مع التفشي المتزايد لفيروس «كورونا» في مختلف المناطق وأرقام الإصابات المتصاعدة، بات مؤكداً أن الأمور «لم تعد ممسوكة»، وخصوصاً في ظل تأكيدات اختصاصيين إمكان انتشار نوع جديد من الفيروس أكثر فتكاً، ليس مصدرُه القادمين من أفريقيا كما حاولت بعض الجهات الإيحاء لإعطاء الانتشار أبعاداً طائفية، وإنما أيضاً القادمون من أوروبا وأميركا وبقية دول العالم
الإجابة عن هذه التساؤلات أمر ضروري لفهم المقصود بعبارة «جهوزية الأطقم الطبية»، في ظلّ واقع صحي واستشفائي مترنّح منذ أشهر بفعل الأزمة الاقتصادية. وبسبب الأزمة نفسها، لا يزال خيار العودة إلى الإقفال التام مستبعداً، على رغم الارتفاع المطّرد في أرقام الإصابات، إذ أعلنت وزارة الصحة أمس تسجيل 156 إصابة (132 مقيماً و24 وافداً)، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 3258 وعدد المُصابين الفعليين إلى 1596.
القادمون من كلّ دول العالم قد يحملون نوعاً من الفيروس أشدّ فتكاً
ويأتي الإصرار على عدم الإقفال في وقت باتت هناك خشية فعلية يعبّر عنها متخصصون من انتشار نوع جديد من الفيروس أكثر فتكاً. البروفسور المتخصص في الأمراض الجرثومية والمعدية جاك مخباط قال لـ«الأخبار» إن «حركة» الفيروس المُستجدة في لبنان قد تكون بسبب الطفرة الجينية التي شهدها العالم في الأسابيع الأربعة الماضية، والتي فاقمت من خطر الفيروس وجعلته أكثر قدرة على الانتقال وبالتالي الانتشار. ويؤكد مخباط أن الآتين من أفريقيا «ليسوا وحدهم من قد يكونون مُحمّلين بالنوع الصعب من الفيروس، بل أيضاً القادمون من أوروبا وأميركا الشمالية». إلا أن ارتفاع أعداد الحالات الحرجة والمُصابين الذين تستدعي حالتهم الاستشفاء لا يرتبط، بحسب مخباط، بـ «طبيعة» الفيروس أو بطفرته الجينية، لافتاً إلى أن «ما نشهده هو نتيجة طبيعية للإصابات المرتفعة التي نُسجلها والتي أسفرت عن ولادة بؤر وبائية في مختلف المناطق، إذ أن الفيروس لم يعد ممسوكاً». وشدّد على أن «الخوف ليس من الوافدين فقط، بل من المُقيمين الذين أظهروا سلوكاً متهوراً واستهتاراً كبيراً إزاء التعاطي مع الفيروس».
في ضوء ذلك كله، وفي وقت أكد مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك رايان أنه «لن يتوفر لقاح ضد الفيروس قبل عام 2021»، فإنّ الخيار الوحيد الذي بات متروكاً للمُقيمين هو خيار العزل الذاتي كبديل عن إجراءات الإقفال لحماية أنفسهم من الخطر المحدق بهم، وخصوصاً أن السلطة التي تعترف بالواقع الخطير، تراهن على خوف المُقيمين لحماية أنفسهم وتلقي المهمة على عاتق البلديات والسلطات المحلية.
al-akhbar