يقوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارة للبنان لمناسبة احياء مئوية قيام لبنان الكبير ولمتابعة اخر التطورات السياسية، وسيكون للرئيس الفرنسي عند وصوله مساء الاثنين زيارة للفنانة فيروز في انطلياس التي يكن لها كل التقدير كما سيجري في قصر الصنوبر محادثات سياسية مع بعض الاطراف ومع الرؤساء عون وبري والحريري، بحسب ما أوردت صحيفة النهار اليوم في مقال لـ سمير تويني.
ووأضافت النهار أن ماكرون سيغرس في الاول من ايلول ارزة عمرها عشر سنوات في غابة جاج وسيشارك في هذا الاحتفال بمناسبة مئوية لبنان الكبير عدد من التلاميذ وهي اشارة من الرئيس لاهتمامه بالتربية والتعليم في لبنان. كما سيشارك سرب من طائرات فرنسية في هذا الاحتفال .
وسيقوم ماكرون بجولة على مرفأ بيروت لمتابعة توزيع المساعدات التي وصلت على متن حاملة الطوافات “تونير ” و”سفينة المساعدات الانسانية لفائدة لبنان” فيلتقي المنظمات غير الحكومية والمنظمات التابعة للامم المتحدة والفريق الفرنسي المسؤول عن توزيع هذه المساعدات.
وسينتقل بعد ذلك الى قصر بعبدا حيث سيجتمع بالرئيس ميشال عون للبحث في آخر التطورات السياسية لتشكيل “حكومة المهمات” التي يعول عليها ماكرون للقيام بالاصلاحات الضرورية وسيلبي غداء رسميا في بعبدا ويلتقي رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري لاستكمال مشاورته، كما يلتقي العديد من الاطراف السياسيين الذين يشاركون في الغداء، بحسب الصحيفة.
وسينتقل بعدها الى مستشفى رفيق الحريري لتقديم الدعم لكل العاملين فيه والذين يجابهون وباء كورونا.
وقبل المؤتمر الصحافي الذي يعقده في ختام الزيارة سيكون لماكرون لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وستكون مناسبة لتعزيز الروابط التاريخية بين الكنيسة المارونية وفرنسا. ويلي اللقاء اجتماع مع الممثلين للاحزاب السياسية (٩ شخصيات) للبحث بتشكيل الحكومة الجديدة.
وأكدت امس مصادر رئاسية فرنسية “ان التحقيق مستمر حول الانفجار في مرفأ بيروت بين المحققين الفرنسيين واللبنانيين وحتى الان لم تنته التحقيقات خصوصا فيما يتعلق بوجود نيترات الامونيوم في العنبر”، وفقا للنهار.
ويشارك الرئيس في زيارته لبنان بعثة ضيقة على راسها وزير الخارجية جان ايف لودريان وتشير المصادر الرئاسية الى انه “لا وجود لخطة الف اوباء ولكن هناك العديد من الخيارات المطروحة من اجل تشكيل “حكومة مهمات” او “اهداف معينة”، ستؤدي في النهاية الى انتخابات برلمانية” . وتعتبر هذه المصادر “ان هناك اربعة امور طارئة يجب على الحكومة الجديدة الاهتمام بها محددة بذلك خطة عملها: اولا اعادة بناء مرفأ بيروت، ثانيا مجابهة وباء كوفيد ، ثالثا القيام بالاصلاحات الاقتصادية والمالية، رابعا التحضير لانتخابات نيابية، فباريس تعتبر ان هناك حاجة لفتح افق سياسي جديد من خلال انتخابات نيابية تجدد الطاقم السياسي”.
وتشير المصادر الى “ان الدعم الدولي لهذه الحكومة متوفر وللخيارات التي ستحددها لان لبنان يعيش العديد من الازمات وهي ستفتح افاق سياسية جديدة. وكان الرئيس ماكرون خلال زيارته الاولى قد اعلن انه لن يترك اللبنانيين وهذا يعني ان هناك التزاما فرنسيا لمزيد من الضغط لتنفيذ هذه الخطة. فالرئيس الفرنسي لا يشكل الحكومة لكنه سيستمر بضغوطه لتطبيق البرنامج الاصلاحي الذي وضعته الطبقة السياسية. ويجب ايجاد سبل نجاح هذه الخطة خلال اجتماعات في بيروت او باريس مع الاطراف ذات النوايا الحسنة لان لا شيئ مؤكد حتى الان.” واوضحت “ان الكلام عن مؤتمر يعقد في باريس سابق لاوانه لان باريس تسير خطوة بعد خطوة.”
