Home / أخبار صور / العلامة الشيخ علي ياسين ام صلاة الجمعة في مسجد المدرسة الدينية في صور

العلامة الشيخ علي ياسين ام صلاة الجمعة في مسجد المدرسة الدينية في صور

الله سبحانه هو الذات المقدّسة ، الواجب الوجود ، خالق الأكوان وخالق الوجود ، ليس له مثيل ولا نظير ولا شبيه ، هو الآول بلا ابتداء ، والآخر بلا انتهاء ، فهو الدائم ، لا يفنى ولا يبيد ، بيده ما في السموات والأرض ، يؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء ، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير ، المخلوقات كلّها بين يديه وبقبضته ، هو الذي يُحيي ويُميت ، ويُعطي ويمنع ، يعلم مثاقيل الجبال ، وعدد حبات الرمال ، وعدد قطرات الأمطار ، بأمره الغنى والفقر ، والشفاء والمرض ، والنجاة والهلاك ، والحياة والممات ، والبلاء والنّعم ، يسمع دبيب النمل ، ويعلم ما نُخفي وما نُعلن ، يعلم السر وأخفى .
خلق الخلق ، وقدّر الأمور ، وأمر بالأخذ بالأسباب ، مَن اتكل عليه ؛ كفاه وأحبه وأغناه ، فهو الكافي وهو المُعين ، مَن آمن بالله وامتلأ قلبه حبّاً لله ؛ لا يخشى موتاً ولا حياة ، ولا فقراً ولا مرضاً ، ولا يخشى أحداً إلاّ الله ، لأنّ الله يكفيه ، فيوكل إليه كلّ أموره ، وهو على ثقة بأنه يكفيه ، شرط أن لا يقصّر بالأسباب والسعي ، إذا هيّأ الإنسان الأسباب واتكل على الله سبحانه ؛ يعيش السعادة والطمأنينة ، موقناً بأن الله يُغنيه ويُنجيه وينصره ، فإذا قال عند اشتداد الأمور حسبنا الله ونعم الوكيل فإنّ الله يكفيه ، لا أن يقولها وهو غير آخذ بالأسباب ؛ فإنّ الله حينئذٍ لا يكفيه ، قال خليل الرحمن [ النبي إبراهيم(ع)] – عندما وضعه النمرودوقومه ليقذفه في النار ، لأنّه سفّه أحلامهم ، وكسّر أصنامهم ، فسأله جبرائيل (ع) عن حاجته ، فقال (ع) – : أمّا منك فلا . وردّد : حسبي الله ونعم الوكيل . فقال الله للنار : كوني برداً وسلاماً على إبراهيم . لأنّ الله هو الذي خلق النار مُحرقة ، فعطّل لها هذه الخاصية . وفي الروايات أنّ نبي الله موسى (ع) حينما واجه الشاطيء ، وخلفه جيش فرعون ، قال أصحابه : إنّا لمُدرَكون . وخافوا ، فقال لهم موسى : كلاّ إنّ معي ربّي سيهدين . وقال : حسبي الله ونعم الوكيل . فانفلق البحر نصفين ، وغرق فرعون وجنوده ونجا موسى (ع) ومن معه .
[حسبي الله] هو أنّ الله يكفيني ؛ يكفيني بقوّته ، ويكفيني بعظمته ، يكفيني بعلمه ، يكفيني بحكمته ، فنلجأ إليه ولا نلجأ لغيره ، ونوكل أمورنا إليه لأنّه نعم الوكيل ، لأنه هو العظيم والقوي والغني والحكيم والغالب غير المغلوب . قالها المسلمون بعد أن انصرفوا من معركة أحد ، بما فيهم من الجراحات والضعف ، حينما بلغهم أنّ أبا سفيان وقريش قرّروا العودة لمحاربتهم والقضاء عليهم ، عندها أمر النبي (ص) المسلمين بالاستعداد للخروج ومواجهة جيش قريش ، وقال حينها رسول الله (ص) : لا يخرج معنا إلاّ من حضر في أحُد . فخرج حتى من به جراح ، كان يتّكئ على صاحبه ليستطيع المسير ، وحينما بلغ أبا سفيان أن رسول الله جمع جيشه ، ويعمل للحاق به وقتاله خاف وتراجع ، وهذا مسُمى بواقعة حمراء الأسد نسبة للمكان الذي عسكر فيه المسلمون ، وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذه الواقعة قال سبحانه “الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ” ، حمراء الأسد لم تكن غزوة مستقلّة ، إذ يمكن اعتبارها امتداد لمعركة أحد ، إذ من المعلوم أنه في أحد بعد أن كانت الغلبة في بدايتها للمسلمين ، وبدأ المشركون بالهرب ؛ ترك الرماة – الذين أمرهم رسول الله (ص) بالمرابطة على الجبل لحماية ظهر المسلمين – طمعاً في جمع الغنائم ، فجاء خالد بن الوليد ومن معه وهاجموا من الخلف المسلمين الملتهين بجمع الغنائم ، حتى أصيب رسول الله (ص) ، ورجع من كان قد هرب من المشركين وأعملوا ضرباً بالمسلمين ، فاستشهد الحمزة عم النبي (ص) ، ولولا ثبات علي ومن معه لكانت هزيمة نكراء للمسلمين ، لكنّ المعركة انتهت بلا غالب ولا مغلوب ، لأنّ المشركين جمعوا رحالهم ورجالهم وأخذوا طريق مكّة ، والمسلمون مع ما بهم من جراح رجعوا للمدينة ، ولم يغنم أحدٌ من أحدٍ شيئاً ، وكان ذلك في يوم السبت الخامس عشر من شوّال سنة 3 للهجرة ، بعد صلاة الصبح من يوم الأحد والناس منشغلون بمعالجة الجراح أمر رسول الله (ص) بلالاً أن ينادي بالخروج لتعقّب جيش قريش ، وأن لا يخرج إلاّ من حضر أحُداً ، وذلك حتى لا تطمع قريش وتعود إلى المدينة لمفاجئة المسلمين الملتهين بمداواة جرحاهم ، وليلقي الرعب في قلوب المنافقين واليهود الذين أظهروا شماتةً بالمسلمين ، وبالفعل لم يأذن رسول الله (ص) لأحدٍ ممن لم يخرج لأحُد بمرافقته إلاّ لجابر بن عبد الله الذي قال لرسول الله (ص) : يا رسول الله إن مناديا نادى ألا يخرج معنا إلا من حضر القتال بالأمس . وقدكنت حريصاً على الحضور ولكن أبي خلفني على أخوات لي وقال يا بني لا ينبغي لي ولك أن ندعهن ولا رجل عندهن وأخاف عليهن وهن نسيات ضعاف وأنا خارج مع رسول الله (ص) لعل الله يرزقني الشهادة . فتخلفت عليهن فاستأثره الله علي بالشهادة وكنت رجوتها ، فأذن لي يا رسول الله أن أسير معك . فأذن له رسول الله (ص) . قال جابر فلم يخرج معه أحد لم يشهد القتال بالأمس غيري ، واستأذنه رجال لم يحضروا القتال فأبى ذلك عليهم .

Check Also

فرصة عمل في صور

Job Location: Tyre, Lebanon Company Industry: Insurance Job Role: Accounting Employment Type: Full Time Employee …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم