أكدت تل أبيب أمس، عبر إعلامها، اقتراب موعد بدء المفاوضات بين «إسرائيل» ولبنان بوساطة أميركية، للتوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية بين الجانبين، مشيرة إلى أن لبنان بات جاهزاً وأكثر «نضجاً» لتليين مواقفه بعد الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعانيها.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن من المتوقع أن تبدأ الجولة الأولى من المفاوضات بعد أسبوع أو أسبوعين، ما لم تطرأ مفاجآت في اللحظة الأخيرة، و«المكان المقرر لجولة التفاوض هو مقر قوة اليونيفيل في الناقورة في أقصى الجنوب اللبناني، على أن يشارك وسطاء أميركيون وبحضور ممثل عن الأمم المتحدة».
ورغم أن المسؤولين اللبنانيين المعنيين بمفاوضات ترسيم الحدود يؤكدون (راجع «الأخبار»، 25 أيلول 2020) أن انطلاق المفاوضات قريباً عائد إلى موافقة العدو على الشروط اللبنانية (المفاوضات غير مباشرة، تلازم الترسيم بين البحر والبر…)، من الواضح من التقارير العبرية أن «إسرائيل» تصوّر الاتفاق على «الإطار التفاوضي» تنازلاً لبنانياً من جهة، وتأمل، من الجهة الأخرى، تحقيق مكاسب عبر التفاوض بسبب المتغيّرات في الساحة اللبنانية التي أدت إلى «نضج» لدى الجانب اللبناني «للتوصل إلى تسويات». ووفقاً لمصادر الصحيفة نفسها «هذه المرة، على عكس المرات السابقة، أصبح اللبنانيون أكثر نضجاً مما سبق، ويدرك لبنان أنه بحاجة إلى (عائدات) الغاز، إذ لم يعد بإمكانه الإنفاق على موارد الطاقة».
واشنطن «تأمل أن يؤدّي الاتفاق على ترسيم الحدود إلى فتح مسارات تفاوض أخرى»
وإن لم يرد في تقرير الصحيفة الحديث عن «مفاوضات مباشرة» كانت قد شغلت الإعلام العبري في الفترة الأخيرة، وعُدّت نوعاً من التطبيع الذي يتساوق مع اتفاقات التطبيع العربية مع العدو، إلا أن الصحيفة تؤكد أن المفاوضات وإن لم تكن مباشرة، لكنها «تشير إلى نوع من التقارب بين الجانبين». ومن هنا، تنقل الصحيفة أنهم «في إسرائيل يخشون أن يستخدم حزب الله حق النقض على بدء التفاوض، وإن كان يتعذّر في الأساس الاتفاق على مباشرة الجولة الأولى من دون موافقة حزب الله».
مصدر إسرائيلي رفيع المستوى أشار للصحيفة إلى أن «لا مصلحة لنا في رؤية لبنان ينهار (…) وسنكون سعداء إذا تمتع اللبنانيون بمواردهم من الغاز. فهذا سيساعدهم على الوقوف على قدميهم» من جديد.
وكانت صحيفة «هآرتس» في تقرير سابق، قد توسعت في شرح ما ورد على لسان المصدر الرفيع، والهدف من ترحيبه إمكان التوصل إلى اتفاق يتيح للبنان استخراج موارده الغازية، إذ كشفت أن الولايات المتحدة «تأمل أن يتسبب التوصل إلى اتفاق على الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان بفتح مسارات تفاوض أخرى بين الدولتين (سياسية وأمنية واقتصادية…)، إلى جانب الحملة الأميركية الإسرائيلية المشتركة الهادفة إلى إضعاف قوة حزب الله سياسياً».
al-akhbar