توجه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بالشكر الكبير إلى “رئيس الحكومة حسان دياب، للتجاوب السريع، الذي أبداه في ما يتعلق بمواجهة وباء كورونا في بشري، خصوصا في ما يتعلق بالخطوات الأخيرة، والتعليمات التي أعطاها، إن كان لوزير الصحة حمد حسن، أو لوزير الداخلية محمد فهمي”، وقال: “كما أود التوجه بالشكر لوزير الصحة على الجهود التي بذلها، وخصوصا أنه وضع نفسه تحت الخطر من أجل زيارة بشري، في أوج انفجار الإصابات في المدينة، وعلى كل التقديمات التي يقدمها لمستشفى بشري الحكومي، كي تستطيع القيام بدورها على أفضل ما يكون، بالإضافة إلى ذلك أود التوجه بالشكر الكبير لوزير الداخلية على التجاوب السريع، الذي أبداه والخطوات السريعة، التي قام بها، وعلى متابعته للأوضاع في بشري بشكل يومي ولحظة بلحظة وبأدق التفاصيل”.
جعجع، وفي رسالة إلى أهالي مدينة بشري في حضور النائبة ستريدا جعجع، وجهها مباشرة عبر صفحته الرسمية وصفحة النائبة جعجع الرسمية عبر “فيسبوك”، لفت إلى أنه “منذ اللحظة الأولى لظهور أول إصابة بكورونا في لبنان، عكف نائبا قضاء بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق بالتعاون رئيس اتحاد بلديات المنطقة إيلي مخلوف ورؤساء البلديات فيها، وبالتداول المستمر مع قائمقام قضاء بشري ربى شفشق، على وضع خطة مواجهة سريعة، قبل أن تظهر أي إصابة في المنطقة، والجميع يذكر كيف تم تركيب حواجز التعقيم عند مداخل المنطقة وبعض القرى فيها، وكيف جرت عمليات التعقيم داخل القرى، كما نذكر جميعا كيف تم منع الآليات التي لا ضرورة لدخولها إلى المنطقة من الدخول، وفي حينه، واجهنا حملة للأسف من قبل بعض المغرضين، الذين يدعون أننا نقيم الحواجز، في حين أن اتحاد البلديات، بالتنسيق مع القائمقام والقوى الأمنية، كان هو من يقيم الحواجز لمجرد التعقيم”.
وأوضح أنه “بالرغم من كل هذه الإجراءات تبين بعد فترة 3 إصابات في بلدة برحليون، وعندها قام فورا نائبا القضاء مع رئيس الاتحاد والقائمقام، باتخاذ قرار بحجر القرية كي لا تتمدد هذه الإصابات داخل القرية، أو منها إلى باقي قرى القضاء، بعدها ظهر بعض الإصابات في مدينة بشري، فقامت على الفور مستشفى بشري الحكومي، بالتعاون مع البلدية، وبتوجيه وتواصل مستمر مع نائبي المنطقة، بحملة فحوص كاملة، ولم يكتفوا بمجرد معاينة الإصابات المثبتة مخبريا وحجرها منزليا، وإنما لاحقوا كل حالة بحالتها، وأجروا بحثا شاملا عن الأشخاص، الذين كان المريض على تواصل معهم، وأجروا فحوصا لكل هؤلاء، وإذ بعدها تباعا، ظهر أن هناك عشرات الإصابات في المدينة، عندها اجتمعنا جميعا، ومن بعد التداول مع رئيس الحكومة ووزيري الصحة والداخلية، اتخذنا القرار بالحجر الكامل للمدينة، إن كان خارجيا أم داخليا”.
وقال: “البعض اعتبر أن هذا القرار مبالغ فيه، فالأوضاع لا تحتاج كل هذه الإجراءات والتدابير، فيما البعض الآخر اعتبر أن ما من مشكلة في حال انتشار العدوى بين الناس، فهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى اكتسابهم مناعة ضده، إلا إننا وبكل صراحة، لم يكن لدينا رأي في التقييم في أي لحظة من اللحظات، وفي الأحوال كافة، ففي بريطانيا اعتمدوا هذه النظرية في وقت من الأوقات، وتأخروا عن القيام بالإجراءات اللازمة بضعة أيام فقط، ولكنهم ما لبثوا أن وجدوا أنفسهم في مأزق كبير، مما اضطرهم إلى الذهاب باتجاه اتخاذ أقصى التدابير، إلا أنه كان قد فات الأوان، ونرى اليوم كيف آلت إليه الأوضاع في بريطانيا”.