واعتبرت المصادر للنهار “ان الحكومة يجب ان تضم جميع الاطراف السياسيين ومنها “حز.ب الله”، ووضع برنامج اصلاحي ضروري ياخذ في الاعتبار الواقع السياسي في لبنان. وقد قام الرئيس باتصالاته مع الاطراف ويعول عليهم التصويت على الاصلاحات اللازمة.”
وأشارت الى “ان الاتصالات مع الاطراف اللبنانيين عديدة وتتم باشكال عدة فالرئيس ميشال عون لم يفتح الاستشارات لتعيين رئيس للحكومة والرئيس سعد الحريري غير مرشح ولم يعلن من هو مرشحه، وعلى اي اساس سيتم تشكيل اكثرية حكومية؟” وتابع “اننا نعلم كيف يجري النقاش في بيروت ولكن يجب حصول توافق لانقاذ البلد”.
وتضيف “لا يمكن وصف التحرك الفرنسي بانه تدخل في السياسة اللبنانية لقد طالب اللبنانيون فرنسا بالتدخل وطالبت السلطات اللبنانية بدعمنا ولكن نحن لدينا شروطنا ومطالبنا ونعمل على تشكيل حكومة مهمات”.
واوضحت “لا يوجد اي صلة بين الطائفية في لبنان والفساد والموضوع هو تمثيل الاطراف وافضل وسيلة هو تطبيق اتفاق الطائف، والعمل على برنامج حكومي واضح لكي ينتصر لبنان، ويسعى ماكرون الى قيام عقد واضح بين اللبنانيين والاسرة الدولية، ولا يريد تغيير العقد الوطني بل قيام عقد ثقة حكومي. وقد اوضح امام نظيره ميشال عون ان تسجيل انتصارات على الاخرين لا يفيد ففي النهاية الجميع سيخسرون. والهدف هو القيام بالاصلاحات المعروفة والتي نص عليها مؤتمر “سيدر” وهي تشمل كيفية استخدام المال العام من اجل الجميع والقيام بالاصلاحات في العديد من القطاعات كالكهرباء والاتصالات والجمارك والطاقة” .
لذالك وفق مصادر صحيفة النهار “تقوم باريس بالضغط على الاطراف وعودة ماكرون الى لبنان في هذه الظروف تشكل بحد ذاتها ضغطا لان السياسيين لا يريدون ان يلتزموا، لذلك سمعتم كلاما حول الغاء الزيارة. فالضغط عليهم هو للحصول على التزام واضح.”
واكدت “ان تشكيل حكومة يحتاج الى استشارات نيابية لتحديد رئيس الحكومة فالشخصية محددة ولكن لا نعلم من هو . فالرئيس الحريري رفض لكن المهم هو البرنامج الذي سيحدد الاسس للبيان الحكومي لذلك يجب تحديد جميع المعالم قبل الزيارة ولكن لا يمكن التنبؤ بالنتائج كما لا يمكن ربط نجاحها بتصويت الثقة في البرلمان في الايام القادمة. فلبنان يعيش ازمة عميقة والتزام الرئيس ماكرون في هذا الاطار حيث لا يوجد كثير يلتزمون مساعدة لبنان هو التزام ايجابي في بلد يغرق. وهو بحاجة لحكومة مهمات للقيام بالاصلاحات البنيوية”.
واشارت المصادر الرئاسية الى “ان الرئيس ماكرون سيتناول ملف التوتر بين لبنان واسرائيل ومن هنا اهمية التجديد لليونيفيل في جنوب لبنان اما المطلوب اليوم فهو عدم القيام بعمل من جانب “حز.ب الله” يقود الى التصعيد كما في عام “٢٠٠٦ . ونوه ب”ان الاحداث المسلحة الاخيرة في جنوب بيروت لا تشكل حربا بل هي توتر بين إسرائيل و”حز.ب الله” وهي تحصل في اطار ازمات خطيرة وتوتر متراكم يمكنه ان ينفجر”.
الجديد|
Check Also
20% من المدارس الرسميّة خرقت إضراب هيئة التنسيق
في اللقاء مع هيئة التنسيق النقابية، أمس، طرح وزير المالية غازي وزني أفكاراً يعتقد بأنها …