يؤكد مرجع كبير في 8 آذار ان من العبث والهزال السياسي الاعتقاد ان ما يجري ليس مدبراً وخصوصاً لجهة السيناريوهات الامنية الموضوعة سلفاً.
ويلفت المرجع الانتباه الى زيارتين قام بهما رئيس الحكومة حسان دياب الى وزارة الدفاع ولقائه وزيرة الدفاع وقيادة الجيش وبعدها مباشرة زار قيادة الامن الداخلي. وقبل هاتين الزيارتين كان هناك إجتماع للمجلس الاعلى للدفاع. وناقش الاجتماع المعلومات التي تمتلكها الاجهزة الامنية عن “الخطة صفر”، لتفجير الوضع، واماكن التجمعات والتحركات والسيناريوهات الموضوعة للتفجير بالاضافة الى توزيع اسلحة فردية خفيفة ولو بشكل غير واسع او منظم ولكنه يقع من ضمن مخطط التفجير الموضوع.
ويشير المرجع الى ان الهدف الاساسي لبعض المجموعات التي خرجت الى الشارع، موجهة بشكل واضح من السفارة الاميركية وسفارات اخرى ويديرها على الارض مسؤولون حزبيون لاحزاب في المعارضة. وكذلك تتحرك بشكل متزامن في مناطق متعددة لإشغال الجيش وإرباكه، وكذلك الاصطدام حيث امكن بالجيش والقوى الامنية والاعتداء على آليات الجيش والاحتكاك جسدياً به لاثارة رد فعل قاسية منه.
ويكشف المرجع ان تحريك طرابلس يأتي لاسباب عدة اولاً: انها تفتقد الى المرجعية السياسية الواحدة، وكذلك الى الانقسام بين قواها السياسية والنيابية والوزارية بالاضافة الى الخلاف بين تيار “المستقبل” والقوى السنية الاخرى بالاضافة الى وجود حالة اناطاع كاملة بين الناس وبين الطبقة السياسية التي تعاقبت على طرابلس، وهي اليوم في المعارضة لكنها لا تزال في الدولة ولها نفوذ سياسي ونيابي. ولكنها لم تقدم فلساً للطرابلسيين بل تستغلهم في الانتخابات والمهرجانات التي كانت تجرى قبل 17 تشرين الاول 2019.
ويشير المرجع الى ان هناك عشرات الالاف من الطرابلسيين الجائعين والموجوعين، وحقهم مكفول في التظاهر والمطالبة بلقمة العيش، ولكن هناك مجموعات قليلة تندس من بينهم للتخريب والتكسير والاعتداء الى المصارف والممتلكات الخاصة والعامة والقوى الامنية ولا سيما الجيش ما ادى الى سقوط ضحية بين المتظاهرين.
ويوضح ان “النغمة الجديدة” التي عمل عليها بعض الطرابلسيين، هو تحريض الشباب الغاضبين وتوجيه المعركة نحو “تحصيل” حقوق السنة، على إعتبار ان “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” هما من يقفان وراء حملة إقالة رياض سلامة و”الانقضاض” على “الحريرية السياسية” وهذا النفس الطائفي يدغدغ بعض الشباب المتحمس والجائع في الوقت نفسه.
ويلفت المرجع الى ان كل قوى واحزاب 8 آذار و”الثنائي الشيعي” قد اتخذت تدابيراً احترازية لحماية تحركات شخصياتها ومراكزها وآلياتها، ولا سيما في الاماكن المختلطة مذهبياً وطائفياً في ظل حملات التجييش الطائفي والمذهبي، ودخول البعض على خط الجوع والفقر لزرع الفتنة بين المقاومة وباقي الاطراف الخصمة او المعارضة لها. اي جر المقاومة الى المستنقع الداخلي كما جرت العادة.
وفي حين يشدد المرجع على انه ليس مسموحاً اي خربطة امنية او جر المواجهات الى المناطق كافة، تعمل القوى الامنية على اتخاذ تدابير مشددة في كل المناطق، ومنها منع التجمعات وقمع اعمال الشغب، ومنع قطع الطرق بالاضافة الى تعليمات واضحة للقوى الامنية بتوقيف اي مشاغب او مخل بالامن بالتزامن مع خطة وقائية من “كورونا” وسط وجود مخاوف حقيقية ان ما يجري في الشارع اليوم قد ينسف كل الجهود الحكومية والصحية والامنية، والتي بذلت في سبيل الحد من انتشار “الفيروس” وتفلت الشارع كما يجري امس وامس الاول كارثي وخطير.
وعن تمنيات البعض بإقالة الحكومة او دفعها الى الاستقالة او اجبار رئيسها حسان دياب على تقديم استقالته، يؤكد المرجع ان هذا الامر غير ممكن وغير مطروح وصعب المنال، لانه آخر خطوة على طريق الانتحار ولا يمكن لاحد ان يتحمل نتائجها.
النشرة