أضاف: “من جهة أخرى، في إيطاليا وفي فرنسا وفي الولايات المتحدة، حدث الشيء نفسه، والتأخير لبضعة أيام فقط، أوصلنا اليوم في العالم، وللأسف، إلى قرابة الـ115000 ضحية، بينما في الصين المكان، الذي انطلق منه هذا الوباء، ولأنهم قاموا باتخاذ التدابير اللازمة منذ اللحظة الأولى، إن عبر حجر مدينة ووهان، ومنعوا التجول فيها بشكل كلي، مما أدى إلى انتهاء الازمة في الصين ب 3500 قتيل فقط. في الوقت الذي إيطاليا وحدها، التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة فقط، في حين أن الصين تعد مليار و350 مليون، فهي حتى هذه اللحظة، من المقدر أن تنتهي فيها الأزمة بوقوع 20000 قتيل، لذا بالنسبة لنا لم يكن واردا على الإطلاق، أن نترك الأمور على سجيتها”.
وتابع: “كان من الأسهل علينا أن نترك الأمور على حالها، وأن نقوم بمعالجة من تثبت إصابته بكورونا فقط، إلا أنه كان وبكل صراحة ليكون قرارا جبانا، إلا أن القرار الفعلي الجريء يكون باتخاذ الإجراءات الحاسمة والفورية، من أجل منع تمدد الوباء وعزله في مكانه تمهيدا للقضاء عليه إن شاء الله”.
وقال: “بشري طالما كانت مدينة المقدمين، وعلينا أن نتذكر هذا الأمر خلال قيامنا بأي عمل، من أجل أن تبقى مدينة المقدمين، وهذه المرة كنا كذلك “عن حق وحقيق”، فبخلاف ما يظنه البعض، نحن في بشري لا يقوم المرض بمطاردتنا، وإنما العكس نحن من يقوم بمطاردته، ولو جلسنا مكتوفي الأيدي ولم نقم بأي إجراء أو تدبير، واكتفينا فقد بنقل كل شخص تظهر الإصابة والعوارض عليه إلى المستشفى، لكان المرض هو من يطاردنا، ونحن في حالة دفاعية، إلا أننا في بشري، نحن من يهجم على المرض، فنحن قبل ظهور عوارض الإصابة لدى الناس، اتخذنا الحالات المصابة كنقطة انطلاق، من أجل تطويق المرض ومنعه من التفشي، فالمستشفى ونحن جميعا، عملنا وساعدنا بالإمكانات اللازمة من أجل الوصول إلى ما وصلنا إليه، وبدأنا عملية إجراء الفحوص بشكل كامل على المستويات كافة”، مردفا: “وعلى ما يتبين تباعا، فالمرض لا يزال محصورا في المكان، الذي هو محصور فيه، ونقوم بمطاردته من أجل منعه من التوسع، وحصره تمهيدا إن شاء الله خلال أسبوعين للقضاء عليه، فالتدابير والإجراءات، التي تم اتخاذها، لم تكن لزوم ما لا يلزم، وإنما كانت لزوم ما يلزم وأكثر”.
أضاف: “نحن مدينة، ولكننا لا نزال قرية لناحية طريقة عيشنا، وليس هناك منزل واحد من منازلنا ليس فيه عجوز أو عجوزة أو الإثنين معا، عدا أن بعض الأشخاص من بيننا لا يتمتعون بالمناعة البيولوجية القوية، وبالتالي إن أتت الإصابات حتى هذه اللحظة بشكل سليم، ولم نخسر أي شخص، والعوارض كانت بمجملها بسيطة الحمد لله، لا يعني أننا إذا ما تركنا المرض يتفشى في المدينة، ستأتي العواض كلها على هذا النحو، ولكننا سنصل إلى وقت نبدأ فيه بفقدان أحباء لنا، إن كان أمهات أو آباء لنا، أو إخوة أو أخوات، أو أي شخص نعرفه، وهذا ما ليس مقبولا على الإطلاق، لذا فنظرية إعطاء مناعة للجماعة، تكلف أرواحا، وإذا ما أخذنا هذه النظرية قياسا على ما يجري في العالم، لكانت ستكلفنا في بشري 20 أو 30 أو 40 متوفى لا سمح الله”.
