتصادية الفاشلة، بحق الناس، لا في انتعاش حساباتهم البنكية والمصلحية والإقطاعية، تتحمّلها لا بل مسؤولة عنها الحكومات السابقة دون استثناء.
منذ حضوره الصادم في الساحة السياسة، وقبوله بالتصدي لهذه المهمة الشبه مستحيلة، كانت كل الرهانات وحتى النفسيات المقززة لمن كان في مواقع سلطوية وتسلّطيّة تعمل وتسعى على إفشال دياب والوزراء الجدد، وتضع حتى العراقيل موظفّة بعض الإعلام وجهابذة الصحافة لنعتهم والتشدق عنهم بترهات وأكاذيب وأضاليل لتشتت الرأي العام، محاولةً جاهدة أن تجعل من “الحكومة الديابية” كغيرها ممن تعايش معها اللبناني. إلا أن الواقع وما أظهره دياب وفريقه خيب بحق الآمال لبعض المنظّرين السفهاء.
حتى في انعقاد الجلسات الحكومية وعددها والمقررات الوزارية تراها-للحكومة المتمايزة عن سابقاتها- تتعاطى بشكل مسؤول وواضح مع كل الملفات، (يستثنى من ذلك موضوع العميل الفاخوري ولنا عودة إليه ريثما تتوفر معطيات واضحة حول ما جرى).
حكومة الرئيس حسان دياب نجحت حيث فشل أو تخاذل أو اعتكف الآخرين، فلست في معرض التصفيق والإطراء عليها ولها، ولكن الصدقية التي أظهرتها كفيلة بأن نحترمها ونقدر حرصها على اللبنانيين. فالحكومة يجب أن تسهر على خدمة الناس وتعمل لأجلهم لا لجلب أجلهم. صراحة القول لو كنا في حكومة أخرى وفي ظل الكورونا لكنا أمواتاً من المرض أو من الجوع.
شكراً لكم