حسن شرف الدين|
يواجه العالم بأجمعه وباءًا انتشر ويودي بحياة الكثيرين ويصيب الكثيرين لا يفرق بين عرق ولون وطائفة أو ديانة، هو وباءٌ أصاب البشرية جمعاء ولكن في أرضنا نواجه وبائين وباء جديد جاء إلينا سائحًا علّه يُذكّر العالم بوباء ألمّ بنا.١٤ عامًا وباء عوارضه، مجازر، قتل، طرد ، نفي ، تهجير ، تسكير معابر وحصار، حصار يدعونه اليوم في باقي البلاد حجرًا!
نعم نحن محمد الدرة ،قيس أبو رميلة، محمد علي الناعم، يحيى عيّاش وباسل الأعرج وكثيرون كثيرون، خذوا من دماءنا لقاحًا ضد وباء الذل والخيبة، خذوا لقاحًا ضد صهونية ألمّت بكم وفتكت.نحن غزة والضفة، والمعبر الذي لم يفتح، نحن نقاتل وباء الأوبئة، والحجر علينا مفروض ولم نركع.نُعقم يدينا بالبارود وكمامتنا كوفية، تقينا شر رذاذ الصهيونية.يطول عليكم الحجر لا؟ نحن عشناه وكأننا البارحة، لم ننم لم يغمض لنا جفن سوى في كفن!
أما إجراءاتنا الإحترازية، فصاروخ بلديٌّ من الحقل، من يدي الزيتون والزعتر، إن مسّ بعض وباءهم أباده وأعاده، ونثر رماده علّه يتطهر.
زادنا، ما أحلاه من زاد، فيه كل المناعة، فيه من روح عيسى ومعراج محمد وعصى موسى.
اصاباتنا؟ طفيفة، بضع حالات، حالت أن تنقل وباءًا عابرًا للإنسانية ووباءًا لا إنسانية في قاموسه، همجي بربري غوغائي نازي، نصارعه بكل ما أوتينا من عزم وقوة، لا نموت.يصدح فينا صوت حنظلة من رسومات الناجي من موت بعار التطبيع، العلي عن مساومات الذل، ورسائل الباسل وأجوبته لقد وجدها قبل أن يعرج، نقرأها اذا ألم بنا ضعف.لا نموت، فنحن المسيح ونحن القيامة، لا نموت فنحن الفكرة، قد تسقط أجسادنا، قد تتثاقل وترنو للأرض التي اشتاقت لها، لكننا لا نموت، نحن شهداء عليكم ما حيينا، شهداء على الإنسانية التي ما أنصفتنا، شهداء على كل دمعة وحجر ورصاصة، وإذا ما متنا فإننا لا نموت إلا أندادًا…