وتوجه بالشكر إلى “كل فرد من أهالي بشري يلازم منزله لأن هذه هي “المرجلة” في الوقت الراهن، ففي أيام الحرب كانت “المرجلة” ألا يبقى الشخص في منزله، إلا أنها في هذه الأيام في مواجهة كورونا والحرب ضده ف”المرجلة” تكمن في البقاء في المنزل، وهكذا يمكننا الربح في حربنا ومواجهتنا مع كورونا”.
وأكد “لأننا مدينة المقدمين، فكل لبنان تعاطف معنا، ولم يبق أي أحد في لبنان إلا وتعاطف معنا، ولكنني سأتوقف عند هذا الحد، من أجل توجيه الشكر لبعض الشخصيات والمرجعيات، التي نرى النائبة ستريدا جعجع وأنا، أنه من الواجب علينا توجيه الشكر لها، للدور الذي لعبته في مواجهة هذه الأزمة، لذلك، أتوجه بالتهنئة الكبيرة لنائبي قضاء بشري ستريدا جعجع وجوزيف إسحاق، ليس لأننا من الفريق نفسه، وإنما لأنه يجب على الإنسان أن يقول الحقيقة في مكانها، وهذه التهنئة على الدور، الذي لعباه منذ اللحظة الأولى، عندما ظهرت الحالة الأولى في لبنان، ووضعا بشكل مباشر تصورا واضحا وخطة بالتفاهم مع رئيس الاتحاد والقائمقام، وأشرفا على تنفيذها، وتابعا كل الخطوات فيها، لحظة بلحظة، من التعقيم داخل القرى، إلى التعقيم على مستوى القضاء، وإنشاء حواجز التعقيم، ومنع السيارات التي لا ضرورة لدخولها إلى القضاء، وخصوصا أود أن أهنئهما على الخطوة الأخيرة، التي كانت أساسا من فكرتهما واقترحاهما، وهي حجر مدينة بشري بشكل كامل، في حين أن ما من أحد غيرهما في كل لبنان، بالرغم من كل الإصابات المسجلة، قد أقدم على خطوة مماثلة، وهما يواكبان تنفيذ هذا الأمر حتى اللحظة الأخيرة”.
وكما وجه “الشكر الكبير جدا لقائمقام بشري السيدة ربى شفشق، على مواكبتها عملية محاربة كورونا في قضاء بشري، منذ اللحظة الأولى، وعلى متابعتها لأدق التفاصيل، كما أريد أن أتوجه بالشكر الكبير جدا، لرئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف ورؤساء البلديات كافة على الأدوار التي لعبوها، من أجل احتواء المرض، منذ اللحظة الأولى في المنطقة، كما أريد أن اتوجه بالشكر الأكبر لرئيس بلدية بشري فريدي كيروز وأعضاء المجلس البلدي، على تحويلهم البلدية منذ 3 أسابيع، حتى اليوم، إلى خلية أزمة، كخلية النحل، تعمل ليل نهار، من أجل القيام بكل ما يجب أن تقوم به، وقد وضعت نفسها في تصرف الأهالي خلال الظرف الصعب الذي نمر به اليوم”.
واستطرد: “إلا أن الشكر الأكبر والأكبر فأريد أن أخصصه ل”Commandos” بشري في الوقت الراهن، وخط دفاعنا الأول في مواجهة كورونا، وهو مستشفى بشري الحكومي، بشخص رئيس مجلس إدارتها الدكتور أنطوان جعجع ومديرها وفريقها الطبي والإداري، فهؤلاء هم عند خط الدفاع الأول، في الوقت الحاضر، ويدافعون عنا جميعا، وندعو الله أن يعطيهم كل القوة، ونحن كما يرى الجميع، نحاول توفير كل الإمكانات التي يجب أن تتوفر لهم”.
