كرمت فاعليات بعلبك، هيئات المجتمع المدني والأهلي والشبابي، وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن “تقديرا لجهوده ونجاحه في مكافحة جائحة كورونا”، باحتفال أقامته وسط شارع رأس العين في بعلبك، في حضور النائب أنور جمعة، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، مفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ بكر الرفاعي، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، رئيس اتحاد بلديات بعلبك علي فياض ياغي، رؤساء بلديات الاتحاد، رئيس مصلحة الصحة في محافظة بعلبك الهرمل الدكتور محمود ياغي، المدير الإقليمي للدفاع المدني بلال رعد، مخاتير وفاعليات صحية وتربوية واجتماعية.
وأعدت فرقة “الأمجاد” والخيالة للوزير حسن لوحات فولكلورية ودبكة تراثية، وقدم له منظمو الحفل العباءة البعلبكية ودرعا تكريمية باسم أهالي المدينة.
صلح
وتحدث ينال صلح باسم اللجنة المنظمة، فقال: “نشكر وفاءكم لرجل ما عهدنا منه إلا الوفاء، طيلة مسيرته الناصعة من التعليم إلى الطب، فالعمل البلدي رئيسا لبلدية بعلبك ومن ثم لاتحاد بلديات بعلبك، وصولا إلى الجهد والأداء الوزاري المتميز والمشهود له عالميا، في وزارة الصحة العامة، مشوار في محطات متعددة، سمته سلوك واحد عنوانه الشفافية والعطاء والالتزام والسعي نحو مشاريع تنموية في مختلف القطاعات”.
حسن
من جهته، قال وزير الصحة العامة: “شكرا من القلب لكل مواطن متواضع ومضح، لكل مسعف وكشاف ومتطوع لخدمة مجتمعه، والشكر لكل من ابتهل ودعا لي في الليل ومع كل بزوغ فجر، لكل من نذر وصام وصلى، نحن قمنا بواجبنا، هذه بعلبك وأصالتها، وهذه القيم والتضحية والالتزام والوفاء”.
أضاف: “لن أنسى من وثق بقدراتنا والتزامنا ووفائنا، وأعطانا الفرصة لنتكلف بالوزارة، ونتمثل لكي نمثل هذا الشعب الأصيل والنخب الصادقة، وكل من لديه القدرة والكفاءة للعمل من أجل وطننا لبنان، الذي نحبه جميعا، وكل واحد من موقعه يضحي للمحافظة عليه”.
وتابع: “المستقبل محفوف بالمخاطر، ومنكم نستمد الشجاعة والقوة والدعم والغيرة والمحبة، لنقدم ما قدمناه وما سنقدمه، نحن مجموعة كبيرة اختزلها اليوم حمد حسن يمثل الحكومة في مجملها، بكل وزير من وزرائها وعلى رأسهم دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، وكل الأحزاب الداعمة والقوى السياسية الوطنية، كل الفصائل الفلسطينية، كل الأخوة السوريين اللاجئين والنازحين، كلنا نمثل مجتمعا واحدا وكتلة واحدة، وسدا منيعا في وجه هذا الوباء، الذي قض مضاجع الكثير من الدول، وتحدينا كل من كابر واعتبر أنه يستطيع بجبروته وجهله وحصاره للمجتمع اللبناني والمقاوم، فقد تركنا لوحدنا، وقاومنا باللحم الحي، نحن أبناء هذه المدرسة في بعلبك، رغم كل الصعاب والتحديات والآهات، نعرف من أين تؤكل الكتف، نحن بتعاوننا وتحاببنا، وبرسالتنا السماوية والمدنية، رسالة المحبة والتضحية والإباء، كنا صفر إصابات، وشكرا لكم على صفر إصابات، أشكر باسمكم جميعا هذه العائلة البعلبكية، أهل الأصالة والغيارى الذين نظموا هذا الاحتفال”.
وأردف: “الناظر من بعيد يقول بمحبة، وزارة الصحة العامة، ورغم ضعف الإمكانيات، تحولت إلى مرجعية علمية طبية صحية بامتياز، كانت قراراتنا حكيمة، مدروسة وواقعية، باقتدار لوجستي وميداني قل نظيره، اعتمدنا الشفافية والتواضع، كنا ميدانيين في مكافحة هذا الوباء، تحملنا المسؤولية من منطلق التكليف، وكانت هناك مبادرة، ونموذج عالمي دولي لحسن الإدارة والمواكبة والتضحية، لم يغرنا أبدا ثناء وكلام معسول، وإنما استمرينا على قناعتنا بأننا نعمل صح، ويجب أن نكمل صح”.
