أكد وزير الصحة العامة حمد حسن أن “ليس هناك أي عائق مالي أمام الحفاظ على صحة المواطن”، معلنا أن “ليس هناك أي خطط أو حواجز جغرافية أو حسابات قصيرة النظر، ومسؤوليتنا جميعا ضمانة سلامة الوطن وصحة مواطنيه”، مؤكدا أن “إعادة الثقة بالدولة تكمن في التعاون المشترك والتكامل في ما بيننا من دون أي اعتبار لأي حسابات سياسية”.
كلام الوزير حسن جاء خلال جولة قام بها ظهر اليوم في مستشفى بهمن في الضاحية الجنوبية، حيث تم افتتاح المركز الطبي المعد لمعالجة مرضى “كورونا”، في حضور وزير الصناعة عماد حب الله والنواب علي عمار، أمين شري وفادي علامة، مدير مستشفى بهمن علي كريم والطاقم الاداري في مستشفى “بهمن”.
وتحدث النائب عمار بداية مرحبا بالحضور، وقال”بداية لا يسعنا الا ان نستحضر من باب الوفاء شخصية علمية فذة ومرجعية عظيمة، هي السيد محمد حسين فضل الله، الذي نلتقي اليوم في رحاب ما أورث المجتمع من مؤسسات تربوية وثقافية ودينية واستشفائية”.
ووجه عمار التحية الى وزير الصناعة باعتباره “يخوض معركة من نوع آخر عشية مناقشة ما يسمى بالخطة الاقتصادية والمالية، ولكنني أحب ان أقدم نفسي مع من يحب جنودا وخدما بين يدي قائد هذه المرحلة وقائد الحرب على فايروس كورونا الذي أسماه السيد الخامنئي بالوباء المنحوس، وعنيت به وزير الصحة، ونحن لا نملك سوى أن نشد على يديه، لانه مثل من موقعه في وزارة الصحة معنى المسؤولية والجدية وتجاوز كل الاعتبارات بحركته في كل لبنان، من أقصى شماله الى أقصى جنوبه، ووصل الليل بالنهار لينتقل بهذا المجتمع الذي يضج بالمشاكل على المستوى الاقتصادي والمالي والاجتماعي الى شاطئ الامان”.
بدوره عرض كريم استعدادات المستشفى لاستقبال المصابين بكورونا، وتوجه الى وزير الصحة بالقول: نراكم بين الناس تجولون وحرمتم نفسكم الراحة لخدمة المواطنين. ونحن اليوم في بهمن وجمعية المبرات لم نتعود الوقوف متفرجين أمام أي واقع خطر يداهم المجتمع. ومن هذا الاعتبار وضع بمبادرة من السيد علي فضل الله مبنى ضخم لتقديم الخدمات الصحية الضرورية”.
وحيا الوزير حسن “مرجعيات عظيمة تتنافس لخدمة الانسان في صحته وحمايته وضمانته وحصانته، على أكثر من مستوى، وهي الأطقم الطبية في المستشفيات وقال: “ما نقوم به واجبنا الوظيفي والأخلاقي، والاستثمار الذي وظفناه في الانسان وخصوصا في الأطقم الطبية والتمريضية والشعاعية والمخبرية والخدماتية، استثمرنا وكانوا دائما معنا، كانوا شركاءنا والان هم شركاؤنا في التضحية: البلديات رؤساء البلديات والاتحادات البلدية وكل الجمعيات الأهلية التي بادرت مع بداية الأزمة لتكون الشريك الميداني والمدافع والمؤازر لحصانة المجتمع وتنفيذ كل القرارات الصادرة عن اللجنة الوطنية لمكافحة وباء كورونا برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، لها كل التقدير والشكر يؤازرون ماديا ومعنويا البلديات وكل فاعليات المجتمع المدني”.
وتابع “سأتحدث في ثلاث نقاط: النقطة الأولى نحن كمجلس وزراء نؤازر جميعا ويجب أن نعطي لمجلس الوزراء حقه، ونحن كلنا خلية أزمة نعمل جميعا لنتابع كل القرارات كي لا تكون المقررات الصادرة عن مجلس الوزراء أو اللجنة الوزارية لادارة الأزمة هي مقررات مكتوبة فقط، لا بل نتابعها وهي تتحقق وهذا ما يعكس هذه الصورة من التناغم بين الوزارات، وهذا ما يبرز دور الحكومة اللبنانية على المستوى الصحي والطبي، وأعتقد أنه بشكل أو بآخر على قدر أمال مجتمعنا وتمنياته”.
وأضاف “الحفاظ على كرامة الموظف والممرض والطبيب وحقوقهم مسؤوليتنا المشتركة ولن نتأخر. عقود المستشفيات جاهزة في وزارة الصحة ووزير المالية جاهز، ونحن دفعنا الى حدود شهر حزيران 2019 ، ومن قدم من المستشفيات الخاصة كل الفواتير عن شهر 9 هي في طريقها الى الدفع، وكذلك من قدم عن شهر 12 أيضا في طريقها الى الدفع، ويمكن اعطاء المستشفيات التي تعاني من ضائقة مالية سلفة عن العام 2020. اذا ليس هناك من عائق مالي أمام الحفاظ على صحة المواطن، وهذا الخيار متفقون عليه مع كل الجهات الرسمية ومراجعنا السياسية، وأن نكون في خدمة المواطن وفي صحته وحضانته الاجتماعية وكرامته الانسانية”.
وتابع”أما النقطة الثانية، المبادرة التي تتفضلون بها اليوم في مستشفى بهمن من أجل تجهيز مركز طبي، وهو ليس مركز ايواء، وهذا المركز الطبي الذي نراه اليوم تجهيزا وتخطيطا على قدر عال من المسؤولية ومن المهنية والتعاطي المسؤول، لأنه في بعض المحطات في بداية الأزمة وبداية الوباء، كان لدينا مشكلة وهي للأسف اصابة العديد من الأطقم الطبية، ورأيناها في أكثر من منطقة، وهذا يحصل في كل دول العالم، ولكن التخطيط جيد والتنفيذ على أساس علمي وصحي ومهني، حتى نحمي الفرق الطبية التي هي المدافع الأول والأخير، لكنهم دائما في الطليعة”.
أضاف “معالي وزير الصناعة شريكنا وكذلك شاء القدر والتخطيط وهذا بتوقيت من الله، أن تتكامل في هذه المرحلة وزارة الصحة مع وزارة الصناعة، لأنه في الأزمات والضائقة الاقتصادية التي نعيشها، انسانيتنا ممتحنة، ودائما اللبناني كان سباقا، وتعلمنا من الجمهورية الاسلامية الايرانية. هذه الطاقات في المجتمع المدني التي بادرت بالصناعات الوطنية للمستلزمات الطبية وتستكمل بصناعة الأدوية الوطنية، هذا التكامل محمود، ونأمل أن يعطي التعاون المشترك مع باقي الوزارات هذه الصورة التي نحن في أمس الحاجة اليها في هذه الأيام، لاعادة الثقة بالدولة ان نتكامل في ما بيننا من دون أي اعتبار لأي حسابات سياسية اخرى”.
وختم الوزير حسن”نحن اليوم جميعنا في خدمة الصحة العامة للمواطن، وعلى الأراضي اللبنانية كافة، ليس هناك أي خطوط جغرافية أو حواجز جغرافية او حسابات قصيرة النظر، نحن في مسيرتنا المشتركة مسؤوليتنا حماية المجتمع، وما نقوم به ان شاء الله هو ضمانة لسلامة المواطن”.
الوكالة الوطنية للاعلام