كما شكر “القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي، الذين تركوا عائلاتهم وأمضوا العيد بعيدين عن منازلهم، وهذا كله من أجل مساعدة أهالي بشري، على العبور من هذه المرحلة الصعبة، وبعد هؤلاء أريد أن أتوجه بشكر، ولو داخل البيت، لرئيس مركز القوات اللبنانية في مدينة بشري رينيه النجار، وكل رفاقنا القواتيين، الذين وضعوا أنفسهم تحت الخطر منذ اللحظة الأولى، إن عبر عمليات التعقيم المتعاقبة والمستمرة، التي يقومون بها في المدينة، كما عبر وضعهم أنفسهم بتصرف أي شخص بحاجة لأي شيء، ووضعوا أنفسهم بتصرف مستشفى بشري الحكومي والبلدية، والشكر أيضا لجمعيات المجتمع المدني، وأريد أن أخص بالذكر الصليب الأحمر والدفاع المدني”.
كما توجه بالشكر إلى “كل من اتصلوا بالنائبه ستريدا جعجع ووضعوا أنفسهم بتصرفها في الوضع، الذي تمر به بشري، فالبعض قدموا فحوصات مجانا، والبعض الآخر قدم حصصا غذائية، فيما البقية قدموا مساعدات مختلفة”.
وكان جعجع قد استهل رسالته بالقول: “أهلنا في مدينة بشري، من المزرعة إلى بنحلة إلى شحيا إلى الحريم، من مار سابا إلى مار يوحنا إلى السيدة ومار يوسف وسيدة النور، من البياضة إلى بعزكتا إلى الأرز، وفي كل مكان أنتم موجودون فيه في الوقت الحاضر، لقد اعتدنا في مثل هذه الأيام، نائبتكم وأنا، أن نكون بينكم ونحتفل بالعيد معا، إلا أننا هذه السنة لسنا مع بعضنا بعضا للاحتفال بالعيد، ليس من باب التلكؤ أو الخمول، وإنما لأن لدينا واجبا نقوم به جميعا”.
أضاف: “نحن نعرف بعضنا جيدا، وقد خضنا معا مواجهات عدة، فنحن عندما دق الخطر على أبواب الوطن، خضنا المواجهة معا، وسقط من بيننا شهداء عدة، وعندما وضع الوطن تحت نير الوصاية، واجهنا جميعا، ولم نقبل بهذا الواقع وثرنا، وقد لعبت بشري دور رأس حربة المواجهة ضد سلطة الوصاية في تلك المرحلة، بعد انتهاء هذه الحقبة ومنذ 2005 وحتى اليوم، أنتم ونوابكم تلعبون دورا مهما جدا في تحويل بشري وقضاء بشري إلى نموذج فعلي للجمهورية القوية، التي كل الشعب اللبناني يحلم بها منذ زمن، وهكذا نحن اليوم، نواجه معا عدوا، صحيح أنه مختلف عن باقي الأعداء، الذين واجهناهم سابقا، إلا أن هذا لا يمنع من كونه عدوا خطيرا فتاكا لئيما غدارا، ولا نعرف متى يأخذ أحدا من بين البشر كما نرى أمام عيوننا”، متمنيا “الشفاء العاجل لأهلنا في مدينة بشري، والإصابة الوحيدة الموجودة في حدشيت والإصابات الثلاثة الموجودة في حصرون، فضلا على الإصابات الثلاثة، التي شارفت على الشفاء إن شاء الله في برحليون”.
وختم “يمكنني القول إن تصرف نائبينا في منطقة بشري في هذه المرحلة، أعطى الفكرة الأفضل عن كيف تكون “الجمهورية القوية”، التي إن شاء الله، سنبقى نكافح ونناضل من أجل أن تتحقق، على مستوى لبنان ككل، وإلى اللقاء في وقت ليس ببعيد، ومن دون أي إصابات إن شاء الله، وأنتم في أتم الصحة والعافية، المسيح قام”.