كتب صديقٌ زغرتاويٌّ على “فايسبوك”: “يا سيّدة زغرتا خلّي عينك على بشري”. وفي الأمس أرسل صديقٌ جنوبيّ ينتمي الى الطائفة الشيعيّة مقالاً تضامنيّاً مع بشري لنشره على موقعنا.
لا يمرّ يومٌ من دون أن نُلقَّن درساً جديداً في التضامن الإنساني الذي يغلب الفروقات السياسيّة والاجتماعيّة والطائفيّة. إلا أنّ الأهمّ هو أن تعلّمنا هذه الأزمة غير المسبوقة أن نتخلّى عن أحكامنا المسبقة وعن أحقادنا، وأن ننفتح ونمدّ اليد ونقول شكراً لكلّ مستحقّ.
شكراً، نقولها لوزير الصحة. الرجل يكاد لا ينام، ويتحمّل ضغوطات يعجز المتمرّسون في السياسة عن تحمّلها. هو زار بشري في الأمس، وبعدها زغرتا ثمّ البترون. تجاوز متراس السياسة. لعلّها المرّة الأولى في حياته التي يزور فيها الجبّة. فلنمدّ له اليد مصافحةً وتحيّة، وليكفّ بعض السخفاء عن الانتقادات التافهة، وعن سياسة “عنزة ولو طارت”، ولون “الكنبايات”. ألوان بعض العقول قاتمة.
ليس حمد حسن العلامة المضيئة الوحيدة في الحكومة الحاليّة. هناك الكثير من الأوادم وأصحاب النيّات الحسنة وهم، بالتأكيد، أفضل شأناً وأقلّ فساداً من بعض وزراء الحكومة السابقة، والتي قبلها، وما قبل قبلها…
من هنا، تستحقّ هذه الحكومة أن نتعاطى معها من دون قفازات انتماءاتنا. أن نقول “حسناً فعلت” هنا، وألا نتعاطى مع تقصيرها كجريمة. الحكومات السابقة “فظّعت”، ومع ذلك يصدر رؤساؤها بيانات من دون أن يرفّ لهم جفن. يسألون عن الصلاحيّات بينما البلد ينهار والناس تجوع.
إنّه الربيع في لبنان، ولكنّه ربيع مختلف. الناس في بيوتهم، بعيداً عن الطبيعة التي تتجدّد. الشعراء يكتبون عن الحَجر والعزلة لا عن الغصون المتدلية حاملةً الأمل. والناس يخشون بعضهم البعض، وتحتاج الى التحديق جيّداً لكي تعرف هويّة جارك بعد أن حجبت الكمّامة نصف وجهه.
عالمٌ يتغيّر. فلنتغيّر معه أيضاً، إيجاباً لمرّة.
في الأمس، وزيرٌ سمّاه حزب الله حلّ في بشري ليطّلع على أحوال أبنائها، ومن أصيب بكورونا منهم. خطوة مشكورة، نأمل أن تعمَّم. حزب الله، مثلاً، يستقبل نوّاباً من “الجمهوريّة القويّة” في الضاحية الجنوبيّة.
حبّذا لو ينتشر فيروس المحبّة في ربوع جمهوريّة لم تعرف ربيعاً حقّاً منذ سنوات.
داني حداد-mtv