واستطرد: “لم ننته بعد، فاليوم للأسف عندنا 51 إصابة، 32 منها من الاغتراب، أعرف صعوبة هذا التحدي لهذا الاغتراب الموجوع، ولأهلهم الذين هم بانتظارهم على أحر من الجمر، علينا أن نتحمل جميعا المسؤولية ونكمل المشوار، وكما قلت وأكرر، حققنا نقاطا متقدمة ومشهودا لها عالميا، ولكن لا يعني ذلك أن المشوار انتهى”.
وكشف “مع 1 تموز هناك رجعة منظمة للاغتراب، ولكن ال 32 حالة للاغتراب اليوم، موزعة على 32 منطقة في لبنان، على 32 ضيعة وبلدة وحي ومدينة وقرية، وبالتالي يجب أن نبقى ملتزمين بكل المعايير والإرشادات الاحترازية، التي كانت مؤلمة، وفي بعض الأوقات ضيقت أنفاسنا، والتزام الحجر قض مضاجعنا، والتزام البيت من دون عمل، رفع الصوت تعبيرا عن الألم، ولكن لا نستطيع التفريط بالسلامة العامة وصحة المواطنين، وكما قال الإمام علي: “نعمتان مجهولتان الصحة والأمان”، نحن بصحة ممتازة، وبأمان بفضل الجيش والشعب والمقاومة”.
وأكد أن “وزارة الصحة العامة لاعبا محوريا وناظما للوزارات والإدارات ومؤسسات المجتمع المدني، كشافة وهيئات صحية واجتماعية من مختلف الطوائف، وبعلبك اليوم وبتواضع، كانت نموذجا متكررا في كل منطقة من كل المحافظات اللبنانية، كنت أشعر دائما أن هذه الغيرة كانت تكرر نفسها في الشمال والجبل والجنوب والبقاع بكل أنحائه وفي العاصمة بيروت حبيبة القلب، كانت وزارة الصحة مصدرا للأمان، وكنا وما زلنا ننفق بالحق والصدق، وهذا ما بث الطمأنينة، وكان موضع الأمانة، وعندما قلنا لا داعي للهلع، ونقول مجددا مع الأقوياء أمثالكم، لا داعي للهلع، ولن يكون هناك هلع، بكل تواضع، وزارة الصحة العامة، كما قال لي الكثير من اللبنانيين، أعادت الثقة للمواطن اللبناني بمؤسساته ووزاراته وإداراته، وإن شاء الله نكون اشتغلنا صح، وسنبقى إن شاء الله على هذا المستوى من التقديمات”.
وقال: “علمتني بعلبك الحب للناس والتضحية والإخلاص والوفاء والصبر، صبرنا كثيرا على المزايدات والافتراءات، ولكن لم نلتفت لأن الهدف أسمى، علمتنا بعلبك وأهلها العفة والأصالة والشموخ، وهذه قلعتك للتاريخ ميدان، وللعزة والكرامة عنوان، من مياهك شربنا، ومن خيرات أرضك أكلنا، ومن نخوة أهلك تعلمنا حب الأرض وحب الناس والوطن”.
وخص بالتحية “فرق وزارة الصحة العامة، التي آزرتنا وكانت إلى جانبنا، فقد شكك الكثيرون بقدراتنا، وشككوا بمستوى التنسيق، ولكن سبقناهم بفحوص PCR على المطار، وصعدنا إلى الطائرات، وأوقفنا المدارس والجامعات في وقت مبكر، وقلنا لهم الدواء مؤمن، ومنعنا الفحص السريع لأنه يضللنا، وقلنا نريد عزل بعض المناطق، طلعت الصرخة، “رجعتونا للحرب الأهلية”، بعد ذلك اقتنعوا بالإجراءات، وفي المطار استقبلنا المغتربين وأجرينا لهم الفحوصات، وتابعنا تدابير نقلهم إلى المستشفى أو الفندق، وتمت متابعتهم بين أهلهم بالتعاون مع القوى الأمنية والمحافظين والقائمقامين والبلديات وهيئات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والأحزاب، وسيشهد التاريخ أننا بتعاوننا حققنا المعجزة، بهذه الإمكانيات التي أدهشت العالم”.
وختم “قدمنا وإياكم نموذجا بالالتزام والتضحية والتعاضد الاجتماعي، مارسنا كل ما تربينا عليه وكل ما تعلمناه من قيم، احتضنا بعضنا بعضا، وعطفنا على بعضنا بعضا، وكنا إلى جانب بعضنا بعضا، كان هناك تكافل اجتماعي وإدارة حكيمة وإرادة وعزيمة، وهكذا بهذه الوجوه المشرقة اليوم، أحييكم، وأقول لكم كلنا لبنان، كلنا بعلبك”.