ليبانون ديبايت | شادي هيلانة
نعم، ٣٠عاماً مِن الشَّر أُبيحت خلالها الدولة تحت مبرر “المال الذي لا مالك له”، وتحت مبرر أن الدَّولة، التي كان يُحاربها الأحزاب، أنها دولة شرّ وشعبها، لا تكون إلا بستانًا (للحزبيين). فتلك حقيقة غائصة في أعماق الأحزاب المدنية والدينية. لذا أصبح لكلِّ حزب دولته وجيشه ومكتبه الإقتصادي. لا يحبون وطنًا اسمه لُبنان، فمشروعهم على إمتداد ولائهم العقائدي لا الجغرافي.
ان الرئيس دياب هو الآن يواجه ناهبي البستان، ومُوَجهة عليه حِراب المدافعين عن نظام أجنبي، بعذر الولاء. يعرف أنه قد لا يقدر على ستر الفضحية الكبرى بخراب الدولة، لكنه وافق بما يشبه المحاولة، فإذا كان خَلَفه إستلم المليارات وتبخرت، وأكثر من ثلث لبنان بيد قوة مسلحة، فها هو دياب يستلم خزينة خاوية مع دماء لبنانيين جِياع ، مِن حُماة البستان.
ينبغي ألا يغيب عنا جميعًا، أننا نجد أنفسنا بعد ٣٠ عامًا ، في وضعٍ لا نُحسد عليه، فسيادتنا إستمرتّ منقوصة أو منتهكة أو معرضة للشكوك، وأراضي بلادنا يراد أن تصبح ميداناً لصراع الآخرين، وأمن مواطنينا مهدد، ليس فقط من داعش وخلاياها النائمة، بل وأيضاً من السلاح المنفلت خارج إطار الدولة… ورغم أن الأموال التي نُهبت على مدار السنوات الـ٣٠ الماضية، كانت تكفي لإعادة بناء البلاد وتأسيس صندوق المستقبل، فإن الفساد قد إستنزفها، وهُرّب بعضها علنًا إلى خارج البلاد، ولم أجد وأنا أستلم المسؤولية إلّا خزينة شبه خاوية”.
ليس لدى دياب حزبٌ أو حشدٌ، وليس هو مدين لنظام بالولاء؟ ولا متورط بما يجعله ينظر إلى لُبنان عدوًا. فإذا كان الآخرون لديهم أحزاب وميليشيات، فدياب، لا حزب يدعمه، ولا كتلة نيابية تحميه، فقط لولا إستغلها وحمل راية المتظاهرون ، الذين سُفكت دمائهم وواجهوا القمع والتَّنكيل، القصد هم الذين فرضوا التغيير إلى خارج الأحزاب. فليكن هؤلاء حزبك يا دياب.
انظروا إلى نصيحة جحدر العكلي (الدولة الأموية)، وهو يعد مِن اللصوص الفُتاك: “إذا شئت أن تقتاس قبيلةٍ وأَخطارها ! فإنظر إلى مَن يروسها” (طريفي، ديوان اللصوص). إذا صلحت رئاسة الوزراء، سيعلن اللبنانيون الحرب معها، ضد مَن لا يرى لُبنان غير بستان لحزبه وإنتمائه إلى خارج الحدود! لأن جوهر الخراب أن لُبنان ما زال بستاناً لغير أهله.