لم تتغيّر صورة عدّاد كورونا مع الإقفال الثالث الإلزامي لعددٍ من القرى والبلدات المصابة بالفيروس، إذ لا يزال هذا الأخير مستقراً عند عتبة الألف، مع تسجيله أمس 995 إصابة، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 33 ألفاً و989. ولعل اللافت في عداد أمس، هو استعادة الزخم في عداد الوافدين، حيث سجل الأخير 58 إصابة دفعة واحدة، وهي المرحلة الأولى التي يلامس فيها هذا الرقم. وكان هذا العداد قد أثار حفيظة وزارة الصحة، خلال عطلة الأسبوع، مع تسجيل طائرة واحدة عائدة من العراق 21 إصابة، ما دفع بالوزارة إلى رفع حالة التأهب الصحية والطلب من البلديات، بمؤازرة القوى الأمنية، متابعة إجراءات حجر العائدين.
وبموازاة عدد الإصابات المرتفع، لم يكن حال عداد الوفيات أفضل، إذ يتابع هذا الأخير صعوده، مع تسجيله أمس ست ضحايا، ليرتفع إلى 526. وبحسب المصادر الطبية، يأتي هذا الرقم بمثابة «تحصيل حاصل»، وخصوصاً مع ازدياد الحالات التي تتطلب الدخول إلى العناية المركزة، والتي تلامس اليوم ما يقرب من 30% من أعداد الحالات التي تستوجب الاستشفاء. وبالأرقام، تبلغ أعداد الإصابات في العناية المركزة 211 إصابة من أصل 639 حالة استشفاء. وهذا يعني أن الوضع ليس بخير. هذا ما يحاول وزير الصحة العامة، حمد حسن، قوله مراراً، وما يحاول اليوم التشديد عليه الأطباء، وخصوصاً لناحية الطلب من وزارة الصحة والحكومة «التوجه نحو إعلان حالة طوارئ صحية وشاملة أسوة بباقي دول العالم»، بحسب ما يرد في بيان اللجنة الصحية لتجمع الأطباء في لبنان والمكتب الصحي المركزي في التجمع الوطني الديموقراطي. ويسند الأطباء مطلبهم إلى الواقع الصحي المقبل على كارثة بسبب «نفاد» الأسرّة الشاغرة في المستشفيات الحكومية، وبعض المستشفيات الخاصة التي انضمت إلى المواجهة.
إلى ذلك، تواصل القوى الأمنية عملها على خطين، أولهما متابعة التكليف بـ«حراسة» البلدات المصابة وثانيهما العمل على خطّ التزام الناس على الطرقات وفي الشوارع بالإجراءات الوقائية، ولا سيما ارتداء الكمامة. مع ذلك، لا يزال العمل قاصراً عن الوصول إلى الخلاصة المطلوبة، وخصوصاً في ظل التفلّت واللامبالاة التي يظهرها المواطنون، والتي بيّنتها تقارير وزارة الصحة العامة بالأرقام. مع ذلك، تواصل هذه القوى عملها على الحواجز الثابتة والمتنقلة في عدد من البلدات. وقد كانت حصيلة يوم أمس تسجيل حوالى 200 محضر ضبط في منطقة الجنوب لأشخاص لم يلتزموا بوضع الكمامات.
al-akhbar