قالت صحيفة النهار إنه تزامناً مع الاعلان عن تسجيل 63 إصابة بفيروس كورونا المستجد في يوم واحد، كان وزير الصحة حمد حسن يحافظ على هدوئه وثقته بنجاعة المعركة التي يخوضها في الوزارة بمواجهة كوفيد-19.
“نعم، إذا نظرنا للرقم سنفاجأ للوهلة الأولى، لكن إذا نظرنا للحالات سوف نلاحظ أنها مبرّرة ويمكن تتبّعها”، يقول الوزير شارحاً: “من الحالات اليوم ٧ من عائلة واحدة في الشمال، و١٧ من بنغلادش كانوا قد أصيبوا بالعدوى عبر أصدقاء لهم في المبنى نفسه. فحالات اليوم مرتبطة وإذا تم إخبارنا بمصدر العدوى يمكن تتبعها وعندها لا يوجد أي سبب للذعر، والمهم أننا نقوم بالمتابعة والفحوصات وعزل المصابين. ويجب على الناس أن يكونوا حذرين”.
حسن قيّم خلال المقابلة مع “النهار”، في مكتبه بالوزارة عصر اليوم، قرار فتح البلد وتخفيف التعبئة تدريجياً، قائلاً: “قمنا بإغلاق البلد في مرحلة مبكرة جدًا، وأغلقنا المدارس والجامعات بعد أسبوع من ظهور أول حالة كورونا في لبنان، وكنّا مجبرين على ذلك بسبب ضعف الإمكانات والتفكير اللبناني. ونعمل الآن على فتح البلاد وفق مراحل محدّدة مع الالتزام بضوابط التعبئة العامة، إذ لا يوجد بعد لقاح للفيروس ولا يمكن ترك البلد مقفلاً”.
ورداً على سؤال حول النموذج المحتذى الآن في استراتيجية مكافحة “كوفيد-19″، اعتبر “أننا نوازن بين السماح بمزاولة العمل في القطاعات المختلفة ومراقبة القدرة الاستيعابية في المستشفيات. وإذا ما شعرنا أننا فقدنا السيطرة، نصدر قراراً سريعاً بإقفال البلد مثلما حصل الأسبوع الماضي. وبالنسبة للإجراءات القسرية، يتحمّل المواطن اللبناني جزءاً منها. ضاربا المثال الآتي، اذ ليس من العدل أن يلتزم ٧٠ في المئة من اللبنانيين والـ٣٠ في المئة هم السبب. إذاً الأمر يعتمد على الناس”. وفي رأيه، “بالطبع التجربة اللبنانية ليست مثل السويدية، فلا يوجد لدى دولتنا الإمكانيات لتطبيق ما قامت به الحكومة السويدية. في لبنان اعتمدنا على Soft Herd Immunity (مناعة القطيع الناعمة) والتعبئة العامة مع خطة لفتح البلاد تدريجيًا، مقسمةً على مراحل، وكل مرحلة لها سقف زمني مشروط بالتقارير الطبية والصحية من المستشفيات”.
وحول ربط عدد الاصابات بمناعة اللبنانيين، قال حسن “ليس لديّ معلومات دقيقة بالنسبة للمناعة المكتسبة أو المناعة المقتطعة، أو إذا كانت المناعة ضد فيروس كورونا أمراً وراثياً. لذلك عدا عن التدابير الفعالة التي اتخذتها الحكومة، لا يمكننا تحديد العوامل الأخرى التي حافظت على هذا العدد الضئيل من حالات كورونا في لبنان. ولكن يمكنني التأكيد أن هذه الحالات المنخفضة هي بسبب القدرة على تتبّع وإجراء الفحوصات الكاملة لعدد كبير من اللبنانيين من مختلف المناطق، وكفاءة المستشفيات، والطاقم الطبي بأكمله ووعي المجتمع. وبالتالي هذه العوامل ساهمت في ضبط هذا الفيروس وبقيت هذه الارقام منخفضة. فحتى الحالات التي ليس لديها أي أعراض ظاهرة، منخفضة”.
وأضاف “عالميًا، في مقابل كل حالة إيجابية، هناك بين ١٠ الى ٢٠ حالة دون عوارض إيجابية. وفي لبنان، اعتقدنا أن هناك بين ١ الى ٥ حالات دون عوارض ظاهرة لكل حالة إيجابية، ولكن توصلنا إلى دراسات أكدّت أن هناك أقّل من ٥ حالات دون عوارض لكل حالة إيجابية”.
و”بما أن فيروس كورونا لا يزال أمراً غامضاً خاصة في المختبرات”، تمنّى حسن على الشعب اللبنانيّ “التقيّد بالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامات”.
ورداً على سؤال حول عودة المغتربين والخروقات التي شهدتها، رأى وزير الصحة أن “الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الصحة والمساهمين الآخرين كانت جيدة جدًا وحصلت على ثناء دولي. فالأفراد الذين كانوا جالسين أحدهم الى جانب الآخر في الطائرة كانوا من العائلة نفسها ومن البيت نفسه، وهذا أمر مبرر. وجميع المسافرين على الطائرة تقع على عاتقهم مسؤولية أخذ بعض الإجراءات البسيطة لسلامتهم، منها الكمامة والتعقيم المتكرر”. وأضاف أن “الأولوية كانت في رحلات إجلاء المغتربين لمن يعاني من مشاكل صحية، اجتماعية وشخصية، لكن بعض المغتربين لم يحترم هذا واستعمل معارفه لأخد مكان على الرحلات مكان شخص آخر بحاجة إلى المقعد أكثر. إنما في المرحلة الثالثة من نقل المغتربين خفّت هذه المشكلة، ويجب لفت النظر إلى أنّ هناك حقاً دستورياً وقانونياً وإنسانياً ينصّ على عودة المواطن اللبناني إلى وطنه، ومن المؤكد أن كل من ساهم في عملية إعادة المغتربين، قام بعمل ممتاز”.
وحول الخروقات على متن الطائرات، أجاب: “بالنسبة إلى بعض الانتهاكات التي حصلت على متن الرحلات، أحيل السؤال إلى المعنيين في “طيران الشرق الأوسط” كونهم هم من يجب أن يجيبوا عليه. وكي أكون عادلاً وصريحاً، أنا كوزير صحّة، وبعد أن بيعت جميع التذاكر، تلقيت تقارير من أطباء عن مغتربين لبنانيين يعانون من أمراض مزمنة وفي حالات صحية حرجة وبحاجة للعودة إلى لبنان، ولذلك طلبت من طيران الشرق الأوسط السماح لهم بالسفر بالرغم من بيع جميع التذاكر”.
*صرّحت وزيرة الإعلام اليوم أن موعد افتتاح المطار لم يعد في الثامن من حزيران، ما السبب؟ أجاب الوزير “سوف نقوم بإجلاء المغتربين، وبعد انتهاء المرحلة الثالثة من إجلائهم في 26 أيار، سننتظر لمدة أسبوعين، وفي ٨ حزيران سننجز تقريراً تقييمياً، ونعتمد على عوامل منها التأثير على الحالات في لبنان وعدد الحالات الإيجابية والقدرة الاستيعابية في المستشفيات، وبعدها سنقرّر متى نفتح المطار، وعندما نفتحه سنفعل كل ما بوسعنا، مستخدمين جميع إمكانياتنا لاحتواء الفيروس”.