رلى ابراهيم
مشروع قانون المنافسة: وزير الاقتصاد يشرّع الاحتكار
يغضب وزير الاقتصاد راوول نعمة عند الحديث عن عدم قيامه بأدنى واجباته في ظل الانهيار الاقتصادي القائم، عبر مكافحة الاحتكارات والوكالات الحصرية ومعاقبة المحتكرين. ويؤكد إعداده مشروع قانون المنافسة الذي يضمن القضاء على الاحتكار. إلا أن جلّ ما فعله نعمة لم يكن سوى تقديمه خدمات استثنائية للمحتكرين عبر شطبه النسب التي تحدد الهيمنة وإفراغه القانون من مضمونه حتى ينعم المحتكرون بما يسمّونه «الاقتصاد الحرّ». في ما يلي أبرز إنجازات الوزير الذي ينفي سرقة لقمة الفقراء
ما سبق ليس تفصيلاً ولا حصل عن غير قص

ما سبق في كفّة، وجرأة الوزير في اتهام «الأخبار» بالتضليل والكذب والحياد عن الأخلاقيات في كفة أخرى. ربما يحتاج معاليه الى مساعدة في تفسير هذه المصطلحات التي إن كانت تنطبق على أحد، فهي تناسبه حتماً، وخصوصاً في ظلّ ما يتحمّله المواطنون من تضخّم في الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية واحتكار السلع المدعومة من جيوبهم، والتفلّت في أسعار كل المواد الأولية. الواضح هنا، أن نعمة يعيش في عالم منفصل، بحيث نام مشروع قانون الاحتكارات أشهراً في مكتبه، قبل أن يفرج عنه في أيلول، أي بعد استقالة الحكومة ودخولها مرحلة تصريف الأعمال. لكن حتى لا يكرر نعمة اتهامه «الأخبار» بـ«الظلم والتجني»، نورد أبرز إنجازاته، أي التعديلات التي أدخلها على مشروع قانون المنافسة، بعيداً عن الإنجاز الأكبر بتشريع الاحتكارات على مداها عبر إلغاء نسبة الهيمنة:
1- استبدل نعمة عبارة «كافة الأنشطة الاقتصادية» الواردة في الفقرة (أ) من المادة 3 بـ«كافة أنشطة الإنتاج والتوزيع والتسويق والخدمات». وفي الفقرة (ج)، جرى استبدال عبارة إذا أخلّت بالمنافسة بـ«اذا أدّت الى آثار مخلّة بالمنافسة».
2- في المادة 5، أضاف راوول عبارة «خلافاً لأي نص آخر».
3- في المادة 6، أضاف فعل «تكون» في بداية الجملة.
4- في الفقرة 7، ولأن ثمة ما يتعلق بتفاصيل عن إبطال الاتفاقات في حال الإخلال بالمنافسة، عمد نعمة إلى شطبها نهائياً، وصولاً الى شطب البندين «أولاً» و«ثانياً» من المادة 9، وهي المادة الأهم التي تحدّد نسب الهيمنة وتنظّمها.
5- في المادة 11، يفترض الاعتراف بالإنجاز الكبير الذي سيدخل التاريخ. فقد أورد بطيش في مشروعه القديم، مجموعة من المحظورات على الأشخاص والجمعيات، إن كانوا من الموردين لسلعة أو خدمة تجارية القيام بأي ممارسات تقييدية وعدّدها من دون أن يُرقّمها. هذا الخطأ الجسيم أصلحه وزير الاقتصاد الحالي بأن وضع أرقاماً لتلك البنود! وهذا يتطلّب مجهوداً استثنائياً لا يفترض بأحد أن يستخفّ به.
هذه «الإنجازات» تطلّبت من الوزير نعمة أشهراً من العمل، للقيام بها.
الفقرتان اللتان حذفهما نعمة من مشروع القانون
المادة ٩: حظر إساءة استغلال الوضع المهيمن
أولاً: يحظر على كل من له وضع مهيمن في السوق، سواء كان شخصاً طبيعياً أو معنوياً أو مجموعة من الأشخاص، أن يسيء استغلال هذا الوضع بشكل يؤدي الى الإخلال بالمنافسة أو الحدّ منها أو منعها في السوق المعنية، أو في جزء منها
أ- أن يكون الشخص في وضع مهيمن في السوق، سواء كان مورّداً أو مشترياً لنوع من السلع أو الخدمات التجارية في إحدى الحالات الآتية:
إذا لم يكن لديه منافسون،
إذا لم يكن يواجه أيّ منافسة كبيرة أو
إذا كان يتمتع بمركز متقدم في السوق مقارنة بمنافسيه.
إذا كانت حصته تبلغ أكثر من ٣٥% على الأقل من مجمل السوق المعنية.
ب- يكون شخصان أو أكثر في وضع مهيمن في السوق بالنسبة إلى نوع معين من السلع أو الخدمات التجارية إذا كانت لا توجد بينهما منافسة كبيرة، وتتوفر فيها الشروط المشار إليها في الفقرة أولاً من هذه المادة
ج- يفترض بأن الشخص في وضع مهيمن في السوق إذا كان يمسك بثلث السوق على الأقل
د- تعتبر مجموعة من الأشخاص بأنها في وضع مهيمن في السوق:
إذا كانت لا تتألف من أكثر من ثلاثة أشخاص يمسكون مجتمعين بنسبة ٥٠% من السوق، أو
إذا كانت تتألف من خمسة أشخاص على الأكثر يمسكون مجتمعين بثلثَي السوق، ما لم يثبت الأشخاص المذكورون بأن الوضع التنافسي القائم في السوق من شأنه أن يخلق منافسة كبيرة بينهم أو بأن المجموعة التي يشكلونها لا تحتل مركزا مهيمناً في السوق، مقارنة بالمنافسين الآخرين.
ثانياً: يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لتقييم وضع الشخص المهيمن في السوق المعنية مقارنة بمنافسيه العناصر المحددة أدناه:
١- حصته في السوق
٢- قوته المالية
٣- قدرته على الدخول الى أسواق العرض أو الطلب
٤- روابطه مع الأشخاص الآخرين
٥- العوائق القانونية أو الواقعية التي تحول دون دخول أشخاص آخرين إلى السوق المعنية
٦- قدرته على تحويل عرضه أو طلبه نحو سلع وخدمات تجارية أخرى
٧- قدرة الشريك على اللجوء الى أشخاص آخرين.
(النص الكامل لمشروع القانون، و جدول المقارنة بين مشروعَي الوزير الحالي راوول نعمة والوزير السابق منصور بطيش)