المصدر: لبنان 24
كتب غسان ريفي في “سفير الشمال”: من المفترض أن توضع “الطبخة الحكومية” مجددا إبتداء من اليوم على نار حامية، بعدما نجحت مشاورات الاسبوع الفائت في إعادة تجميع بعض مكوناتها بمساهمة من الرئيس نبيه بري على أمل أن يتم إنضاجها لتنتج حكومة إنقاذية من 24 وزيرا إختصاصيا بصيغة (3 ثمانات) ومن دون ثلث معطل لأي تيار سياسي، على أن يتم التوافق بين الرئيسين ميشال عون و سعد الحريري على إسمين لوزارتيّ الداخلية والعدل.
يبدو واضحا أن هذه الصيغة الحكومية المستجدة تمت مناقشتها باسهاب في اللقاءات المكوكية السياسية ـ الدبلوماسية التي عقدت خلال الاسبوع الفائت في قصر بعبدا وعين التينة وبيت الوسط، وهي أوحت بأن ما يطرحه الرئيس بري يلقى تجاوبا من قبل الدول المعنية بلبنان، وكذلك من الرئيس الحريري، ويتلاقى في الوقت نفسه مع مبادرة الأمين العاملحزب الله السيد حسن نصرالله في الخطاب ما قبل الأخير حيث شدد على “ضرورة كسر الرقم 18 للحكومة وعدم إعطاء الثلث المعطل لأي تيار سياسي”، وهو عاد في الخطاب الأخير وأعلن موافقته في حال تفاهم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على حكومة الاختصاصيين، وإلا فالاتجاه يجب أن يكون الى حكومة سياسية أو تكنوسياسية.
في غضون ذلك، فإن مبادرة بري التي يبدو أنها مدعومة محليا من أكثرية الأطراف، ومغطاة فرنسيا، ومقبولة أميركيا خصوصا أن السفيرة دوروثي شيا شددت من على منبر بعبدا على ضرورة الوصول الى تسوية ووقف كل الشروط، وغير مرفوضة سعوديا، تنتظر جوابا واضحا من رئيس الجمهورية ميشال عون لم تتضح معالمه بعد، وهذا من شأنه إما أن يعيد وصل ما إنقطع بين بعبدا وبيت الوسط ويعطي مزيدا من الايجابية على صعيد التأليف، أو أن يرفع مزيدا من السواتر السياسية ويؤدي الى قطع دائم للطريق بينهما.
واللافت، أن عون ما يزال يتحصن بالصمت، بينما جبران باسيل عبر عن رفضه من خلال المجلس السياسي للتيار الوطني الحر الذي إستبق مبادرة بري ليؤكد بأنه “يرفض إعطاء الحريري النصف زائدا واحدا لأنه سيستخدمه في تعطيل الاصلاح والتدقيق الجنائي ومحاربة الفساد”، فهل يؤثر باسيل على عون فيرفض المبادرة وتحترق الطبخة؟ أم تنجح الاتصالات المكثفة محليا والمترافقة مع زيارة اللواء عباس ابراهيم الى فرنسا، وإجتماع الاتحاد الأوروبي بمشاركة من الرئيس الأميركي جو بايدن والذي على جدول أعماله الأزمة اللبنانية في الضغط على كل المعنيين من أجل تشكيل حكومة تبدأ بمسيرة الانقاذ؟.