منذ خمسينيات القرن الماضي، وبحكم كون إسرائيل عدوّتنا التاريخية اللدودة، وبسبب إجرامها وحروبها المدمرة على لبنان، وعلى المشرق، وإلتزاماً بالدستور اللبناني، أنشأت الدولة اللبنانية ” مكتب مقاطعة إسرائيل”، لمراقبة اللبنانيين الذين يتواصلون مع هذا الكيان الغاصب، ومقاطعة البضائع ذات المنشأ الإسرائيلي،(!!!)،وفرض عقوبات على من تسوّل له نفسه زيارة إسرائيل (!!!)، أو من يتجرأ بالتعاطي بشكل مباشر أو غير مباشر مع أحدهم من الإسرائيليين(!!!)…
… قرار وطني بإمتياز …
ومثل كلّ المكاتب اللبنانية في الوزارات، فسلطة هذا المكتب وقراراته مزاجية وإستنسابية…!!!
… لبنانيون مبعدون قسراً الى إسرائيل… فلهم الويل والثبور وعظائم الأمور…!!!
… لكن زعماء لبنانيون ومن كلّ الفئات زاروا إسرائيل سراّ أم علناً… فهم أبطال السيادة، وأبواق الحرية، ويحتلون المقاعد النيابية، ويترأسون الأحزاب…؟؟؟!!!
… أمّا الأخطرّ هو ما سيحدث من الآن وصاعداً…
فبالأمس ٣١ آب ٢٠٢٠، حطتّ أول طائرة إسرائيلية في مطار دُبي… بعد الإتفاق المرفوض مع إسرائيل، وإبتدأ التطبيع…!!!
والإمارات العربية المتحدة هي ليست مصر وليست الأردن، فشعوب تلك الدولتان رفضت الإتفاقيات، ولمّ تتمكنّ إسرائيل من الإنفلاش في هاتان الدولتان المشرقيّتان…
… أما في الإمارات، فالوضع مختلف… تجارة وإنفتاح وأسواق عالمية ومراكز مالية دولية ومؤتمرات… وأكثر من مئتي ألف لبناني يعيشون مع عائلاتهم ويسترزقون في هذا البلد العربي الخليجي المضياف…
… وبحكم الطبيعة والواقع، سيتعاطى هؤلاء اللبنانيون مع الإسرائيليين، ومع الشركات والمصانع الإسرائيلية التي تتحضرّ لدخول الأسواق الإماراتية…
… والسؤال الخطير المطروح الآن…:
… هلّ سنمنع هؤلاء اللبنانيين من العودة الى الوطن، بجرم التعاطي مع إسرائيل…؟؟؟!!!
… ستكفي صورة ” ولوّ مركبّة” مع إسرائيلي لمنع عائلة لبنانية أو رجل أعمال لبناني من لمس أرض الوطن…!!!؟؟؟
المواطن الدكتور دال الحتي
الفاتح من سبتمبر ٢٠٢٠