سأخاطب اليوم صهيونيا .. نعم ، سأتحدث معه وأطيل الحديث وبثقة أقول أنه سيقرأ..
إليك هذا:
لا أعلم إن كنت جندي احتياط أو نخبة في البحرية أو المدفعية الإسرائيلية أو حتى طيارًا.. لا أعلم أيضا إن كنت رجلا أو إمرأة .. لا أعرف من أي شتات يشبهك أتيت حتى أنني لا أعرف اسمك البائس .. لكن ما أعرفه جيدا أن صباح الثالث عشر من تموز اي قريب هذا الوقت قصفت يد حمقاء وهي يدك بالمناسبة دارًا في بلدتي.. وفي تلك الدار اجتمع اثنا عشر نفرا سأخبرك عنهم..
الجدة “فاطمة” هي كبيرة العائلة والمحبوبة من أحفادها.. للحاجة فاطمة أخت أنهكها تعب العمر اسمها “ثنية” وكانت نزيلة الدار تلك الصبيحة..
من منزلها الملاصق جاءت “أمال” الإبنة المنتظرة أياما هنيئة وقد نالتها ومعها ثلاث من الحور؛ الجميلة “خلود” ، “فرح” و مدللة صغيرة اسمها يخبر كيف رحلت “عزيزة”.
ثلاث من الأحفاد أيضا يمّموا وجههم نحو الأعلى . أُخبروا أن لا يعودوا إلى بيتهم في الطرف الشرقي للبلدة احترازًا ومع والدتهم الهاشمية “مريم” مشى “محمد” الشاب الذي لم يبلغ العشرين و”حسين” الصغير الذي لم يعرف طعما للطفولة وذات وجه كالبدر اسمها “ملاك” لبيت جدتهم استوقفهم جيرانهم طلبوا منهم عدم الذهاب لكن شيئا ما كان يشدهم -أظنها كانت ريح الشهادة-
فباتوا الليلة الأخيرة وهم أقرب للسماء.
في الثالث عشر من تموز أيضا.. حفيد آخر كان حاضرا “نعيم” الذي غادر منزله و توجه وحده دون ذويه نحو بيت العائلة كأنه أنبأ مبكرا بالرحيل..
وأخيرا “سعاد” الصبور التي تقطن وزوجها درويش -الإبن الأصغر للحاجة فاطمة أصيب بجروح بليغة وكان في عداد الجرحى- سعاد كانت الكوكب الأخير .
الثالث عشر من تموز ٢٠٠٦ عند ٨:٣٠ صباحا استشهد جميع هؤلاء لكنهم لم يموتوا فهم أحياء يرزقون..
الرد كان طيلة ثلاثة وثلاثين يوما.
وفي كل يوم كان أولياء الدم ينزلون أسرتك ومدينتك بل كيانك المزعوم بأسره للملاجئ ويجرّعون نخبتك وألويتك علقمًا في بيت جبيل وعيتا الشعب وغيرها. الرد على وحشيتكم كان انتصارا صنعناه بالدم وخزيا سيلاحقكم لحين زوالكم من الوجود على يد أولياء الدم أنفسهم.
تذكر هذا جيدا وخذ علمًا أن كلّا من هؤلاء سيخرج لك في المواجهة المقبلة ويُريك كابوسًا لن تفيق منه.
نور