تبلغت السفارة اللبنانية في لندن، بشخص سفيرها رامي مرتضى، كتاباً من وزارة الخارجية اللبنانية، يوصي بإجراء فحص pcr لركاب الطائرة الآتية إلى بيروت الاثنين المقبل، وعلى متنها حوالى 115 راكباً، من ضمنهم لبنانيون قادمون من أميركا.
وعلى الفور، أبلغت السفارة جميع من ستشملهم العودة، واجب إجراء هذا الفحص، الذي بنتيجته تُقرر عودتهم إلى لبنان من عدمها.
هذا الإجراء جاء بعد الإصابات التي ظهرت في الطائرة التي وصلت إلى بيروت الخميس، آتية من لندن، وبلغ عددهم 13 شخصاً، من بينهم ستة أفراد من الجنوب، وأربعة منهم من عائلة واحدة من بلدة عدلون.
وتسود الجالية اللبنانية في بريطانيا، التي يقارب عددها خمسين ألفاً، وفق مصادر السفارة، أجواء من القلق، بعد تسجيل ثلاث وفيات في صفوف الجالية. وذكرت معلومات أن هناك 55 عائلة لبنانية مصابة بكورونا، أي ما يساوي حوالى مئتي فرد، من بينهم ثلاث حالات تخضع للعلاج في المستشفى.
وتتابع السفارة البريطانية في لندن أحوال هذه الجالية الكبيرة، إلى جانب نشاط عدد من الجمعيات الأهلية اللبنانية الموجودة في العاصمة البريطانية. وهي أمنت بعض المساعدات لطلاب لبنانيين ضاقت بهم السبل، بسبب مشكلة التحويلات المالية ووباء كورونا.
ويؤكد رئيس جمعية الأمل اللبنانية في لندن، حسين خليل، لـ”المدن” أن السفارة اللبنانية تتواصل مع أبناء الجالية وتهتم بشأنهم. كما أن الجمعيات اللبنانية الأخرى، وأركان الجالية الكبيرة في بريطانيا في حالة استنفار. ويضيف: “لقد سُجل عدد من الوفيات في صفوف اللبنانيين، ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد المصابين بشكل رسمي. والمؤكد أن اقل من عشرة أشخاص أُدخلوا المستشفيات، ومنهم غادر.. وهناك مصابون، وعددهم بالعشرات، تخابروا مع الجهاز الصحي البريطاني – على الرقم المعتمد 111 – وأشاروا إلى عوارض صحية بما يوحي باصابتهم بكورونا. وقد طُلب منهم الالتزام بمنازلهم لمدة 15 يوماً. وفي حال أصيبوا بضيق نفس شديد، عندها ستنقلهم سيارات الإسعاف إلى المستشفى. وهذه الحالات تصنف مشتبه بها، طالما أنها لم تخضع لفحص pcr”.
منسق قطاع الانتشار في التيار الوطني الحر، مارك زبال، أشار إلى وفاة اللبناني الثالث فارس مساعد في بريطانيا، وقال: إن مكتب التيار يتواصل مع السفارة اللبنانية والجمعيات الموجودة هناك.
واضاف زبال: ان تأخر بريطانيا عن الإجراءات في مواجهة كورونا قد أثر على وضع الجالية اللبنانية المنتشرة وعموم الشعب البريطاني، داعياً كل اللبنانيين في الانتشار إلى الالتزام بالحجر المنزلي.
من جهته قال هشام يونس، وهو أكاديمي وباحث وزائر في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة لندن، يتحدر من مدينة صور، إن الجالية اللبنانية في بريطانيا تتعرض لتحديات صعبة إسوة بالتحديات الكبيرة التي يتعرض لها الشعب البريطاني. وهي نتيجة تخبط السياسة الحكومية (حضانة القطيع) ومحدودية الإمكانات وتراجع قدرات جهاز الرعاية الصحية بشكل كبير. مشيراً إلى عدم إمكانية مواكبة التطورات الصحية الناجمة عن وباء كورونا، والنقص الكبير في عدد وحدات العناية المركزة، التي لا تتجاوز الخمسة آلاف، في بلد يبلغ عدد سكانه نحو سبعين مليوناً.